17 عامًا على استشهاد الرنتيسي.. الطبيب الثائر
كجبال فلسطين الشامخة، ومقدساتها التي تقاوم التهويد، كشباب فلسطين الثائر اليوم في وجه الاحتلال سعيًا إلى الحرية، رسّخ أسد فلسطين الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مقاومة الاحتلال منهجًا وطريقًا وحيدًا في سبيل أن ينعم الشعب الفلسطيني بحريته واستقلاله.
ويوافق اليوم السابع عشر من نيسان/أبريل الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد الطبيب الثائر عبد العزيز الرنتيسي، بصاروخ أطلقته طائرة حربية “إسرائيلية” على سيارته بمدينة غزة حيث ارتقى شهيدًا واثنان من مرافقيه.
وفي رحال العمل الدعوي والجهادي والسياسي انطلق الرنتيسي -أحد أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وقائدها في قطاع غزة وقت استشهاده- ينشُد حق وطنه وشعبه في الحرية والانعتاق من الاحتلال.
نشأة الرنتيسي
ولد عبد العزيز الرنتيسي في قرية يبنا قضاء الرملة في 23 أكتوبر من عام 1947م، ولجأت أسرته بعد حرب 1948م إلى قطاع غزة كحال معظم العائلات الفلسطينية آنذاك، والتي هُجرت قسرًا تحت وقع المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
التحق الرنتيسي في السادسة من عمره بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واضطر إلى العمل أيضًا في مرحلة مبكرة من العمر ليساهم في إعالة أسرته التي كانت تمر بظروف صعبة.
عمل الرنتيسي طبيبًا في مستشفى ناصر الحكومي عام 1976 بعد حصوله على درجة الماجستير في طب الأطفال من جامعة الأسكندرية، ثم محاضرًا يدرّس مساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978م.
شغل الرنتيسي مواقع عدّة في العمل العام منها عضوية الهيئة الإدارية في المجمّع الإسلامي، والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة، والهلال الأحمر الفلسطيني.
رحلة المقاومة
ومع تصاعد جرائم الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا، انتفض الرنتيسي ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان صوتَ الشعب الفلسطيني المقاوم خلال كفاحه وجهاده، وكانت له صولات وجولات في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
التحق الرنتيسي بصفوف جماعة الإخوان المسلمين أثناء دراسته الماجستير في مصر، ثم بايع جماعة الإخوان المسلمين عام 1976م، ثم ترأس جماعة الإخوان المسلمين في محافظة خانيونس.
وكان للرنتيسي عام 1987م شرف المشاركة في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بالتزامن مع تفجر انتفاضة عام 1987م، وهو ما ساهم في دفع العمل الفلسطيني المقاوم.
التحق الرنتيسي بالعمل المقاوم ضد الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987م، وبلغ مجموع ما قضاه في سجون الاحتلال سبع سنوات معظمها في العزل الانفرادي.
الاعتقال والإبعاد
وكان أول ما اعتُقل الرنتيسي في عام 1983م قرابة شهر، حين رفض دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، إلى أن أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقاله مرة أخرى عام 1988 بسبب نشاطاته المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وأفرجت عنه لاحقًا بعد اعتقاله مرة أخرى عاما كاملا عام 1990.
أُبعد الرنتيسي في 17 ديسمبر/كانون الأول 1992 مع أربعمائة من نشطاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكوادرهما إلى جنوب لبنان، حيث برز ناطقًا رسميًّا باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور لإرغام الاحتلال الإسرائيلي على إعادتهم.
اعتقله الاحتلال فور عودته من مرج الزهور، وأصدرت محكمة إسرائيلية عسكرية حكمًا عليه بالسجن، حيث ظل أسيرًا حتى أواسط عام 1997.
بعد أقل من عام من إفراج الاحتلال عنه، وفى إطار تكامل الأدوار بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، اعتقلته السلطة عام 1998، وبلغ مجموع ما قضاه في سجون السلطة 27 شهراً.
لم تمنعه الملاحقات والاعتقالات، من حرصه على الوحدة الوطنية وترسيخ قواعدها وحماية السلم الوطني الداخلي بين القوى الفلسطينية، ولعل ذلك يظهر جلياً من خلال مقولته “أول ما أفكر فيه ترسيخ قواعد الوحدة الوطنية في الشارع الفلسطيني”.
وفى إطار تبني الاحتلال الإسرائيلي سياسة الاغتيال ضد رموز العمل الوطني الفلسطيني، تعرض الرنتيسي قبل استشهاده لمحاولة اغتيال في العاشر من يونيو 2003 استشهد فيها مرافقه مصطفى صالح، إضافة إلى طفلة كانت مارة قرب مكان الاستهداف، في حين أصيب نجله أحمد بجروح خطيرة، سبقتها محاولة اغتيال عام 1992 أثناء الإبعاد في مرج الزهور.
وبعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين في غارة إسرائيلية استهدفته في الثاني والعشرين من مارس 2004، بايعت الحركة الدكتور الرنتيسي قائدًا لها في قطاع غزة، حتى ارتقى شهيدًا بغارة إسرائيلية في السابع عشر من أبريل 2004.
وفاء القسام
“هذا هو حوارنا مع الصهاينة”.. قالها الرنتيسي حاملاً بيده بندقية الكلاشنكوف وملوحًا بها للجماهير، في إشارة إلى المقاومة المسلحة للتحرير، في أول خطاب له بعد توليه قيادة حركة حماس، ليؤكد بذلك برنامج المقاومة الذي انتهجته حماس لتحرير فلسطين، وطُهر بندقيتها، ويُلخص بذلك حكاية ثائر سعى نحو الحرية لشعبه والانعتاق من الاحتلال.
وبعد عشرة أعوام على استشهاد قائد حماس في قطاع غزة عبد العزيز الرنتيسي أوفت كتائب القسام بوعده وقصفت مدينة حيفا المحتلة بصواريخ محلية الصنع، كما أطلقت على الصاروخ الذي يصل مداه إلى 160 كيلومترًا اسم “R160″؛ تيمنا بالشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الغزيون يفرون من نار الحرب والحر إلى البحر رغم أنف المحتل
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام مئات الآلاف من الفلسطينيين يتكدسون في بقعة جغرافية ضيقة بفعل سياسة التهجير القسري التي تتبعها قوات الاحتلال...
دخلت دون إذن الجهات المختصة.. صحة غزة تحذر من أغذية غير صالحة للاستخدام
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، الثلاثاء، من وجود أغذية غير صالحة للاستخدام بأسواق القطاع، مناشدة المجتمع...
الإعلامي الحكومي يدين مجزرة الاحتلال في جنين
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أدان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، المجزرة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم ومدينة جنين اليوم...
نداءات دولية عاجلة لوقف استهداف مستشفى العودة في قطاع غزة
لندن – المركز الفلسطيني للإعلام طالبت منظمة أكشن إيد الدولية في بريطانيا، قادة العالم التدخل الفوري بشكل عاجل في الوضع الحرج الذي يواجه مستشفى...
5 مجازر و85 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 85 شهيدا و200 إصابة خلال ال 24 ساعة...
حماس: مقاومتنا بالضفة ماضية ومتصاعدة مهما بلغت التضحيات
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مجزرة الاحتلال في جنين لن تثني عزم شعبنا، ومقاومتنا بالضفة ماضية ومتصاعدة...
المقاومة تتصدى لاقتحام الاحتلال جنين ومخيمها
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام تتصدى قوى المقاومة في مدينة جنين ومخيمها لاقتحام قوات الاحتلال منذ عدة ساعات، وارتقى على إثره 7 شهداء وأصيب عدد آخر...