السبت 27/أبريل/2024

معركة الاعتكاف .. انتصار بإرادة المعتكفين وإسناد المقاومة

معركة الاعتكاف .. انتصار بإرادة المعتكفين وإسناد المقاومة

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

مع مضي عدة ليالٍ لاستمرار الاعتكاف في المسجد الأقصى دون اقتحام أو قمع صهيوني، يشعر المعتكفون باطمئنان أكبر لنجاح ثباتهم بإسناد المقاومة العابرة للساحات في تثبيت حقهم في الاعتكاف رغم أنف المحتل.

ما قبل 5 إبريل ليس كما بعده، عندما انطلقت الصواريخ من قطاع غزة ومن جنوب لبنان، ولاحقًا أيضًا من سوريا، ليكتمل حصار المحتل بسلسلة عمليات فدائية من الضفة الغربية، مع مسيرات غضب عارمة في أرجاء العالم.

فخر وعزة

بيقين وبلا خوف، نجح محمد إبراهيم من الضفة الغربية يوم الجمعة في الوصول للمسجد الأقصى بنية الاعتكاف وشعر باطمئنان المعتكفين الذين احتشدوا بالمصلى القبلي بعد يومين شهدا اعتداءات واسعة من الاحتلال على المعتكفين.

اقرأ أيضًا: التفاصيل الكاملة لاقتحام الاحتلال الأقصى وقمع المعتكفين

يقول إبراهيم لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: هذا أقصانا ونفديه بأرواحنا، ومن حقنا أن نعتكف ونصلي كما نشاء، الاحتلال خاب وخسر عندما ظن أنه بقمع المعتكفين واعتقالهم سيخيفنا ويوقف الاعتكاف”.

وأضاف “المئات وصلوا للمسجد مجددًا وأصروا على إحياء سنة الاعتكاف، وهذه المرة كانت في ظهره المقاومة عندما أطلقت الرشقات الصاروخية من غزة ولبنان وكذلك من سوريا مع عمليات فدائية نوعية في الضفة تفجرت تحت باب الغضب والنصرة للأقصى، لا تستطيع أن تصف المشاعر الجياشة بالفخر والعزة هنا”.

الاقتحام يفجر الغضب

واقتحمت قوات الاحتلال فجر الأربعاء (5 إبريل) المسجد الأقصى وأطلقت قنابل الغاز والصوت والأعيرة المعدنية داخل المصلى القبلي قبل أن تعتقله وتصيب العشرات واعتقلت 440 مصليا بعد أن نكلت بهم في مشاهد مروعة وثقتها بعض مقاطع الفيديو.

اقرأ أيضًا: المرابطة حلواني: الاحتلال فشل في محاولة تفريغ الأقصى

واستمر القمع الإسرائيلي صباحًا ومساءً، وتكرر اقتحام المصلى القبلي وإخراج المعتكفين منه، ليشعل ذلك حالة من الغضب امتدت من الخليج إلى المحيط.

الغضب الأكبر انطلق بصواريخ من قطاع غزة، ورشقة نوعية من جنوب لبنان بـ 34 صاروخًا اليوم التالي (الخميس) شكلت مفاجأة للاحتلال قبل أن تشهد الضفة عدة عمليات أبرزها عملية الأغوار التي أدت لمقتل 3 مستوطنات، كل ذلك تحت بوابة الغضب والنصرة للأقصى.

اقرأ أيضًا: صواريخ الجولان.. حلقة النار تضيق حول الكيان وسيناريوهات المرحلة

وأمام هذه التطورات وجد المحتل نفسه محاصرًا بكتلة نار من 4 جبهات (غزة، الضفة، لبنان، سوريا) تحقق فيها وعيد قائد أركان المقاومة محمد الضيف عندما قال في كلمة صوتية مسجلة خلال مهرجان إحياء انطلاقة حركة حماس الـ35 في غزة: فلتتوحد كل الرايات ولتلتئم كل الجبهات ولتفتح كل الساحات لهدف واحد وغاية كبيرة نبيلة مقدسة وهي تحرير فلسطين.

تغيّر ملموس

ورغم أن اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى ومصليه لم تتوقف، إلاّ أنه نهج الاحتلال في منع الاعتكاف توقف بدءًا من مساء يوم الخميس، حيث نجح المعتكفون في الاستمرار رغم الاقتحام المحدود الذي جرى لباحات الأقصى.

اقرأ أيضًا: عكرمة صبري: مخططات الاحتلال في الأقصى تتحطم على صخرة ثبات المرابطين

وأجمع المرابطون والمعتكفون على وجود تغير في آلية تعامل الاحتلال الإسرائيلي بعد الرشقات الصاروخية، التي شجعت المزيد من المعتكفين للوصول للمسجد الأقصى بعدما تيقنوا مجددًا أن لهم سندًا من المقاومة يحميهم.

ولم يكن غريبًا أمام هذا الواقع، أن تدوي هتافات المعتكفين والمصلين في الأقصى المرة تلو الأخرى “حط السيف قبال السيف احنا رجال محمد الضيف”.

يقول عادل حميد: “الله معنا، ومن ثم المقاومة تحمينا، وبإرادتنا وعزيمتنا نفرض ما نريد، ولا يمكن أن نبقى رهائن هذا المحتل، لقد شهدنا على تغير المعادلة بعد الصواريخ ومواقف المقاومة وقادتها الحاسمة أنها لن تترك الأقصى وحيدًا وستنصرهم وهو ما تم فعليًّا”.

رباعية النصر

المعادلة الوحيدة الناجعة في كبح تمادي الاحتلال في اعتداءاته على المسجد الأقصى هي المعادلة المكوَّنة من رباعية الصمود، والاستنزاف، والردع، والإسناد، وفق رؤية هشام يعقوب، رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية.

وأوضح يعقوب لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: أبدع المعتكفون والمرابطون في المسجد الأقصى بصمودهم وإصرارهم على فرض حقهم في الاعتكاف في الأقصى في أي وقت يريدونه.

وأشار إلى تألق أهلنا في القدس والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 في العمليات التي استنزفت الاحتلال، وشتت تركيزه، وضربت عمقه الأمني والاقتصادي.

وأضاف أن المقاومة العسكرية داخل فلسطين وخارجها، في قطاع غزة وفي غيره من الجبهات، أثبتت أنها قادرة على ردع الاحتلال، ودفعه إلى التراجع والتفكير مرات كثيرة قبل أن يتمادى في غطرسته في المسجد الأقصى.

أمَّا الإسناد -وفق يعقوب- فهو الذي تولاه شعبنا الفلسطيني وأحرار أمتنا العربية والإسلامية في كل مجالات العمل المتاح.

معركة الاعتكاف

الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص يؤكد أن معركة الاعتكاف حققت عدة منجزات أولها: إفشال خطط الاحتلال بالاستفراد بالمسجد الأقصى، وهو الذي حاول أن يدعي أن الأقصى شأن خاص بالفلسطينيين وأن المساس به لا يستجلب ردود فعل، ليتفاجأ بأن الأقصى استعاد المسجد الأقصى مظلة الردع والغطاء الذي يحميه، وبات يدرك أم العدوان عليه له ثمن.

وأشار ابحيص في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن معركة الاعتكاف سمحت لقطاع غزة والمقاومة فيها أن تعيد تأكيد معادلة سيف القدس 2021 أن العدوان على الأقصى له ثمن وأن المقاومة جزء من حسابات الكيان الصهيوني في تحركاته في القدس.

وأوضح أن ذلك ينفي فكرة السيادة للمحتل؛ لأنه لا يوجد دولة تحسب حسابات أعدائها في عاصمتها المزعومة، وهذا يعني أن ترسيخ حقيقة أن القدس ليس عاصمة الكيان، وهي أعظم من أن تكون تحت السيادة الصهيونية، حتى لو كانوا يحتلونها.

وسمحت المعركة – وفق ابحيص- بفتح جبهة لبنان؛ بإطلاق 34 صاروخًا، وهو عدد لم يطلق منذ حرب 2006 ولذلك واجه الاحتلال تعقيدات وحساباته في رده، كما أن الأمر شكل مناسبة لفتح جبهة جديدة في الجولان من جهة سوريا طالما كان يجري الحديث أنها يمكن أن تشتعل وأنها يمكن أن تصل للانفجار.

وبثلاثية إرادة الشعب ومرابطيه، وإسناد المقاومة، والظهير المناصر في العالم العربي والإسلامي، يتطلع المقدسيون إلى مزيد من فرضت المعادات مع المحتل الصهيوني وصولًا إلى كنسه وتحقيق الحرية لأولى القبلتين وثالث الحرمين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...