الخميس 23/مايو/2024

عذرا سيد عبد الباري عطوان

أبو طارق محمد

لا أحد يستطيع المزايدة علي وطنية السيد عطوان وألمه لما يجري علي الساحة الفلسطينية ولكنها لحظة المكاشفة لنا جميعا وأنه ألمني وألم كل عاقل مسلم أو عربي علاوة علي فلسطيني ما أل إلية الحال بين الأخوة في فلسطين المحتلة. وإن كل قطرة دم تراق في غير محلها من محاربة الاحتلال الإسرائيلي الغاصب لهي أغلي من الدنيا وما فيها. ولنلق نظرة علي مجمل الواقع البائس حتي نتبين ملامحه في محاولة منا لفهمه

هل أخطأت حماس عندما دخلت الانتخابات الأخيرة ؟

أزعم أن حماس أخطأت ولكن بالتأكيد ليس في دخولها الانتخابات الأخيرة وإنما في عدم دخولها الانتخابات من البداية. الفترة التي بقت فيها حماس بعيدة عن مسرح السلطة هي الفترة التي تمدد فيها الفساد وتم بناء فرق الموت وبناء العصابات المسلحة المحاربة للمقاومة وتم زراعة العملاء في كل مكان والإمساك بمفاصل كل شيء حتى تسهل السيطرة وقت الضرورة علاوة علي غالبية النكسات السياسية التي تم إبرامها مع العدو حتى صار يتحكم في كل شيء من يخرج ومن يدخل وكيف. وكيف يعيش الشعب الفلسطيني في السجن وإن بقي خارجة. وكيف يأكل أو يعالج أو …    

بلا شك لم تستطع حماس الولوج إلي مسرح السلطة قبل الانتخابات الأخيرة. وهي الآن ومنذ فوزها تدفع بعض ثمن هذا التأخير.

ولمزيد من الإيضاح لنحاول أن نجيب علي سؤال ماذا لو لم تدخل حماس الانتخابات الأخيرة؟ بداية لن نتحدث عن بقاء الفساد وتمدده حتى ابتلاعه المجتمع وخلاف ذلك من الأخطار الداخلية الخطيرة وإنما سنصمت عنها لهول الأخطار القادمة من الاحتلال والمحيط الخارجي. من الواضح أن حماس وهي في الحكومة تحاول جاهدة قدر طاقتها أن تدفع بعض هذه الأخطار ووجودها خارج الحكومة ما كان له أن يقلل منها  وإنما فقط سيدفع المتربصين بها إلي إلباس هذه الأخطار أثواب أخري غير التي نراها الآن علي الساحة المحتدمة. ولأصبحت مثلا  أي عملية استشهادية هي عملية جبانة مدانة أشد الإدانة والأمثلة كثيرة . علاوة علي أنه سوف يتيح الفرصة إلي  تجار الدماء وبائعي الأوطان لاستكمال بيع الوطن فنستيقظ جميعا علي كامب ديفيد أو أسلو أخري بعد أن ينتهي المزاد.

هل الصراع هو صراع علي السلطة؟

 عجبا إن السلطة كما تصفها دائما ويصفها كل عاقل هي سلطة وهمية. لا تستحق دمعة عين علاوة علي قطرة دم. إذا علي أي شيء يتسارع الأشقاء وإن كان منهم الظالم والمظلوم فهم أشقاء. لنتفق بداية أن الحق أحق أن يتبع وأننا نقف إلي جوار الحق وليس إلي هذا الطرف أو ذاك. الصراع هو صراع سياسي ليس علي المناصب فالأمر أخطر بكثير من منصب أو كرسي.  الصراع علي الخطط السياسية فبين من يري أن المحتل صاحب حق وجار له حسن الجيرة ويجب حمايته من ” مواسير” المقاومة وعلى المقاومة أن تتوقف وعلى الاحتلال أن يساعد علي الوفاء بالتزاماته وأن يعمل على تقوية الحرس وإمداده بالسلاح والمال وإن كان عن طريق أطراف أخرى وهكذا … وطرف أخر يرى أن الاحتلال غاصب يجب أن يزول ولن يزول إلا من خلال المقاومة  ويجب أن تحرر الإرادة الوطنية من أي ضغوط  غير المصلحة الوطنية وهكذا …أترى معي كم حجم الفجوة بين الطرفين. وهنا يلعب الاحتلال دوره بإقصاء حماس عن مسرح السلطة كخطوة أولي ثم الانقضاض عليها لاقتلاعها من جذورها. فقط استمع إلى وزيرة خارجية الاحتلال وهي تقول نحن على استعداد لإعطاء دولة فلسطينية على ألا تقودها منظمة إرهابية لترى ماذا يعد داخل الغرف المغلقة.

تقول: حركة حماس تتصرف كمعارضة وهي في الحكومة، وحركة فتح تتصرف كحكومة وهي في المعارضة.

السؤال من يمنع حماس أن تكون حكومة؟ ومن يعطي فتح وهي الخاسرة في الانتخابات الحق  حتى تتصرف كحكومة وهي في المعارضة. هل تتصرف حركة حماس كمعارضة وهي في الحكومة برغبتها أم ماذا؟ الأمر لا يحتاج إلي إيضاح. ولكن هذا لا يعني تصعيد الانفلات الأمني، والانجرار بحسن نية إلي دوامة الحرب الأهلية.  أحسب أن المخرج يكون في أن تعلن حماس عن أنها ستحتسب دماء أبنائها لمدة أسبوع عند الله ولن تقدم علي أي مقاومة في رد الاعتداء عنها من قبل الأشقاء. وأنها ستثأر بدلا من ذلك لشهدائها ليس من الأدوات التي تنفذ مخطط العدو بل من العدو نفسه وتتجه فورا إلي العدو المحتل. وفي الختام لي ملاحظتان

1. إذا أردت أن تعرف على وجه الدقة ما تقوم به وتخطط له الفئة الانقلابية في حركة فتح فاستمع إلي الاتهامات التي يلقيها متحدثيها الإعلاميين على حركة حماس.

2. متى كانت آخر مرة سمعت فيها أحدا يطالب بأن يفرج عن الوزراء والنواب وخصوصا رئيس المجلس التشريعي من اعتقال المحتل لهم ؟ أو أن يفرج عن أموال السلطة لدي المحتل؟ أليس لذلك معني. من يجلس ليتابع الشأن الفلسطيني هذه الأيام يستطيع بسهولة أن يقرأ مخططات العدو القادمة. ولكنهم يمكرون والله من ورائهم محيط واشتدي أزمة تنفرجي. نتمنى أن تزول هذه الغمة قريبا وإن كانت سماء فلسطين ملبدة بالمزيد من الغمم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات