الخميس 09/مايو/2024

الحاج صبري الحداد.. رحلة نزوح قاسية نهايتها الموت

الحاج صبري الحداد.. رحلة نزوح قاسية نهايتها الموت

رفح – المركز الفلسطيني للإعلام
ترك المسن الفلسطيني صبري الحداد (70 عاما) منزله في حي الأمل غرب خان يونس إبان التوغل الصهيوني غرب المدينة قبل أكثر من شهرين ليمر بظروف قاهرة انتهت بوفاته مهجّرًا.

الحداد اصطحب عائلته وأحفاده إلى رفح أقصى جنوب قطاع غزة عبر “الحلابات” الصهيونية في طقس صعب وتحت القصف المدفعي العشوائي.

لم يأخذوا شيئا من احتياجاتهم الأساسية كل ما فعلوه هو الهروب بالأطفال والكبار تحت نيران الاحتلال الغاشم.

يوم النزوح

يستذكر نجله محمود في حديثه مع مراسل المركز الفلسطيني للإعلام تفاصيل ذلك: كان يوماً قاسياً بمعنى الكلمة خرجنا والدبابات تحيط المنطقة وتطلق قذائفها ونيرانها الرشاشة صوب كل ما هو متحرك.

يضيف أنهم وفي أجواء من الذعر والرعب الشديد خرجوا حفاة في البرد القارس.

وأوضح أن جنود الاحتلال المتمركزين على مدخل المنطقة غرب المدينة نكلوا بالمواطنين وخصوصاً كبار السن وعمدوا على ترك الناس في العراء وتحت المطر الغزير.

وأشار إلى أنهم اعتقلوا عددا من المواطنين وقمعوهم ونكلوا بهم لدرجة أنهم كانوا يعتقلون الرجال والنساء.

البحث عن خيمة

وما أن وصلوا إلى رفح بعد ساعات طويلة من العذاب والقهر دخلت عائلة الحداد في أتون معاناة جديدة وهي توفير خيمة.

قصف رفح
قصف رفح

واضطر الحاج صبري وعائلته وأحفاده للمكوث ليلة كاملة في العراء حتى توفير خيمة بشق الأنفس.

حياة الخيمة ليست جميلة وليست حقيقة بالواقع أنها مؤلمة وقاسية بشكل لا تصفه الكلمات. فلا دفئ ولا مياه ولا مرحاض كل شيء فيها قاس حد الوجع والقهر والألم.

معاناة فاقمها النزوح

مرت أيام قليلة على النزوح وبدأت معاناة الحاج صبري الذي يعاني من شلل وعدم القدرة على المشي إلا عبر كرسي متحرك.

يقول نجله الأكبر أكرم لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام إن صحة والدي بدأت بالتراجع رويداً رويداً مع ارتفاع ضغط الدم والسكري مع قهر وألم النزوح.

وأشار إلى أن والده بدأ يدخل في نوبات من الغيبوبة بفعل الأمراض المتراكمة وسوء وضعه النفسي بفعل بعده عن منزله الذي عاش فيه ٧٠ عاماً.

وفي يوم من أيام النزوح القاهرة دخل الحاج صبري في غيبوبة مفاجأة وينقله أولاده إلى مستشفى أبو يوسف النجار ليلقى ربه هناك.

يبكي نجله ويقول: والدي طالما عشق الأرض والبلاد لكن صحته تردت كثيرًا مع ظروف النزوح القاسية.

واضطر الأبناء والأحفاد لدفن جثمان الحاج الراحل في مقبرة تل السلطان في مدينة رفح بعيداً عن مكان سكناه.

ويتابع أنه وبعد انسحاب الاحتلال من خان يونس وجدوا منزلهم مدمرا بالكامل ومع هذا الدمار محت إسرائيل ذكريات وحياة عمرها عشرات السنين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات