الثلاثاء 21/مايو/2024

فيحاء شلش.. وجه الأسطورة الآخر

فيحاء شلش.. وجه الأسطورة الآخر

بالرغم من حالة الترقب التي تشكل بالنسبة لها إرهاقاً نفسياً وجسدياً يومياًـ بسبب القلق على زوجها الذي مر على إضرابه عن الطعام قرابة شهور ثلاثة، إلا أنها تمتلك رباطة جأش وثقة بنفسها تدفعها نحو خطاب إعلامي وسياسي متوازن قل نظيره.
   
إنها الإعلامية فيحاء شلش زوجة الإعلامي الأسير محمد القيق المضرب عن الطعام، هذه الخنساء الفلسطينية التي بدأت رحلتها وهي طالبة في جامعة بيرزيت تنافح وتطالب نقابياً بحقوق الطلبة والطالبات؛ حيث كانت عضوا عن الكتلة الإسلامية في مجلس اتحاد الطلبة برفقة محمد القيق الذي كان رئيساً للمجلس آنذاك وأصبح زوجها فيما بعد.
 
فيحاء شلش إعلامية كانت ولا تزال تعمل مراسلة لإذاعة صوت الأقصى ومواقع إعلامية أخرى، جمعت بين ربة البيت الناجحة والإعلامية المتابعة لمهنتها، فيما برز دورها القيادي المميز خلال محنة زوجها المضرب عن الطعام محمد القيق.
 
 فقد فرض عليها أن تكون بجواره وسندا له ليس داخل السجن، وإنما عبر إدارتها المميزة للمعركة الإعلامية منذ بداية إضرابه وحتى اليوم، حتى باتت مثار اهتمام السياسيين والإعلاميين الذي جزموا أن فيحاء شلش هي التي تقف خلف هذا الصمود الأسطوري لزوجها، ولولا تنظيمها الناجح للفعاليات وخطابها المتوازن ومتابعاتها الحثيثة ما نالت قضية زوجها هذا الحضور المميز.

مسئولية مضاعفة لقد أدرك الجميع أن فيحاء شلش كانت تعمل لقضية زوجها ليلاً ونهارا دون كلل أو ملل أكثر من التنظيمات كلها!! ولولا هذا الجهد لدفنت قضية الأسير القيق في مهدها.

تقول شلش في حديث خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أنا ربة منزل وعندي أطفال وأعمل إعلامية وعلي واجبات، وقد كنت أجمع بين هذه المتناقضات وأحصل على نجاحات، وهذا توفيق من الله، وبفضل زوجي الإعلامي محمد القيق الذي كان يحرص على نجاحي في عملي فكان خير سند لي”.

ووفق شلش فقد كثرت أعباؤها بعد اعتقال زوجها وتضاعفت المسؤولية وارتفعت وتيرتها، ما جعلها تصمم على عدم  ترك زوجها وحيداً يصارع القهر والظلم، وقالت: “بدأت أفكر وأخطط للقيام بأعباء منزلي وأطفالي، وكذلك أعباء عملي الإعلامي إضافة إلى المهمة الإجبارية الجديدة ألا وهي إدارة المعركة الإعلامية للتخفيف عن زوجي المضرب عن الطعام وإرسال رسالته إلى العالم”.

وشددت الزوجة الصابرة على أن الحمل ثقيل وثقيل جدا، ما دفعها لترك بيتها في رام الله والانتقال إلى بيت والد زوجها في الخليل؛ لمساعدتها في رعاية أبنائها والتخطيط للمعركة القادمة، وفق تعبيرها.
 
تقول: “بعدها بدأت فعلياً بوضع الخطط يوماً بيوم وبمساعدة أهل زوجي لإخراج زوجي من محنته منتصراً، وكنت أدرك أن خطابي الإعلامي اليومي هو جزء من المعركة، ولذلك أصبحت أتنقل من رام الله إلى الخليل، ومن الخليل إلى بيت لحم ونابلس لأشارك في المسيرات والاعتصامات والوقفات التضامنية”.

وأضافت بالقول: “ألقي الكلمات الجماهيرية، وأخاطب القنوات الفضائية، وأشارك في المؤتمرات الصحفية صباحاً ومساء دون كلل أو ملل حتى ينتصر محمد في معركته، كل ذلك كان يجري على وقع الأخبار التي تصلنا عن تردي صحة محمد فترفع من وتيرة القلق عليه، إنها معركة ممزوجة بالعرق والدم”.

الدمعة ممنوعة
ولا ينكر أي متابع لقضية محمد القيق أن فيحاء شلش تمكنت من إدارة معركة التحدي بين زوجها الصحفي القيق وجهاز الشاباك الصهيوني بروية وتوازن وثقة بأن انتصار زوجها على الظلم بات وشيكاً.

 ولم تبد خلال هذه الرحلة القاسية التي استمرت نحو 86 يوماً أي نوع من الانكسار، لا بل لم تشاهد كاميرات الإعلام ولو لمرة واحدة دمعة من دموعها رغم متابعتها لأنفاس زوجها يوما بيوم وهو يصارع الموت؛ إلا أنها كانت قوية وصلبة وسجلت صمودا يعجز عنه الرجال.
 
لقد كانت شلش تدرك أن انتصارها انتصار لزوجها وللأسرى، لتستحق فعلا لقب الخنساء فهي فلسطينية كانت ولا زالت تنظر بعيون زرقاء اليمامة ترقب انتصاراً قادماً ومحققاً لا محالة لقضية زوجها الأسطورة محمد القيق. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات