صمود غزة ودعم العرب.. حائط صد إفشال مخططات التهجير

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بصمود وثبات استثنائي، وإسناد عربي رسمي وشعبي، يواجه الفلسطينيون مخططات الترانسفير الصهيوني، عاقدين العزم على عدم تكرار مشاهد النكبة من جديد.

وتحدت الجماهير الفلسطينية صواريخ الاحتلال وقذائفه ورفضت فكرة التهجير الجماعي، وأقصى ما حدث انتقال جزئي من مكان لآخر داخل القطاع، موقع فصائلي حازم، مسنود بموقف عربي رافض لسيناريوهات الترانسفير إلى سيناء أو غيرها.

تنديد عربي ورفض داخلي

ومؤخرًا، نددت حكومات عربية وهيئات أممية بإنذار الاحتلال لسكان شمال قطاع غزة، البالغ عددهم حوالي 1.1 مليون فلسطيني بإخلاء منازلهم، والنزوح جنوبا خلال 24 ساعة، وعدم العودة إلا بأمر إسرائيلي يسمح بذلك، بدعوة “حماية أنفسهم”.

وحاول مندوب الاحتلال في الأمم المتحدة التلاعب بحقيقة التهجير، عند وصفه أمر الإخلاء في غزة بـ”المؤقت، للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين”.

وكانت أبرز ردود الفعل الدولية والأممية، على الإنذار الإسرائيلي، واستمرار العدوان على غزة متقاربة، وكان أقواها نبرة بيان حركة حماس حيث قالت إن “شعبنا الفلسطيني المرابط يرفض تهديد قادة الاحتلال، ودعوته لهم في غزة إلى ترك منازلهم والرحيل عنها إلى الجنوب، أو إلى مصر”.

وأضاف البيان، “ثابتون على أرضنا وفي بيوتنا ومدننا.. ولا نزوح ولا ترحيل”.

ويتساءل متابعون للمشهد عن المطلوب من ضغوط رسمية وشعبية، عربية وإسلامية، وأثرها في إفشال مخططات إحراق غزة، وتهجير أهلها، والتغييرات في المنطقة.

المطلوب عربيا أكثر

وقال المحلل السياسي عاطف الجولاني إن “الموقف العربي في رفض فكرة التهجير، له الأثر الكبير في إفشال مخططات الاحتلال”.

وأشار إلى أن “معظم الدول العربية عبرت عن رفضها لما حمله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من طروحات تهدف لإفراغ القطاع، وأتوقع أنه تراجع”.

واستدرك الجولاني في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” بقوله “ولكن لحد اللحظة، ما كان وصرح به، ليس هو المطلوب على المستوى الرسمي، وأعتقد أن سقف الخطاب العربي لا بد وأن يرتفع، وعلى أقله بوصف ما يجري بالعدوان، وجريمة الحرب الإسرائيلية”.

وأضاف أن “الدور الشعبي جيد بالتضامن، ويوجه رسالة بالبعد النفسي لشعب غزة المحاصر، ويشكل ضغطا على الحكومات العربية”.

وتابع “كما يوجه رسائل للجانب الأمريكي، وللمجتمع الدولي، وقد تحركت مسيرات غربية مناهضة للاحتلال وداعمة لأهالي القطاع”.

الموقف الأمريكي والتبرير

ويرى البيت الأبيض أن إخلاء شمال غزة في غضون 24 ساعة “مهمة صعبة”، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن “إسرائيل تحاول إبعاد المدنيين في غزة عن الخطر”، كما نقلت قناة الجزيرة.

وأضاف كيربي أن “لا أحد يقلل من التحدي القاضي بتنفيذ الإنذار الإسرائيلي، نظرا لضخامة عدد السكان في المنطقة التي يجب إجلاؤها”.

الجامعة العربية وهيئات أممية

ومن جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن مطالبة إسرائيل لسكان شمال قطاع غزة بالانتقال إلى جنوبه، يعدّ جريمة حرب جديدة، مؤكدا أن اتفاقية جنيف الرابعة تحظر على الاحتلال النقل القسري للسكان.

وبدورها، طالبت منظمة الصحة العالمية بإلغاء فوري لأمر الإخلاء الإسرائيلي، الصادر لمناطق بغزة من أجل وضع حد للمعاناة الفلسطينية.

ومن جانبها، طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بإلغاء دعوتها لإخلاء منازل شمال قطاع غزة، وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنه من المستحيل أن يحصل مثل هذا النزوح للسكان، دون التسبب بتبعات إنسانية مدمرة.

وفي ذات السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إسرائيل إلى تفادي كارثة إنسانية.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن عملية حركة حماس غير المسبوقة على إسرائيل، لا تسوغ تدمير قطاع غزة.

وبدأت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، معركة طوفان الأقصى، فجر السبت (السابع من أكتوبر) بسلسلة من عمليات اقتحام المجاهدين للمغتصبات والمواقع العسكرية في غلاف غزة وقتل وأسر عدد كبير من جنود العدو.

ومنذ انطلاق المعركة، تمكن مجاهدو القسام من اقتحام عدد من مغتصبات ومواقع العدو وقتل وأسر عدد من جنوده، واعترف العدو (في حصيلة غير نهائية) بسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوفه.

ومن جهته، أعلن جيش الاحتلال شن عدوان انتقامي على المدنيين في قطاع غزة بعد فشله في مواجهة المقاومين، مطلقا عدوانا غاشما أطلق عليه “عملية السيوف الحديدية”.

وتسبب هذا العدوان باستشهاد أكثر من 2670 فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال والنساء، في حين تجاوز عدد الإصابات 9600 جريح وتهجير مئات الآلاف داخل القطاع.