الأربعاء 29/مايو/2024

تحذير فلسطيني من استغلال الاحتلال كورونا لتهويد الأقصى

تحذير فلسطيني من استغلال الاحتلال كورونا لتهويد الأقصى

منذ انتشار جائحة كورونا عالمياً، وتفشيها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ازدادت المخاوف الفلسطينية من تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي مخططات تهويدية واستيطانية في القدس المحتلة، والمسجد الأقصى المبارك.

وحذر مسؤولون مقدسيون في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” من سياسة إسرائيلية جديدة متوقعة تجاه المسجد الأقصى المبارك، في سياق إغلاقه مؤقتاً وعدم دخول المصلين له بقرار من دائرة أوقاف القدس، مع استمرار وجود حراسه وسدنته.

ودعا المحامي الفلسطيني خالد زبارقة، المقدسيين وفلسطيني الداخل المحتل، إلى ضرورة التكاتف والحضور الدائم والرباط في المسجد الأقصى، مع أخذ جميع الإجراءات الوقائية من فيروس “كورونا”.

زبارقة، وهو أحد أعضاء طاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح، حذر في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” من تطبيق الاحتلال الإسرائيلي سياسات تهويدية بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.

وأكد المحامي وجود تخوفات كبيرة من استغلال انتشار فيروس كورونا عالمياً، مجدداً دعوته لعدم ترك المسجد الأقصى أسيرا للسياسات الإسرائيلية.

واستدعت سلطات الاحتلال، الأحد الماضي، زبارقة للتحقيق معه على خلفية نصرته للمسجد الأقصى المبارك عبر منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال زبارقة، عقب انتهاء التحقيق معه في حينه: “يريدون أن يتدخلوا في طريقة تفكيرنا وفي إيماننا وفي مواقفنا الدينية والسياسية. سيبقى الأقصى رمز عزتنا ومعنى وجودنا على هذه الأرض. لا تختبرونا؛ لقد حددنا خياراتنا منذ أمد بعيد”.

ويتعرض المسجد الأقصى لانتهاكات إسرائيلية متكررة واقتحامات يومية من المستوطنين، في مخطط استيطاني لتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.

من جهته، حذر رئيس مجلس أوقاف القدس، الشيخ عبد العظيم سلهب، الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ أي إجراءات اعتداء على المسجد الأقصى وساحاته ومصلياته، في إطار تعليق الصلاة فيه مدّةً مؤقتة للوقاية من انتشار فيروس “كورونا”.

وأكد سلهب في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن أي تغيير إسرائيلي في سياساته تجاه المسجد الأقصى في سياق إغلاقه، سيواجه بمواقف حازمة من المرابطين فيه وحراسه وسدنته الموجودين فيه دوريًّا.

وأشار إلى أن إغلاق المسجد الأقصى جاء مع انتشار جائحة “كورونا” عالمياً، وحرصاً على سلامة أبنائنا وإخواننا المصلين والمرابطين، مشدداً على أنَّ التعليق كان لدخول المصلين إلى المسجد، وأنه عامر بالحراس والموظفين والسدنة الذين يرفعون الأذان في مصلياته.

وأشار إلى أنه لا يوجد في الوقت الحالي أي اقتحامات من جماعات المستوطنين والمتطرفين، مؤكداً أنه “إذا غيّر الاحتلال من سياساته والوضع الحالي في المسجد الأقصى فسيكون لنا حديث آخر”.

وقال: “قضية المسجد الأقصى المبارك قضيتنا، والمسجد مسجدنا، ونحن يعز علينا والمسلمين إغلاقه وألا يصلّوا فيه لفترة محدودة، وهذا جاء حرصاً على سلامتهم، وبالدرجة الأولى همنا هو سلامة أبنائنا ومصلينا والمرابطين فيه”.

بدوره قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة الشيخ عكرمة صبري: إن الاحتلال قد يستثمر الحالة الراهنة وانتشار فيروس “كورونا” من أجل تنفيذ أهدافه العدوانية بحق المسجد الأقصى.

وأضاف “ندرك أن سلطات الاحتلال تحاول تسخير مرض كورونا لخدمة مصالحها وأهدافها، كما يحصل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يحاول تثبيت موقعه ومنصبه”.

واستدرك بالقول: “نحن حذرون ومتيقظون بشأن المسجد الأقصى، ولن نسمح للاحتلال بأن يستغل أزمة كورونا من أجل تنفيذ مخططاته”.

ويؤكد أن المقدسيين ملتفون جميعهم حول الأقصى، ومدركون تماما لما يخطط له الاحتلال بشأنه، مشيرًا إلى أنه ومنذ زمن طويل الصراع مستمر على المسجد.

وحول كيفية حماية المسجد الأقصى في إطار تعليق الصلوات وانتشار “كورونا”، يؤكد الشيخ صبري استمرار حراس وسدنة المسجد وعمال النظافة والأذنة والأئمة وسائر موظفي دائرة الأوقاف في أعمالهم، رغم إغلاق الأبواب الخارجية للمسجد.

ويوضح أن كوادر العمل جاهزة ومستمرة في عملها داخل الأقصى، ولن تتركه فارغًا ولقمة سائغة للاحتلال، فالأمور كافة ستكون في أمن وحماية المسجد من أي تجاوز أو تعدٍّ إسرائيلي.

والاثنين الماضي، بدأ تعليق دخول المصلين إلى المسجد الأقصى مدّةً مؤقتة إجراءً احترازيًّا للوقاية من انتشار فيروس كورونا، وفقا لإعلان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية.

وحول قرار تعليق الصلاة بالأقصى، يقول الشيخ صبري: إن القرار كان واضحًا في إغلاق جميع أبواب المسجد الأقصى، بما في ذلك باب المغاربة الذي تسيطر عليه شرطة الاحتلال، وكان شرطنا إغلاقه أيضًا أمام اقتحامات المستوطنين للأقصى، وفي حال أي تجاوز من الاحتلال بفتح الباب، سيتم فتح جميع الأبواب الخارجية للمسجد.

من جهته، رأى النائب في المجلس التشريعي أحمد عطون أن الظروف الحالية وانشغال العالم بتفشي “كورونا” يُعطي الاحتلال فرصة لتنفيذ مشاريعه التهويدية في الأقصى، فهو لديه إستراتيجية واضحة حيال ذلك، ويستغل كل الظروف لتحقيق أهدافه الخبيثة.

وقال: “كان من الممكن وضع إجراءات احترازية أكثر من أجل الحفاظ على سلامة وصحة المصلين ورواد الأقصى، بدلًا من إغلاقه وتعليق الصلوات فيه، وذلك حتى لا يتم استغلال تلك الظروف من الاحتلال”.

ورغم إغلاق أبواب الأقصى إلا أن الدعوات اليهودية المتطرفة لاقتحامه لا تزال متواصلة، حيث حثّت “جماعات الهيكل” المزعوم اليهود على اقتحامه، لكونه فارغًا، وقال المتحدث باسم تلك الجماعات فريد أساف: إن “جبل الهيكل فارغ تمامًا من العرب، وهذه فرصتنا لصعود جبل الهيكل والصلاة فيه”.

وعبّر النائب عطون عن مخاوف حقيقية من سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام الأقصى، مستغلةً تعليق الصلاة موقتًا بالمسجد، داعيًا في الوقت نفسه إلى الحذر واليقظة من خبث الاحتلال.

لكنه أكد أن المقدسيين على وعي تام وإدراك لما يجرى بحق الأقصى، رغم كل هذه الإجراءات، مشددًا على أن أهل القدس هم رأس الحربة في مواجهة الاحتلال، لأنها معركة صمود ووجود.

ويتعرض المسجد الأقصى لانتهاكات إسرائيلية متكررة واقتحامات يومية من المستوطنين، في مخطط استيطاني لتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات