عيد الأضحى تحت الاحتلال
كالعادة، يستكثر الاحتلال على الفلسطينيين فرحتهم وبهجتهم بقدوم العيد، ويحاول في كل مرة سلبها منهم؛ فراح يقتل خمسة شبان بغزة ليستشهدوا، ويعتقل بالضفة، ويتعمد إهانة المواطنين على الحواجز في مختلف مناطق الضفة الغربية.
هذه المرة، تميز عيد الأضحى لعام 2019 بتأجيل صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك؛ في محاولة لمنع اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك في ما يسمى بذكرى خراب الهيكل، هذا الخراب الذي لا أصل له سوى في عقول هي خراب من أصلها، أتوا ليخربوا على أهل فلسطين عيدهم وأمنهم وأمانهم.
إن كان هناك من يستحق أن نبارك لهم بعيد الأضحى، فهم أهل القدس الذين ملؤوا ساحات المسجد الأقصى، وهتفوا ضد الاحتلال والمستوطنين، فمع ساعات الصباح الباكر مؤلوا مسجدهم معلنين حمايته بالغالي والنفيس من قطعان المستوطنين.
في كل عيد تتعمد سلطات الاحتلال رشوة الفلسطينين بتصاريح لزيارة الأراضي المحتلة عام 48، ومواصلة حملات الاعتقال والإذلال خلال أيام العيد في الضفة الغربية تحديدا دون غزة؛ كون الاحتلال طُرد منها طردا.
تنتزع الضفة فرحة العيد رغم الاحتلال، ورغم وجود آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، يتفنن السجان بعقابهم وزيادة معاناتهم على مدار الساعة، ومنهم من قضى العيد في زنازين انفرادية، ولم يسمح له الاحتلال حتى برؤية ذويه خلال العيد بحرمانه من زيارتهم.
من الأسرى من مضى عليه 75 عيدا وهو في الأسر، وهو الأسير كريم يونس من الأراضي المحتلة عام 48، فهل يوجد ظلم أكبر من هذا؟؟!
في العيد؛ منظر ومشهد المستوطنات وهي تتربع على قمم جبال وتلال الضفة كغدد سرطانية يضيف غصة في القلب؛ لما وصل إليه حالنا من هوان على قطّاع الطرق والعصابات من الاحتلال، الذين استجلبوا من مختلف دول العالم وزعموا أن هذه أرض الميعاد، وتتبع لهم، وما على أصحاب الأرض الشرعيين إلا أن يطردوا منها.
ينغص الاحتلال عيد الأضحى كل عام؛ ويحوله إلى عيد منقوص الفرحة والبهجة؛ بممارساته العداونية والاستيطانية؛ وبرغم ذلك ينتزع مواطنو الضفة من حلق الاحتلال فرحةً، وإن بدت منقوصة إلى أن تحين الفرحة الكبرى بكنسه والخلاص منه.
تصنعًا يبتسم الكبار من أجل فرحة الأطفال الصغار، والذين لا يدعهم الاحتلال حتى أن يفرحوا كبقية أطفال العالم؛ فالموت البطيء، والآثار السلبية المميتة للجدار والاستيطان، وحملات الاعتقال المتواصلة؛ مع مرور الوقت؛ تقتل الضفة أكثر فأكثر، وتتركها مقعطة الأوصال حزينة باكية.
في عيد الأضحى المبارك، يتجرع أكثر من مليونين ونصف فلسطيني؛ مرارة الوقوف على الحواجز، التي تذل الإنسان وتجبر الفلسطيني على التعري بـ”حجة” التفتيش؛ خلال التنقل والسفر والعلاج، أو التنزه والترويح عن النفس من مدينة إلى مدينة.
ليس الجدار وحده من يدمر ويخرب حياة ونمو الضفة الغربية، فمئات الحواجز تذل وتقهر الفلسطينيين قاتلة بذلك فرحة العيد؛ ومضيفة مزيدا من الحقد والكره وانتظار ساعة رحيل الاحتلال بكل شوق وحنين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الاحتلال يعتقل وفاء جرار في جنين بعد اقتحام منزلها وتكسيره
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، المرشحة عن انتخابات المجلس التشريعي وفاء جرار (٤٨عاماً) بعد...
صحة غزة تطالب بوقف العدوان على القطاع الصحي
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية وكافة المنظمات...
قذارة العدوان تفاقم أزمة النفايات وتهدد حياة النازحين بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام مع تواصل العدوان الصهيوني على غزة منذ ثمانية أشهر وما تسبب به من دمارٍ واسعٍ للبنية التحتية ولجميع الجهات المختصة في...
الغزيون يفرون من نار الحرب والحر إلى البحر رغم أنف المحتل
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام مئات الآلاف من الفلسطينيين يتكدسون في بقعة جغرافية ضيقة بفعل سياسة التهجير القسري التي تتبعها قوات الاحتلال...
دخلت دون إذن الجهات المختصة.. صحة غزة تحذر من أغذية غير صالحة للاستخدام
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، الثلاثاء، من وجود أغذية غير صالحة للاستخدام بأسواق القطاع، مناشدة المجتمع...
الإعلامي الحكومي يدين مجزرة الاحتلال في جنين
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أدان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، المجزرة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم ومدينة جنين اليوم...
نداءات دولية عاجلة لوقف استهداف مستشفى العودة في قطاع غزة
لندن – المركز الفلسطيني للإعلام طالبت منظمة أكشن إيد الدولية في بريطانيا، قادة العالم التدخل الفوري بشكل عاجل في الوضع الحرج الذي يواجه مستشفى...