الإثنين 29/أبريل/2024

صواريخ الجولان.. حلقة النار تضيق حول الكيان وسيناريوهات المرحلة

صواريخ الجولان.. حلقة النار تضيق حول الكيان وسيناريوهات المرحلة

دمشق – المركز الفلسطيني للإعلام

“إسرائيل” تتلقى لكمة جديدة، 6 صواريخ تطلق من الأراضي السورية تجاه مستوطنات الاحتلال في الجولان المحتل للمرة الأولى منذ عامين، في انضمام جبهة جديدة للرد على انتهاكات الاحتلال في الأقصى، لا سيما بعد القصف من غزة وجنوب لبنان قبل يومين على مستوطنات الاحتلال.

وبالقصف الصاروخي من سوريا تحكم حلقات النار على كيان الاحتلال، فنار غزة لم تخمد، ولهيب الضفة يلسع المحتل ليل نهار، وصواريخ لبنان أقضت مضاجع الصهاينة، ومواجهات في الداخل تجعل منظومة الاحتلال في قلق وترقب شديدين، في مشهد دراماتيكي يدلل على وحدة الساحات، وهشاشة الكيان وضعفه في أي مواجهة شاملة مقبلة.

وحسب قناة الميادين الفضائية، أعلن فصيل “لواء القدس” في سوريا عن مسؤوليته استهداف مواقع للاحتلال في الجولان السوري المُحتل؛ رداً على الاعتداءات في المسجد الأقصى المبارك.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على عدة مواقع سورية، فجر اليوم الأحد، بينها مجمع عسكري ومواقع تابعة للجيش السوري.

وكانت مدفعية الاحتلال قصفت في وقت سابق من فجر اليوم الأحد، مناطق في سوريا، رداً على إطلاق صواريخ باتجاه الجولان المُحتَل.

قتال من جبهات مختلفة

الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي رجائي الكركي يقول: إن إسرائيل منذ فترة وهي تعيش مجموعة أزمات داخلية أولها “أزمة الاصلاحات القضائية” أو ما يسمّى بالانقلاب القضائي.

وأضاف الكركي في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الأزمة تعكس بظلالها على مكونات الكيان الإسرائيلي، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية التي تشهد نوعًا من التمرد، ويقابل ذلك أزمة أخرى بين شركاء الإئتلاف الحاكم الذي يصر بعض أركانه على فرض الطقوس وذبح القرابين في الأقصى.

وأشار إلى أن حالة الاعتداء والتصعيد الواقعة في الأقصى من قبل الاحتلال ومستوطنيه، دفعت المقاومة إلى فرض معادلة مختلفة عن معركة سيف القدس عام 2021، فاجأت الحتلال وهي فتح جبهات عدة في آن واحد، في محاولة لإيصال رسالة للمحتل أن التمادي في الاعتداء على الأقصى، سيقابله قتال من جبهات متعددة بآن واحد.

ويرى الكركي أن المقاومة نجحت في توحيد الساحات، ( صواريخ غزة، ولبنان، والعمليات الفدائية بالضفة دون توقف، والمواجهات بالداخل، وصولا إلى صواريخ من سوريا)، كل هذا يعني أننا أصبحنا أمام نهج جديد ومختلف تمامًا، وأن “إسرائيل” تتخبط أمنيًّا وسياسيًّا بسبب ما أحدثته المقاومة خلال هذا الأسبوع.

فجر جديد

وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الباري عطوان إن الصواريخ التي انطلقت من سوريا تقصف الجولان المحتل وأخرى قبلها من لبنان وغزة إنه الرد الذي انتظرته الملايين على الغطرسة والعدوان.

وأضاف عطوان أنها عمليات ثأر في الأرض المقدسة، إنه فجر جديد، والرد في الزمان والمكان المناسبين والقادم أعظم وأخطر والأيام بيننا، وفق قوله.

بحث عن انجاز

الكاتب الكركي، توقع أن تكون “إسرائيل” تبحث عن انجاز يرد لها اعتبارها خصوصاً وأن الرد لديها تأثر كثيرًا.

وتوقع في حديثه لمراسلنا أن تقدم “إسرائيل” على تنفيذ عمليات اغتيال لقيادات فلسطينية خارج فلسطين، وداخلها، أو القيام بضربات قاسية في العمق السوري.

ومقابل هذا ستعمل “إسرائيل” على التخفيف من وتيرة التصعيد القائمة في القدس المحتلة، كونها تحرك الوضع الداخلي في “إسرائيل” وعلى مختلف الجبهات.

تطورات متلاحقة

الدكتور عدنان أبو عامر الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي يقول: من الواضح أن هناك تطورات في المنطقة على أكثر من صعيد وأكثر من جبهة، وكأن المنطقة مقبلة على تطور عسكري كبير، يهدف إما لاندلاع مواجهة عسكرية كبيرة، أو الحيلولة دون اندلاع مواجهة كبيرة في واحدة من الجبهات الضخمة.

وأضاف أبو عامر في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن تزامن إطلاق الصواريخ من لبنان وغزة وسوريا، مع الأحداث في الأقصى، يؤكد أن التهديدات الفلسطينية والعربية والإسلامية بالانتقام وجدت طريقها للتنفيذ، غضبا ورفضا لهذه الانتهاكات.

وأوضح أن “إسرائيل” فوجئت بالرد عليها من جبهات كانت تعد هادئة، وهذا يجعل الاحتلال أكثر حذرا في تعامله مع ملف المسجد الأقصى المبارك، “الليلة الماضية تريث الاحتلال، وكان تعامله أقل حدة في باحات الأقصى”.

وأشار إلى أن الجولان منطقة حساسة للكيان الإسرائيلي، أمنيا وعسكريا، وهناك جهود إسرائيلة لإبقاءها هادئة منذ 5 عقود، والتطور الحاصل بالتأكيد يعطي أننا أمام تغير في الطبيعة الميدانية فيها، أو قرار ما لتحريك هذه الجبهة تجاه الاحتلال.

وقال: فتح الجبهة السورية وانضمامها للجبهات الأخرى، دخول الاحتلال في استنزاف أمني واقتصادي، وسياسي، وبهذا يتحقق تخوف الاحتلال من انخراط الجبهات في القتال ضده.

وأكد أن الاحتلال أجرى مناورات عسكرية لمواجهة سيناريو حرب متعددة الجبهات، واليوم يراها ماثلة أمامه، أو يرى بوادرها، ولذلك انضمام الجبهة السورية تطور خطير للاحتلال، وسيذهب الاحتلال لمراجعة معلوماته وتقديراته الاستخبارية.

وأوضح أن انضمام أكثر من جبهة ضد الاحتلال، يعطينا دلالات كبيرة حول تغير الحسابات الأمنية لدى الاحتلال، والدخول في مرحلة الاستنزاف ومدى تحمله لذلك.

وهنا يطرح السؤال: هل يذهب الاحتلال لمواجهة كبرى متعددة الجبهات غير معلوم قدرته على خوضها، أو ينخرط في نقاشات إقليمية لتجنب ذلك، وفق أبو عامر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات