السبت 27/أبريل/2024

استهداف فلسطينيي أوروبا .. محاولة صهيونية لحجب السردية الفلسطينية

استهداف فلسطينيي أوروبا .. محاولة صهيونية لحجب السردية الفلسطينية

لندن – المركز الفلسطيني للإعلام
ما بين أدوات الضغط الناعمة والخشنة تتنوع محاولات احتواء وقمع النشطاء والمؤثرين الفلسطينيين العاملين في الساحة الأوروبية مع الاستشعار بفاعلية دورهم في نشر السردية الفلسطينية مقابل سردية الاحتلال الصهيوني.

ولم يكن اعتقال السلطات الأمنية الهولندية رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا، أمين أبو راشد، إلاّ حلقة في سلسلة طويلة من الاستهدافات والمحاولات التي تطال العديد من المؤثرين بمستويات مختلفة وفي أكثر من ساحة أوروبية.

ويرزح أمين أبوراشد رهن الاعتقال منذ 23 حزيران/ يونيو الماضي، في أحد سجون هولندا بتهم ملفقة متعلقة بنشاطه القانوني والإنساني من أجل القضية الفلسطينية، ومن المفترض أن يبقى وراء القضبان حتى 4 تشرين الأول/ أكتوبر حيث سيمثل أمام القاضي للنظر في قضيته.

اقرأ أيضًا: حملة بهولندا للإفراج الفوري عن الناشط الفلسطيني أمين أبو راشد وتحريك قضيته

دور الكيان الصهيوني

ويعزو عدنان أبو شقرة، الصحافي والناشط السياسي السويدي من أصل فلسطيني، أغلب الحملات التي تستهدف النشطاء والعاملين من اجل القضية الفلسطينية في أوروبا والساحة الغربية عمومًا إلى الكيان الصهيوني؛ ضمن محاولاته تحجيم تأثيرهم المتصاعد على الرأي العام الأوروبي وكشف جرائم الاحتلال الصهيوني.

ويوضح أبو شقرة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الكيان الصهيوني عندما بدأ اغتيالاته للقيادات الفلسطينية لم يغتال أي قيادة عسكرية، ولكن اغتال النشطاء خصوصا الذين كان لهم دور في أوروبا، مستذكرًا اغتيال: غسان كنفاني، ووائل زعيتر، ومحمود الهمشري، ونعيم خضر وراشد حسين في نيويورك.

الحملات تتركز على النشطاء الذين استطاعوا الوصول لمراكز إعلامية أو استطاعوا التأثير أو وصلوا لمركز القرار السياسي في أوروبا؛ نظرًا لأن دورهم كان له انعكاس كبير على القضية الفلسطينية ودعمها.

الإعلامي عدنان أبو شقرة

وقال: الكيان كان يعلم أن النشطاء في أوروبا وأميركا سيكونون رأس الحربة في الدفاع عن القضية وسيخسرونه جزءًا من شعبيته التي بناها على مظلوميته (المدعاة) والتعاطف مع قصة الهولوكوست التي دفعت الغربيين في المراحل السابقة للتعاطف معه.

اقرأ أيضًا: فلسطينيو أوروبا .. تحديات ومخاوف على طريق نصرة فلسطين

دور النشطاء الفلسطينيين بالغرب أسهم – وفق أبو شقرة في تغيّر النظرة للقضية الفلسطينية بمساعدة المتضامين مع القضية.

ويشير الإعلامي أبو شقرة إلى أن الحملات تتركز على النشطاء الذين استطاعوا الوصول لمراكز إعلامية أو استطاعوا التأثير أو وصلوا لمركز القرار السياسي في أوروبا؛ نظرًا لأن دورهم كان له انعكاس كبير على القضية الفلسطينية ودعمها.

ويذكّر أنه في الخمسينيات والستينيات كانت القضية الفلسطينية غائبة عن الأوروبيين، أمّا اليوم هناك من يتباهى من الشخصيات الأوروبية بدعم القضية، وفي آخر استطلاعات الرأي في الاتحاد الأوروبي قالوا إن إسرائيل تشكل خطرا على السلم العالمي.

ويوضح أبو شقرة أن الكيان الصهيوني بدأ في البداية اتهام الناشطين بمعاداة السامية ثم استخدم قضية الإرهاب، مشيرًا إلى أنه شخصيًّا كان ضحية لهذه الاتهامات لمجرد أنه أجرى مقابلات بصفته الإعلامية مع شخصيات من حماس والجهاد.

ويؤكد أن هذا النوع من الاتهامات لم ينجح بما في ذلك ادعاءات الإرهاب، لذلك دخلوا بتعريف جديد لمعاداة السامية، أي إذا أنت معاد لإسرائيل فهذا نوع من أنواع اللاسامية وفق زعمهم.

وأكد أن كل أشكال الترهيب لم توقف عمل النشطاء وتأثيرهم وبرز ذلك خلال معركة سيف القدس، حيث كان للمؤثرين من صحفيين ومفكرين وسياسيين وناشطين دورًا كبيرًا في إسناد القضية من خلال الفعليات والتظاهرات في أوروبا.

كما أشار إلى أن حملة المقاطعة من أهم الحملات التي تثبت نجاح الفلسطيني لذلك حملة الترهيب من الكيان الصهيوني ضد الب دي اس لأنها تعدها خطرا إستراتيجيا

وبيّن أنه رغم أن الذين يقاطعون الكيان جمعيات وأفراد وليسوا دولاً؛ إلاّ أن خطورة هذا النشاط كما يفهمه لكيان أنه يضرب الرواية الإسرائيلية لتبدأ بسردية فلسطينية الناس لم يكونوا معتادين عليها.

خسران يصعّد العدوان

وتتصاعد الحملة على النشطاء الفلسطينية -وفق أبو شقرة – كلما شعر الكيان بخسران الجمهور في أوروبا، مشيرًا على سبيل المثال إلى أن اعتقال أمين أبو راشد جاء بعد النجاح الكبير في مؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي حشد 20 ألف شخص في مالمو السويدية.

وقال: إنه فهم من المحامي الذي يتابع قضية أبو راشد هشاشة التهم التي كان بينها أنهم وجدوا عنده كوفيات فلسطينية، عادًّا ذلك دليل إفلاس.

لكن الأمر الأخطر -وفق أبو شقرة- في هذا الموضوع هو التعاون للأسف بين السلطة الفلسطينية التي تمارس دورًا يتماهى مع الموقف الصهيوني في محاربة النشطاء.

وأضاف: نحن نحارب على جبهتين جبهة الكيان الصهيوني ومجابهتها وجبهة السلطة التي لم تبق ولم تذر.

وشدد على أن المؤثرين في الغرب تحت المجهر، وفلسطين وشعب فلسطين دائما يبدع وما في خوف والتضامن الأوروبي مع القضية الفلسطينية في ازدياد، مؤكدًا أهمية الوعي بالمصطلحات لتجنب الاستهداف.

أشكال الاستهداف

وتتعدد أشكال الاستهداف للنشطاء والمؤثرين، وتمتد من بداية الترهيب والتحريض ضد إلى تلفيق الاتهامات وصولاً إلى تنفيذ إجراءات فعلية كالطرد والترحيل أو الاعتقال أو حتى القتل والاغتيال.

ويؤكد المهندس محمد حنون، عضو مجلس إدارة مؤتمر فلسطيني أوروبا، أن أشكال الترهيب التي تمارس بحق النشطاء كثيرة ومتنوعة وموجودة وهناك شهادات كثيرة في مختلف الأقطار الأوروبية.

ورأى حنون في حديثه مع المركز الفلسطيني للإعلام أن هذه الضغوط تأتي استجابة مماثلة لأوامر عليا من المخابرات الصهيونية والموساد للضغط على السلطات المحلية لممارسة أشكال ضغوط متنوعة لثني هؤلاء النشطاء للعودة عن نشاطاتهم والتماشي مع القوانين الصهيونية والسردية الإسرائيلية الخاطئة التي تقوم على التزوير وإلغاء الآخرين.

هذه الممارسات ترتفع وتنخفض حسب الضغوط المباشرة من الموساد الإسرائيلي والزيارات المتتالية للمسؤولين الإسرائيليين التي يتم خلالها التوصية لممارسة ضغوط على أسماء وشرائح بعينها للتأثير على الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية بأن العمل لفلسطين له ثمن كبير

الناشط محمد حنون

وبيّن أن من بين الممارسات الضغوط على الناشط أو المؤثر الفلسطيني لثنيه عن نشاطه من خلال ما يسمى حق الإقامة سواء بتأخير حصوله عليها أو المماطلة أو ترحيله أو الضغط عليه للرحيل الطوعي، رغم توفر كل الشروط لديه.

كما تشمل – وفق حنون – معاقبة الناشط الحاصل على الجنسية أو الإقامة وممارسة ضغوط عليه لثنيه عن العودة عن هذا النشاط وتهديده بسحب الجنسية أو الإقامة أو الترحيل كما هو واضح في العديد من الحالات، رغم توفر الشروط فيه مثل العمل أو الاندماج.

وأكد أن هذه الممارسات ترتفع وتنخفض حسب الضغوط المباشرة من الموساد الإسرائيلي والزيارات المتتالية للمسؤولين الإسرائيليين التي يتم خلالها التوصية لممارسة ضغوط على أسماء وشرائح بعينها للتأثير على الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية بأن العمل لفلسطين له ثمن كبير.

وأوضح أنه كلما زادت جرائم الاحتلال وقوبلت بنشاط شعبي وإسنادي وإغاثي تزيد المطالب الإسرائيلية للضغط على النشطاء بما في ذلك إعطاء إسماء ملفات ومؤسسات وتكرر ذلك على مدار 20 عاما ولذلك وضعت هذه الأسماء على قوائم ومورس ضغط عليها.

وكشف عن وجود حالات يتم فيها الضغط المباشر من الموساد مثل المشاركة في التحقيق مع النشطاء الفلسطينية لإثارة الخوف والرعب والتضييق عليهم في إقامتهم.

كما أشار إلى وجود حالة من التنسيق مع جهات من السلطة وسفارات عربية وفلسطينية التي تشترك في هذه الضغوط.

وبيّن أن حملات الترهيب تصل أحيانًا إلى الاعتقال المباشر دون أي مبرر أو مسوغ قانوني، وفي حالات حدث إعدام ميداني، مذكرًا بهذا الصدد إلى اغتيال عمر النايف في السفارة الفلسطينية في بلغاريا في 26 شباط 2016.

اقرأ أيضًا: سقوط بحرم السفارة… خيوطٌ ثلاثة لاغتيال النايف

آليات المواجهة

وحول آليات وسبل مواجهة هذه الحملة، أوضح حنون أن النشطاء في عملهم يعتمدون على الإطار القانوني، فهو الذي يحكم عملهم بالأساس وكذلك يجابهون هذه الحملات بالسبل القانوني وبالجهد الإعلامي التوضيحي للرأي العام.

وقال: كل هذه الضغوط وإن كانت ستؤثر قليلا أو كثيرا لن نتوقف أو نتراجع وسيبقى القانون هم الحكم والفصيل نحن نتسلح بسلاح القانون ونعمل للأمام وننتظر العودة لبلادنا ومستمرون بعملنا المنهجي والقانوني.

وأضاف: نحن نسعى لفضح ممارسات الاحتلال وعلمنا متنوع من خلال المؤتمرات والندوات والفعاليات والاعتصامات والمظاهرات وكل ما من شأنه أن يعزز صمود الشعب الفلسطيني ولا أقلل من التفاف الكثير من السياسيين والحقوقيين الأوروبيين دعما لقضيتنا لعادلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...