الجمعة 26/أبريل/2024

وحدة الساحات والجبهات.. ضرورة ملّحة وعامل حاسم للصراع

وحدة الساحات والجبهات.. ضرورة ملّحة وعامل حاسم للصراع

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
لم يكن حدث إطلاق الرشقة الصاروخية من جنوب لبنان تجاه المستوطنات الصهيونية، في شمال فلسطين المحتلة، حدثاً عابراً، بل لعله يكون حدثاً مفصلياً ونقطة تحول لأسباب عديدة، لعل أبرزها أنه يأتي في أعقاب عدوان صهيوني متكرر على المسجد الأقصى المبارك، وفي ظل زيارة خاصة للبنان يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

اعتدى بعدها الاحتلال على غزة فانضمت كعادتها بكل جسارة وقوة في معادلة الصراع؛ لتؤكد على معادلات الردع، وترفض محاولات الاحتلال فرض معادلات جديدة عليها.

ولم يلبث أن دخلت الضفة المحتلة في أجواء المعركة بعملية نوعية بطولية في الأغوار ليكون ختام المشهد بعملية الدهس في تل أبيب.

الساحات هذه كلها التي توحدت بوصلتها نحو إيلام الاحتلال وتلقينه درساً لا ينساه مفاده أن إصراره على تدنيس المقدسات وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك، لن يكون سوى بوابة الجحيم عليه وعلى كيانه الهش المتهالك.

وحدة ساحات حقيقية

الكاتب والمحلل السياسي سري سمور، أشار إلى وحدة ساحات حقيقية تكتمل من كل الجبهات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، داعياً المقاومة لضرورة البناء على ما جرى من وحدة الساحات والجبهات في الصراع مع كيان الاحتلال.

وأشار، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى خشية الاحتلال من فقدان الأمن بعد توحد الساحات في مواجهته، مؤكداً على حالة القلق التي يعيشها المجتمع الصهيوني والمؤسسة الأمنية الصهيونية.

وأكد أن هشاشة الكيان وإلحاق الهزيمة به ستظهر إذا ما استمرت وحدة الساحات بالرد على عدوان الاحتلال، معتقداً أن الاحتلال لا يستطيع مواجهة العمليات البطولية الفردية في الضفة المحتلة.

من جهته، يرى المحلل السياسي ساري عرابي إن إطلاق الصواريخ من لبنان وكثافتها النسبية خلال وقت وجيز “تحول مهم” في سياق المواجهة مع الاحتلال.

ويقول عرابي، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“: “سابقًا حدث وأن أطلقت صواريخ بشكل محدود لكن الآن ثمة كثافة في إطلاقها بتوقيت مهم جدًا خصوصًا بعدما ظنّ الاحتلال أن يستطيع تنفيذ سياساته في المسجد الأقصى”.

ويشير إلى أن هذا التحول قد يكون مربكًا للغاية للاحتلال الإسرائيلي إذا تمكنت المقاومة الفلسطينية بالفعل من تأسيس نقاط ارتكاز لها خارج الأراضي المحتلة، لا سيما أن الاحتلال يرى أن حسابات المقاومة في غزة معقدة للغاية وظروفها في الضفة صعبة وتفتقد للأدوات القادرة على الاستمرارية والفعل المنظم.

وبين أن المقاومة الآن متعددة الأوجه؛ فالضفة الغربية تشهد عمليات متواصلة، والمعتكفون بالقدس يحاولون صد اعتداءات الاحتلال على الأقصى، والداخل المحتل يشهد مسيرات ومظاهرات، وإطلاق صواريخ من قطاع غزة، والأمر ذاته من لبنان.

فشل صهيوني ذريع

بدوره قال المختص في الشأن الصهيوني عادل شديد، إن جميع الساحات موحدة ومترابطة لنصرة المسجد الأقصى، والاحتلال فشل فشلاً ذريعاً في تفكيك الساحات الفلسطينية.

وأوضح شديد، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أنه في الوقت الذي تحاول في سلطات الاحتلال تفكيك الساحات الفلسطينية في الضفة عن الداخل وعن القدس وعن غزة، تأتي ساحة مواجهة جديدة تربك الاحتلال عسكريا وأمنيا، عاداً ذلك تطوراً مهماً جدا.

وأشار إلى أن حركة حماس ومحور المقاومة أرسلت رسالة واضحة بعدم سماحهم بتكسير هذه الساحات والاستفراد بساحة ثم الانقضاض على أخرى.

وأوضح شديد أن هذه العمليات تؤكد أن الأقصى لن يبقى معزولا ووحيدا وبعيدا عن هذه المواجهة.

حماس تعمل وفلسطينيو الخارج جاهزون

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، الاتهامات الإسرائيلية لحماس في لبنان بأنها وراء إطلاق الصواريخ على شمال فلسطين، إن صحت، فنحن أمام مرحلة جديدة يشارك بها فلسطينيو الخارج مع إخوانهم بالداخل في صد العدوان والرد على عنجهية الاحتلال واستهدافه ميدانيا، وهذا يضعنا أمام استحقاقات جديدة على صعد مختلفة.

ويرى “المدهون” في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن حماس تعمل في الداخل والخارج على صعيد واحد، وأن القادم أعظم، مستنداً في ذلك إلى تصريحات قيادة الحركة وقراراتها الواضحة في الدفاع عن الأقصى مهما كلف من ثمن.

وشدد أن أكثر من سبعة مليون فلسطيني بالخارج، يعملون ليل نهار لإسناد إخوانهم في الداخل، ويشاركونهم الهم والمقاومة والتبعات، مؤكداً أن جماهير الأردن ولبنان وسوريا وفلسطينيو أوروبا، وكل فلسطيني على وجه الأرض مستعد للعمل في سبيل قضيته ونصرة مقاومتها بكل الوسائل.

وأشار المدهون إلى حالة إرباك واضحة يعيشها الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب صواريخ الجليل، مبيناً أن الرسالة وصلت ومفادها أن العدوان على باحات الأقصى ومرابطيه يعني أن يواجه كل الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج ومن خلفه شعوب الأمة العربية والإسلامية.

وليس أمراً يمكن الاختلاف عليه، أن الاحتلال الصهيوني وكيانه ومنظومته العسكرية والسياسية، لم تكن في يوم من الأيام، أضعف مما هي عليه الآن، وهو ما يجعل من توحد الساحات الفلسطينية في مواجهته عاملاً حاسماً في حسم الصراع وإنهائه لصالح الفلسطينيين، وهو ما بات يراه الفلسطينيون أمراً قابلاً للتحقق على المدى المنظور، بعيدا عن الأحلام والتوقعات بعيدة الأجل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...