الثلاثاء 21/مايو/2024

عيد الأضحى تحت الاحتلال

خالد معالي

كالعادة، يستكثر الاحتلال على الفلسطينيين فرحتهم وبهجتهم بقدوم العيد، ويحاول في  كل مرة سلبها منهم؛ فراح يقتل خمسة شبان بغزة ليستشهدوا، ويعتقل بالضفة، ويتعمد إهانة المواطنين على الحواجز في مختلف مناطق الضفة الغربية.

هذه المرة، تميز عيد الأضحى لعام  2019 بتأجيل صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك؛ في محاولة لمنع اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك في ما يسمى بذكرى خراب الهيكل، هذا الخراب الذي لا أصل له سوى في عقول هي خراب من أصلها، أتوا ليخربوا على أهل فلسطين عيدهم وأمنهم وأمانهم.

إن كان هناك من يستحق أن نبارك لهم بعيد الأضحى، فهم أهل القدس الذين ملؤوا ساحات المسجد الأقصى، وهتفوا ضد الاحتلال والمستوطنين، فمع ساعات الصباح الباكر مؤلوا مسجدهم معلنين حمايته بالغالي والنفيس من قطعان المستوطنين.

في كل عيد تتعمد سلطات الاحتلال رشوة الفلسطينين بتصاريح لزيارة  الأراضي المحتلة عام 48، ومواصلة حملات الاعتقال والإذلال خلال أيام العيد في الضفة الغربية تحديدا دون غزة؛ كون الاحتلال طُرد منها طردا.

تنتزع الضفة فرحة العيد رغم الاحتلال، ورغم وجود آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، يتفنن السجان بعقابهم وزيادة معاناتهم على مدار الساعة، ومنهم من قضى العيد في زنازين انفرادية، ولم يسمح له الاحتلال حتى برؤية ذويه خلال العيد بحرمانه من زيارتهم.

من الأسرى من مضى عليه 75 عيدا وهو في الأسر، وهو الأسير كريم يونس من الأراضي المحتلة عام 48، فهل يوجد ظلم أكبر من هذا؟؟!

في العيد؛ منظر ومشهد المستوطنات وهي تتربع على قمم جبال وتلال الضفة كغدد سرطانية يضيف غصة في القلب؛ لما وصل إليه حالنا من هوان على قطّاع الطرق والعصابات من الاحتلال، الذين استجلبوا من مختلف دول العالم وزعموا أن هذه أرض الميعاد، وتتبع لهم، وما على أصحاب الأرض الشرعيين إلا أن يطردوا منها.

ينغص الاحتلال عيد الأضحى كل عام؛ ويحوله إلى عيد منقوص الفرحة والبهجة؛ بممارساته العداونية والاستيطانية؛ وبرغم ذلك ينتزع مواطنو الضفة من حلق الاحتلال فرحةً، وإن بدت منقوصة إلى أن تحين الفرحة الكبرى بكنسه والخلاص منه.

تصنعًا يبتسم الكبار من أجل فرحة الأطفال الصغار، والذين لا يدعهم الاحتلال حتى أن يفرحوا كبقية أطفال العالم؛ فالموت البطيء، والآثار السلبية المميتة للجدار والاستيطان، وحملات الاعتقال المتواصلة؛ مع مرور الوقت؛ تقتل الضفة أكثر فأكثر، وتتركها مقعطة الأوصال حزينة باكية.

 في عيد الأضحى المبارك، يتجرع أكثر من مليونين ونصف فلسطيني؛ مرارة الوقوف على الحواجز، التي تذل الإنسان وتجبر الفلسطيني على التعري بـ”حجة” التفتيش؛ خلال التنقل والسفر والعلاج، أو التنزه والترويح عن النفس من مدينة إلى مدينة.

ليس الجدار وحده من يدمر ويخرب حياة ونمو الضفة الغربية، فمئات الحواجز تذل وتقهر الفلسطينيين قاتلة بذلك فرحة العيد؛ ومضيفة مزيدا من الحقد والكره وانتظار ساعة رحيل الاحتلال بكل شوق وحنين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات