الأربعاء 29/مايو/2024

قرى شمال غرب نابلس.. المواطنون عطشى والمستوطنون في بذخ

قرى شمال غرب نابلس.. المواطنون عطشى والمستوطنون في بذخ

على مداخل محافظة نابلس من الجهة الشمالية الغربية تقع بلدات دير شرف وبرقة وبزاريا، تعاني سنويًّا شح المياه، بالرغم من كونها تعيش على حوض مائي ضخم، في حين مستوطنة شافي شمرون المقابلة لها تعيش في رفاهية واسعة في المياه على مدار الساعة.

ويشعر أهالي تلك البلدات، والذين يزيد عددهم عن أكثر من 40 ألف نسمة، بالأسى، وهم عطشى، في حين يستهلك 1200 مستوطن أضعافهم من المياه، وتموت مزروعات المواطنين في أشهر الصيف، وأشجار مستوطنة شافي شمرون تتصاعد إلى السماء لوفرة المياه.

ضمان المياه للمستوطنين

ويقول ضرار أبو عمر، مدير جمعية الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس، وكان نائبًا لرئيس مجلس قروي برقة أربع سنوات سابقة: إن الإجراء الإسرائيلي يتحكم بخزان المياه في مستوطنة شمرون، والذي يسحب المياه من بئر قرية بيت إيبا المجاورة، بحيث يتوقف تزويد البلدات الفلسطينية بالمياه في حالة نزول منسوب المياه إلى أقل من مترين، ليضمن المياه للمستوطنين على مدار الساعة.

وأضاف أن الراصد للأشجار داخل المعسكر الصهيوني ومستوطنة شافي شمرون، يلمس حجم تصاعد تلك الأشجار التي عمرها لا يتجاوز عشر سنوات، في حين أشجار بلدات الناقورة ودير شرف، التي عمرها 60 عامًا وبعضها أكثر، لا تصل إلى ارتفاع نصفها لشح المياه.

معاناة الصيف

ويؤكد رئيس مجلس قرية دير شرف فهمي نوفل أن شارعًا فقط يفصل بلدته عن المستوطنة، وفي أشهر الصيف تعاني البلدة من نقص مياه الشرب، ويضطر الأهالي لشراء المياه عبر الصهاريج أو جلب المياه من عين مياه بالبلدة.

ويقول المزارع عبد الله عنتري: إن عشرات الدونمات التي كانت تزرع بالحمضيات قد جفت أو تراجع منتوجها لقلة المياه، بعدما كانت من أكثر البيارات إنتاجًا للبرتقال والليمون، وكانت تدرّ أرباحًا لهم، مشيرًا إلى أن أحد عمال البلدة في مستوطنة شافي شمرون رصد وجود برك سباحة في غالبية بيوت المستوطنة، وأنابيب لسقاية المزروعات فيها على مدار الساعة.

ويشير المهندس محمود الصيفي، مدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس، إلى أن الاحتلال يسيطر على مقدرات الأرض الفلسطينية، بما فيها المياه ويتحكم كثيرًا في حفر الآبار وكميات المياه المسموح ضخها، مستندًا إلى اتفاقيات أوسلو، دون اكتراث لاحتياجات المواطنين للشرب ولسقاية المزروعات.

سيطرة صهيونية

وأضاف أن قرى شمال غرب نابلس خير مثال ونموذج على ذلك رغم وجود محيط من المياه تحت أراضيهم، ومرور خطوط المياه أمام منازلهم.

وحسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني؛ يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على 85% من المياه المتدفقة من الأحواض الجوفية، ما يجبر الفلسطينيين إلى شراء المياه من شركة المياه الإسرائيلية “ميكروت”؛ حيث وصلت كمية المياه المشتراة إلى 63.5 مليون م3. كما يسيطر الاحتلال على معظم الموارد المائية المتجددة في فلسطين، والبالغة نحو 750 مليون م3 سنويًّا، ولا يحصل الفلسطينيون سوى على نحو 110 ملايين م3 من الموارد المتاحة، علمًا أن حصة الفلسطينيين من الأحواض الجوفية حسب اتفاق أوسلو هي 118 مليون م3، وكان من المفترض أن تصبح هذه الكمية 200 مليون م3 بحلول عام 2000، لو تم تنفيذ الاتفاقية المرحلية.

ووفقًا للمهندس مازن غنيم، رئيس سلطة المياه في فلسطين؛ فإن حصة المستوطن اليومية من المياه من 400 إلى 800 لتر في مقابل 45 – 50 لترًا في الواقع للمواطن الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات