السبت 27/أبريل/2024

5 شهداء من القسام بالضفة.. رسائل عنوانها الرد السريع

5 شهداء من القسام بالضفة.. رسائل عنوانها الرد السريع

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام

“هنا على صدوركم باقون كالجدار.. وفي حلوقكم كقطعة الزجاج كالصبار.. وفي عيونكم زوبعة من نار”.. تلك أبيات شعرية دونها الشاعر توفيق زيادة، وخطتها عمليًّا رصاصات 5 شهداء من أبطال كتائب القسام، عبر تنفيذهم عمليات الرد السريع على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى والمسرى.

الشهداء الخمسة، الذين زفتهم حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، نفذوا عمليات عدة وأثخنوا في جنود الاحتلال محققين قتلى وإصابات في صفوف المستوطنين، في عمليات عدة، كان في مقدمتها عملية الانتقام للاعتداء على مرابطات المسجد الأقصى واغتيال القائد خضر عدنان.

وخلال اليومين الماضيين، ارتقى 5 شهداء من كتائب القسام، اثنان منهم من مخيم طولكرم ارتقوا صباح اليوم السبت، وهما: سامر الشافعي، وحمزة خريوش، والبقية هم: حسن قطناني، ومعاذ المصري، وإبراهيم جبر، وارتقوا الخميس الماضي في عملية اغتيال بنابلس.

ورأى مراقبون، أن ما نفذه أبطال القسام في الأيام الأخيرة وإعلان الكتائب رسميًّا تبنيها لتلك العمليات، يؤكد أن الثورة في الضفة الغربية انطلقت انطلاقة قوية موحدة مع الفصائل الفلسطينية المشاركة في مقاومة الاحتلال ومستوطنيه بأشكال متعددة.

ساحة مواجهة رئيسية

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، ياسر منّاع، أكد في حديثٍ خاصٍّ لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الضفة الغربية تشكل ساحة المواجهة الرئيسية مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى جاهداً لوقف تلك الحالة، وإنهاء وجود المجموعات المسلحة وحالة التصعيد في الضفة الغربية.

وقال منّاع: “في الآونة الأخيرة، شكّلت الضفة الغربية الساحة الأساسية للمواجهة والاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين، وكانت المجموعات المسلحة متوازية مع أبطال العمليات الفردية ينفذون عملياتهم بنوع من السهولة ضد الاحتلال ومستوطنيه، مثل عمليات عملية حوارة والحمرا”.

ويتفق مع حديث منّاع، الكاتب والمختص في الشأن الفلسطيني عبدالله العقاد، حيث رأى في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام صفعت الاحتلال صفعات عديدة، كان آخرها في الجولة الأخيرة التي عقبت استشهاد البطل خضر عدنان.

تآكل قوة الاحتلال

وقال العقاد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “صفعت المقاومة في غزة وجه الاحتلال بقوة، ووضعته في أسوأ خياراته، وهذا شكل قناعة كبيرة لدى الشارع الصهيوني بضعف وتآكل قوة ردع الكيان الأمر الذي جعله يتحاشى توسيع الرد على القذائف الصاروخية التي استهدفت غلاف غزة وأوقعت أضراراً مهينة له”.

اقرأ أيضًا: وحدة الساحات والجبهات.. ضرورة ملّحة وعامل حاسم للصراع

وأضاف “الجولة الأخيرة أعقبت جولة لم تقل إساءة لوجه الاحتلال عنها، بعد العدوان على المعتكفين في المسجد الأقصى قبل شهر؛ ولهذا ذهب الاحتلال لترميم صورته أمام جمهوره بالتغول في الضفة المحتلة خاصة نابلس ثم طولكرم”.

وأشار إلى أن هذا السلوك الذي ينتهجه الاحتلال، يتكرر بعد كل إخفاق، وأصبح واضحاً للمتابعين، قائلاً: “لكن دائما ما يعقب هذا الإجرام الصهيوني عمليات نوعية تنفذها المقاومة في الداخل الصهيوني أو المستوطنات الإسرائيلية”.

وتابع: “بعد كل جولة تضيق الخيارات نحو معركة تندفع لها أطراف الصراع لمواجهة شاملة مفتوحة ومتعددة الساحات والجبهات”، متوقعاً أن يذهب العدو داخلياً لحكومة موسعة لمواجهة هذا الاستحقاق والخروج من أزمته الداخلية إن تحتمت المواجهة.

تأثيرات متعددة

الكاتب مناع رأى أن الانتماء التنظيمي لأبطال عمليات المقاومة في الضفة الغربية له دلالات عسكرية وسياسية لدى الاحتلال الإسرائيلي، ويؤخذ في الحسبان في بعض الأوقات، قائلاً: “الاحتلال ينظر إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي أنهما صاحبتا التحريض والدعم المعنوي والمادي لمجموعات المقاومة في الضفة”.

وأضاف: “حماس اليوم تأخذ البعد العسكري في الضفة الغربية وتعود بعد أكثر من 15 عاماً من القمع والحصار والمطاردة والملاحقة، إلى العمل العسكري وليس إلى العمل السياسي”، مؤكداً أن هذا التحوّل الميداني مهم في الضفة الغربية؛ ويدلل على فشل محاولات اجتثاث حركة حماس.

وتابع: “ما تفعله السلطة الفلسطينية (في إشارة إلى ملاحقتها للمقاومين ومحاولة ثنيهم عن مشروع المقاومة) أثبت فشله، متوقعاً أن تشهد المرحلة القادمة مزيدًا من التصعيد والعمليات.

وأوضح منّاع أن العمليات والمجموعات المقاومة في الضفة الغربية تتشكل بسرعة، لافتاً إلى أنها بدأت في جنين ثم انتقلت إلى عرين الأسود في نابلس إلى كتيبة أريحا فكتيبة الرد السريع بطولكرم ثم الإعلان عن كتيبة مقاومة في رام الله.

وأكد أن حجم انتشار المجموعات المسلحة والكتائب الصغيرة مرهق جداً للاحتلال، وأن المرحلة القادمة ستشهد تصعيداً منه والمزيد من التصعيد من السلطة الفلسطينية التي ليس أمامها خيارات الا أن تذعن للاحتلال كعادتها وتحارب المقاومة، أو أن تنحاز إلى صف المقاومة.

وتوقع منّاع أن ينخرط عدد من عناصر الأجهزة الأمنية لدى السلطة الفلسطينية في مجموعات المقاومة المسلحة، لافتاً إلى وجود أعداد لا بأس بها منهم منخرطة في مجموعات منتشرة في مدن الضفة الغربية.

احتضان شعبي ومواقف نبيلة

وشدد مناع على أهمية الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية التي تشهدها مخيمات ومدن الضفة الغربية، قائلاً: “الحاضنة الشعبية تقف خلف هؤلاء المقاومين وتحتضنهم وتلفهم وهي لا تنظر إلى حماس أو إلى فتح، بل تسعى إلى مقاومة الاحتلال بكل قوة”.

وقال: المقاومة الفلسطينية وعمليات المتنوعة تجاوزت الانقسام الداخلي، وشبت على طوق السلطة الفلسطينية ومشاريعها الأمنية القمعية.

وأمام تلك الحالة المجتمعية التي شهدتها الضفة الغربية في احتضان المقاومة، أكد العقّاد أهمية هذا الدور وتطويره باستشعار أكبر، والقيام بشرائح المجتمع لواجباتها تجاه القضية العادلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات