السبت 25/مايو/2024

أسماء حامد: زوجي سطر صورة رائعة من التحدي

أسماء حامد: زوجي سطر صورة رائعة من التحدي

قالت الأسيرة المحررة أسماء حامد إن زوجها الأسير القائد القسامي إبراهيم حامد سطر صورة رائعة من الصمود والتحدي في مقاومة الاحتلال الصهيوني.
 
واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني حامد قبل 6 سنوات، بتهمة قيادته كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الضفة الغربية، والتخطيط لعدة عمليات استشهادية، قتل فيها العشرات من الصهاينة.
 
وأكدت حامد في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” في العاصمة الأردنية عمان إن زوجها الأسير علق إضرابه ولم يفكه، وذلك بعد أن توصلت هيئة قيادة الأسرى داخل السجون إلى اتفاق مع سلطات الاحتلال، يتم بموجبه نقله من العزل الانفرادي إلى غرفة خاصة قريبة من غرفة الأسرى العامة، لمدة 3 شهور وينقل بعدها إلى غرف الأسرى عامة.
 
وعبرت الأسيرة المحررة عن فخرها وأولادها بما قام به والدهم، وطريق الجهاد الذي اختاره في مقاومة الاحتلال الصهيوني، لدحره عن فلسطين.
 
تالياً نص المقابلة:
 
حديثنا عن تفاصيل الاتفاق الذي على إثره علق زوجك الأسير إبراهيم حامد إضرابه عن الطعام، والذي كان ينوي أن يبدأه يوم الأحد الماضي؟
 
-إبراهيم أعلن نيته الإضراب عن الطعام يوم الأحد الماضي 13/4 احتجاجاً على عدم إخراجه من العزل الانفرادي، الذي أمضى فيه ثلاثة أشهر، والذي كان يجب أن يتم إخراجه منه يوم الخميس 9/4.
 
إلا أن سلطات السجون الصهيونية رفضت ذلك، وأعلنت عن تمديد عزله الانفرادي ثلاثة أشهر أخرى، لتصبح المدة 6 شهور، وهذا القرار جاء من “الشاباك” وليس من سلطات السجون، لأن من يتابع ملف زوجي هو جهاز “الشاباك”.
 
وبعد قرار زوجي بدء الإضراب عن الطعام يوم الأحد، أعلن 500 أسير الانضمام إلى الإضراب تضامنا معه، وبدأ زوجي في اليوم الذي وعد فيه إضرابه عن الطعام، وتضامن معه حينها العديد من الأسرى وبدأوا الإضراب، ورفض تناول وجبتين من الطعام، مما أجبر سلطات الاحتلال على التفاوض معه ومع هيئة الأسرى في السجون، خوفاً من امتداد الإضراب ليعم كافة السجون.
 
رضخ الاحتلال لمطالب زوجي، وتم الاتفاق على أن يخرج من العزل الانفرادي إلى غرفة منفصلة، وسينضم معه فيها 3 أسرى وهم (أحمد حامد، وعثمان بلال، ومهند شريتح وقد ينضم لهم أيمن حامد) في سجن نفحة الذي يعتقل فيه.
 
وسمحوا له بصلاة الجمعة مع باقي الأسرى في جماعة، والخروج مع باقي الأسرى وقت الاستراحة “الفورة”، بالإضافة إلى السماح له بإجراء اتصال هاتفي مع أهله في الضفة.
 
وسينتهي قرار العزل الجزئي الذي يخضع له إبراهيم في السابع من تموز المقبل، وتطرقت هيئة الأسرى للأسير ضرار أبو سيسي، المعزول منذ اعتقاله عام 2011، والذي سينتهي يوم الجمعة المقبل.
 
كيف تتواصلون مع زوجك، وما هي آخر أخباره، وهل تقدم لكم الخارجية الأردنية أو السفارة الفلسطينية والصليب الأحمر أي مساعدة؟
 
-لا يوجد هناك أي وسيلة اتصال بيننا وبين زوجي، ولا نعرف عن أخباره أي شيء، سوى من الأهل في الضفة، ولجأت إلى وزارة الخارجية كوني أردنية، لتأمين زيارة لي ولأولادي لرؤية زوجي، إلا أن الوزارة رفضت وقالت إنها لا علاقة لها بالأسير إبراهيم كونه يحمل الجنسية الفلسطينية.
 
بعد ذلك حولتني الوزارة إلى السفارة الفلسطينية، والتي بدورها تنصلت من الموضوع، كوني أسيرة محررة وممنوعة من دخول فلسطين، ولجأت إلى الصليب الأحمر، الذي لم يقدم لي أي شيء، متذرعا أنه لا يستطيع تقديم أي مساعدات بسبب الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين الأردن والكيان الصهيوني.
 
وطريقة التواصل الوحيدة بيننا هي الرسائل الخطية، والتي يقوم الصليب الأحمر بإيصالها، ودائما تصل متأخرة، إذ إن زوجي أرسل لي رسالة منذ 4 أشهر قبل وضعه بالعزل الانفرادي، وإلى الآن لم تصلني.
 
وفي بعض الأحيان تستغرق الرسالة عاما كاملا حتى تصل، فقد أرسل لي زوجي رسالة بأحد أعياد الفطر، ووصلتني بعيد الفطر الآخر، وعدة مرات تصلني الرسالة مجرد مغلف فارغ لا يحتوي على أي ورقة بداخله.
 
لنعود إلى الوراء قليلا، حديثنا عن فترة مطاردة زوجك، التي استمرت أكثر من 8 سنوات، ومن ثم اعتقاله من قبل السلطة وأسره من قبل قوات الاحتلال الصهيوني؟
 
– تزوجت من إبراهيم عام 1997، في مدينة سلواد، وانتقلنا بعدها إلى رام الله، وبدأت قصة ملاحقته عام 98، عندما أعلنت سلطات الاحتلال وروود اعترافات عسكرية خطيرة عليه، تؤكد أنه عضو فاعل في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، ومنذ ذلك الحين أعلنت قوات الاحتلال أن حامد هو من أخطر نشطاء حماس في رام الله.
 
واعتقل حامد عند جهاز الأمن الوقائي الذي تزعمه آنذاك جبريل الرجوب عام 1998، وبات أحد رواد سجن الوقائي في مدينتي رام الله وأريحا وسط الضفة الغربية، وجاء الفرج عندما بدأت سلطات الاحتلال بقصف مجمعات السلطة الفلسطينية في انتفاضة الأقصى، فخرج إبراهيم بعد أن أمضى عامين ونصف.
 
وانقطعت أخباره عني منذ 2002 إلى 2006، ومنذ مطاردته لم تترك سلطات الاحتلال وسيلة ضغط أو تنكيل ضد العائلة إلا واستعملتها، في محاولة يائسة لإرغامه على تسليم نفسه، وبدأت قوات الاحتلال بمداهمة بلدتنا واعتقلت أشقاءه، ومنعوا المصلين من أداء صلاة الفجر، وكان الصهاينة يقتحمون القرية بعد منتصف الليل، ويفتشون المنازل والوديان بحثا عن زوجي، وتم اعتقال أكثر من 300 من أبناء القرية للتحقيق معهم.
 
ولما فشل الاحتلال في اعتقال زوجي، بدأوا في مضايقتي، واعتقلت وأخضعت للتحقيق والتعذيب، وتم توقيفي في مغتصبة بيت إيل، وتم نقلي بعد ذلك إلى سجن الرملة المخصص للنساء، وسجنت هناك لمدة عشرة شهور دون أي تهمة سوى أنني زوجة المطارد إبراهيم حامد، وأبعدت بعدها إلى الأردن، كوني أحمل الجنسية الأردنية.
 
وأقدمت قوات الاحتلال أثناء فترة اعتقالي على هدم منزلنا، ولم يسمح لأطفالي (علي 15 عاما، وسلمى 13 عاماً) بأخذهم معي إلى عمان، لينضموا بعد ذلك لي بعد عناء.
 
وبعد ثمانية سنوات من المطاردة المضنية، تمكنت قوات الاحتلال الصهيوني صباح الثلاثاء 22/5/2006م من اعتقاله.
 
بماذا تحدثين طفليك عن والدهم عند سؤالهم عنه؟
 
-في البداية كان طفلاي صغيرين، فكنت أحدثهم عن بطولات والدهم، وأن هذا الطريق اختاره الله لنا لنعمل فيه، لتحرير بلدنا فلسطين من الكيان الغاصب، والآن بعد أن كبروا أصبحوا هم يتابعون أخبار والدهم، ويفخرون بما قدمه من جهاد وتضحية في سبيل تحرير فلسطين، وهم كأي أبناء في العالم يتمنون لقاء والدهم والجلوس معه.
 
هل تحدثينا عن الجوانب الشخصية للمجاهد القائد إبراهيم حامد؟
 
-هو إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى في وجدان البشرية وفي نفوسهم، محبوب بين أهله وبين الجيران وكل من عرفه.
 
له مواقف عظيمة عدة، منها: أنه كان يزور كبار السنّ في قريته وخاصة الأرامل والتي لا يوجد لهن أحد ليتفقدهن ويقف على حاجتهن، وكان يحث الشباب في المسجد أن يشاركوه زياراته، ويقوم بتنظيف المقبرة من الأوساخ، وكان يقدم موعظة يومية بين صلاة المغرب والعشاء، بالإضافة إلى درس بعد صلاة الجمعة وفي جميع أيام رمضان.
 
وإبراهيم حافظ لكتاب الله تعالى عن ظهر قلب، وكان على مشارف إنهاء رسالة الماجستير في العلاقات الدولية بجامعة بيرزيت، إلا أن الأسر والاعتقال حرمه منها.
 
وعمل كباحث في جامعة بيرزيت وهو طالب، لينتقل بعدها للعمل في جامعة القدس المفتوحة برام الله كباحث في قضايا اللاجئين، فأصدر العديد من المؤلفات والأبحاث حول القضية الفلسطينية.
 
وأصدر أول دراسة عن القرى الفلسطينية المدمرة عام 48 تحت اسم (قرية زرعين)، وعمل في مركز خليل السكاكيني ضمن سلسلة أبحاث ودراسات في ذكرى إحياء النكبة، والتي فقدنا الكثير منها جراء التفتيش والعبث بها من قبل الصهاينة.
 
ويوصينا زوجي دائما أن نجلب له الكتب في سجنه، فعنده الآن في زنزانته ما يقارب السبع كراتين من الكتب، غير التي يهديها للأسرى، كونه لا يستطيع أن يأخذ معه حين نقله من سجن إلى آخر سوى كمية محدودة من متعلقاته الشخصية.
 
تعرض الأسير إبراهيم عام 2003 إلى محاولة اغتيال، هل تضعينا في تفاصيلها؟
 
-اقتحمت قوات عسكرية كبيرة مدينتي رام الله والبيرة (كانت تقدر بـ300 عنصر) تتقدمها سيارات مدنية فلسطينية بداخلها قوات خاصة تتنكر بزي مدني طوقت عددا من المواقع المستهدفة، وكان هدفها الأساسي اغتيال زوجي.
 
بدأت العملية بتطويق عدة عمارات سكنية، وأسفرت عن استشهاد ثلاثة من مساعدي زوجي (حسنين رمانة، صالح تلاحمة، سيد عبد الكريم الشيخ قاسم)، واعتقال 29 شخصاً.
 
كيف كانت محاكمة زوجك إبراهيم، وما هي التهم التي وجهت له من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني؟
 
-وجه لزوجي عدة تهم، منها التخطيط لعمليات استشهادية، اتهم فيها بقتل أكثر من 78 صهيونياً، بالإضافة إلى اتهامه بتنظيم العديد

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات