السبت 27/أبريل/2024

أحمد ياسين.. شيخ المُقاومة والأب الروحي لفكرها

أحمد ياسين.. شيخ المُقاومة والأب الروحي لفكرها

ارتبط اسم الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، منذ ستينيات القرن الماضي بالمقاومة والتحريض عليها، في كل مواقفه وأفكاره، ليصبح “الأب الروحي” لفكرة مقاومة الاحتلال؛ حتى قبل أن يُمارسها تنظيمه واقعًا على الأرض قبل بدء العقد الثامن من القرن الماضي.

واغتالت طائرات الاحتلال الشيخ ياسين، فجر يوم الـ 22 آذار/ مارس 2004، بعد خروجه من صلاة الفجر، في مسجد “المجمع الإسلامي” بحي الصبرة، في مدينة غزة القريب من منزله، حيث استشهد برفقة تسعة من المصلين.

ولعب الشيخ ياسين منذ أن لمع نجمه في ستينيات القرن الماضي، دورًا كبيرًا في نشر ثقافة المقاومة قولًا وعملًا، وحرص على التحريض عليها، على الرغم من كونه مقعدًا إلا أنه كان دائمًا يحث الشباب ويحفزهم على مقاومة الاحتلال، ويدعمهم ماديًا ومعنويًا لتحقيق هذا الهدف.

وسعى الشيخ ياسين، إلى جانب قيادته للحركة الإسلامية على مدار أكثر من أربعة عقود من الزمن، إلى تعزيز فكر ثقافة المقاومة ونشرها شعبيًا قبل أن تكون تنظيمًا، ودعم تنظيمات فلسطينية مسلحة بالمال والسلاح غير تنظيمه، وحرص على أن يكونوا أقوياء ليهابهم المحتل.

 مدرسة المقاومة
من جانبه، قال إسماعيل الأشقر، القيادي في حركة حماس، في الذكرى السنوية الـ 12 لاغتيال الشيخ أحمد ياسين إنه كان مدرسة في كل جوانب الحياة التي مارسها.

وأشار في حديث لـ “قدس برس” أن تركيز الشيخ الشهيد ياسين كان في الدرجة الأولى على المقاوم “نظرًا لأننا نعيش في مرحلة تحرر وطني فلسطيني، وما زلنا نرزح تحت الاحتلال”.

وأضاف: “الشيخ كان يعتقد ويُؤمن بأن اللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال، والسبيل الوحيد للتحرير هي المقاومة، وبتعزيزها في حماس فكرًا وعملًا”، وذكر أن الشيخ ياسين كان يدعم كل الفصائل والتنظيمات، “حتى الأشخاص الذين من الممكن أن يقوموا بأعمال عسكرية  فردية أو جماعية كان يوفر لهم السلاح”.

وأكد أن حركة حماس، “لا زالت حتى الآن تدعم العديد من التشكيلات والأجنحة العسكرية الداعمة للمقاومة، والتي تعتقد أن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين”، مشيرًا إلى أنها بذلك “تسير على خطى الشيخ ياسين”.

تسليح الجيش الشعبي

وكشف الأشقر أن الشيخ ياسين عمل في عام 2001 على تسليح “الجيش الشعبي” لحركة حماس، مشيرًا إلى أنه كان يدعو كل الشباب الذين يستطيعون شراء السلاح أن يساهموا بجزء من المبلغ على أن تساهم الحركة بالجزء الآخر.

وأضاف: “إن الهم الأوحد والوحيد للشيخ ياسين آنذاك كان تجهيز الشباب للتصدي للاحتلال، وكان واضحًا أن حركة حماس كانت تواجه المحتل في العديد من المواجهات الشرسة والصعبة قبل وأثناء الحروب الثلاثة، وتتصدى للتوغلات والاجتياجات”.

رفض ضم الألوية 

بدوره، كشف “أبو مجاهد”، الناطق الإعلامي باسم لجان المقاومة الشعبية، أن الشيخ ياسين دعم الذراع العسكري للجان المعروف باسم “ألوية الناصر صلاح الدين” منذ تأسيسه مع اندلاع “انتفاضة الأقصى” في أيلول/ سبتمبر من عام 2000.

ولفت النظر في حديث لـ “قدس برس” إلى أن الشيخ ياسين “دعم ألوية الناصر صلاح الدين بالمال والسلاح ورفض دمجها في كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، متوقعًا لها تفوقا كبيرا يرعب المحتل”، وفق قوله.

وأضاف: “الشيخ ياسين كان وحدوي ودعم ألوية الناصر صلاح الدين منذ نشأتها، وحرص على أن يكون لهذا الجسم استقلاليته”، مضيفًا: “هذا سمعته من قيادات كبار في الألوية الناصر استشهدوا”.

وأشار أبو مجاهد إلى أن الشيخ ياسين كان يعتقد أن “وجود هذه الأجسام المقاومة المتنوعة سيُخلق عندها نوع الإبداع والعمل، وكذلك كان يرى أن تنوع تشكل حالات المقاومة سيخلق هاجسًا للاحتلال من جانب، وسيخلق تنافسًا على أرض الميدان من جانب آخر ..وهذا ما حصل بالفعل”.

وقال: “علاقة الشيخ ياسين كانت مع الجميع طيبة بما فيها مجموعات تتبع لكتائب الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح، وكان الأب الروحي للمقاومة الفلسطينية”.

ثقافة المقاومة والأحزاب

ورأى القيادي في “الألوية” أن فكرة تعزيز ثقافة المقاومة تجاوزت حد التنظيم الذي كان يقوده الشيخ ياسين (حماس)، مشيرًا إلى أن “تصرفات وأخلاق وتعاملات الشيخ ياسين تتجاوز حد أنه مؤسس حماس، وكان يتعامل مع كل الفصائل كأنها جزء من هذا التنظيم”.

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، غسان الشامي، أن الشيخ ياسين “زرع روح المقاومة والفداء في نفوس الفلسطينيين بمختلف فئاتهم العمرية، وعزز نشر ثقافة مقاومة الاحتلال”.

وقال الشامي لـ”قدس برس” إن فلسطين لم تغب عن فكر الشيخ أحمد ياسين، وكانت أرضًا وحضارةً محفورة في قلبه، وحاضرة دومًا في كل أحاديثه عن الوطن السليب الضائع، وعن أرض الأجداد والآباء”.

وأضاف الشامي: “الشيخ ياسين حدد استراتيجية شعب فلسطين، التي تتمثل في الكفاح المسلح وكافة أشكال مقاومة العدو الصهيوني، وعمل على تحقيق ذلك من خلال نشر فكر المقاومة وتعزيزه بين الفلسطينيين بكافة شرائحهم ومكوناتهم”.

وأشار إلى أن ما زرعه الشيخ ياسين طوال عقود من التربية والتدريب “حصده أبناء الشعب الفلسطيني خلال السنوات الماضية بتحرير غزة من الاحتلال، وتوجيه ضربات موجعة له، والتصدي لحروبه وتوغلاته واجتياحاته”.

حياته دعوة وجهاد

 وقال الشامي: “لقد كانت حياة الشيخ أحمد ياسين كلها دعوة وجهاد في سبيل الله، بهدف تحرير أرض فلسطين، ولم يترك طريقة إلا وجاهد فيها من أجل التحرير، حتى في زياراته الخارجية التي كانت قليلة بهدف العلاج كان يدعو الشعوب العربية للعمل من أجل تحرير أرض فلسطين”.

وأضاف: “ذكرى استشهاد الشيخ ياسين تبعث في نفوسنا الأمل والعمل من أجل تحرير أرض فلسطين، والتمسك بالمبادئ الأصيلة وثوابت المقاومة ونهجها الثوري، وتدعونا لنبذ الخلافات والفرقة بيننا وتوحيد كلمتنا وخطابنا من أجل مواصلة معركة الجهاد والتحرير”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات