الأحد 12/مايو/2024

سيرة ذاتية * باراك قتل وجرح أكثر من 23 ألف فلسطيني فماذا يفعل شارون!

سيرة ذاتية * باراك قتل وجرح أكثر من 23 ألف فلسطيني فماذا يفعل شارون!

لا تزال الأصابع تشير إلى بقايا دم على الحائط .. وثمة من علقت روائح القتلى والدماء بأنفه فلم تغادره حتى اليوم .. وكلهم يروون حكايات لم ترتبط بشخص كما ارتبطت باسم جنرال الحرب “آرييل شارون” الذي فاز برئاسة الحكومة في دولة الكيان رغم تحذير منافسه من الحرب في حال فوزه.

فشارون مهندس مجزرة “صبرا وشاتيلا” دون منازع .. ما نازعه على نسب “شرفها” إليه في دولة الكيان أحد، وقد عُدت من أكثر المجازر بشاعة، وفضحاً لسياسة عدوانية تنم عن شخصية صاحبها كما وصفه العالم أجمع، وليس العرب فقط.

في “صبرا وشاتيلا” .. سقط نحو 3500 فلسطيني ولبناني وارتُكبت المجزرة تحت شعار “دون عواطف .. الله يرحمه” وكلمة السر “أخضر” وتعني أن طريق الدم مفتوح!.

لكن المحكمة العسكرية التي شكلت للتحقيق في المجزرة اعتبرت أوامر قائد اللواء “شارون” أُسيء فهمها، فغرمته 14 سنتاً أمريكياً (0.14 من الدولار) كما وبخه حكم المحكمة وسُمي الحكم “قرش شدمي” لشدة ما استخف بمفهوم القضاء.

وفي ظل ما قام به رئيس الوزراء المهزوم ايهود باراك ضد الفلسطينيين خلال الشهور الأربعة الأخيرة من عمليات قتل راح ضحيتها 380 شهيداً وجرح أكثر من 22 ألف شخص قدر أن يعاني المئات منهم من الإعاقة بقية حياتهم .. يتساءل المراقبون ماذا ينتظر الشعب الفلسطيني المنتفض في ظل حكومة متطرفة يقودها “السفاح” شارون، الذي قتل في يومين فقط 3500 شخص؟ وفي ظل سياسته الغاية تبرر الوسيلة، والعربي الجيد هو العربي الميت مع تهديداته المستمرة باستخدام القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين.

كيف وقعت المجزرة؟

أُعدت خطة اقتحام مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين حول بيروت منذ اليوم الأول لغزو لبنان في أيلول (سبتمبر) عام 1982 وذلك بهدف إضعاف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت ودفع الفلسطينيين إلى الهجرة من لبنان. وقد حصلت بالفعل خلال الاجتياح الصهيوني الثاني للبنان وبعد 90 يوماً من الحصار لبيروت.

فقد قطعت دولة الكيان الماء والكهرباء وإمدادات الغذاء عن بيروت. لكن العاصمة اللبنانية لم تسقط رغم القصف الجوي والبري والبحري الذي تعرضت له حتى حصل اتفاق رعته واشنطن عبر موفدها “فيليب حبيب” الذي قضى بخروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت.

وأعطى حبيب الفلسطينيين العزل الذين بقوا ضمانات لحياتهم لكن الخروج تم والضمانات سقطت وحصلت المجزرة بعد أن تحركت القوات الصهيونية باتجاه العاصمة بعد مقتل حليف دولة الكيان “بشير الجميل” الذي انتخب في أثناء الاجتياح رئيساً للجمهورية اللبنانية.

وقبل غروب شمس يوم الخميس السادس عشر من أيلول (سبتمبر) عام 1982 بدأت عملية اقتحام المخيمين واستمرت المجزرة حوالي 36 ساعة كان الجيش “الإسرائيلي” خلالها يحاصر المخيمين ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما.

بدأ تسرب المعلومات عن المجزرة بعد هروب عدد من الأطفال والنساء إلى مشفى غزة في مخيم شاتيلا حيث بلغوا الأطباء الخبر بينما وصلت أنباء المذبحة إلى بعض الصحفيين الأجانب صباح الجمعة السابع عشر من أيلول (سبتمبر) من العام ذاته وقد استمرت المذبحة حتى ظهر السبت 18 أيلول (سبتمبر) وقتل فيها نحو 3500 مدني فلسطيني ولبناني معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.

روايات شهود العيان

في صبرا وشاتيلا قُتل الناس دون تمييز كما اغتُصب عدد كبير من النساء. رفع العديد من الناس الأعلام البيضاء كناية عن الاستسلام، لا سيما الأطفال والنساء، غير أنهم كانوا من الضحايا الأوائل في المذبحة بما في ذلك أكثر من 50 امرأة ذهبن للتعبير عن الاستسلام والقول إنه ليس في المخيم مسلحون، فقتلوهن جميعاً.

– تقول أم غازي يونس ماضي إحدى الناجيات من المذبحة «اقتحموا المخيم الساعة الخامسة والنصف يوم 16 أيلول (سبتمبر) ولم نكن نسمع في البداية إطلاق رصاص فقد كان القتل يتم بالفؤوس والسكاكين وكانوا يدفنون الناس أحياء بالجرافات هربنا نركض حفاة والرصاص يلاحقنا وقد ذبحوا زوجي وثلاثة أبناء لي في المجزرة .. قتلوا زوجي في غرفة النوم وذبحوا أحد الأولاد وحرقوا آخر بعد أن بتروا ساقيه والولد الثالث وجدته مبقور البطن كما قتلوا صهري».

– تروي أم محمود جارة أم غازي ما شهدته قائلة «رأيتهم يذبحون فتاة وهي حامل مع زوجها وابنة خالتي خرجت من المنزل فأمسكوا بها وذبحوها في الشارع ثم ذبحوا ولدها الصغير الذي كان في حضنها».

– ويقول غالب سعيد وهو من الناجين «أُطلقت قذائف مدفعية على المخيم أولاً .. كان القتل يتم بأسلحة فيها كواتم صوت واستخدموا السيوف والفؤوس وقتلوا شقيقي وأولادي الأربعة كما تعرضت فتيات عدة للاعتداء (الاغتصاب)».

– أما منير أحمد الدوخي وكان يومها طفلاً عمره 13 عاماً نجا رغم محاولات ثلاث لقتله فيقول إنه وضع تحت مسؤولية مسلحين يلبسون ملابس قذرة ولا يحسنون الحديث بالعربية وذلك مع مجموعة أخرى من النساء والأطفال الذين سحبوا من بيوتهم وقد أطلقوا النار على النساء والأطفال «فأصيبت قدمي اليمنى وأصيبت والدتي في كتفها وساقها وتظاهرتُ بالموت بعدما طلبوا من الجرحى الوقوف لنقلهم إلى المشفى لكنهم أطلقوا عليهم النار جميعاً من جديد فنجوتُ من محاولة القتل الثانية أيضاً غير أن أمي كانت قد فارقت الحياة وصباح اليوم التالي أطلقوا عليّ النار عندما وجدوني ما زلت حياً، فأصابوني وظنوني مت فتركوني».

– تقول سنية قاسم بشير «قتل زوجي وابني في المجزرة. وأفظع المشاهد التي شاهدتها كان منظر جارتنا الحاجة منيرة عمرو فقد قتلوها بعدما ذبحوا طفلها الرضيع أمام عينيها وعمره أربعة شهور».

– وتروي ممرضة أمريكية تدعى جيل درو عن شاهد عيان قوله إنهم ربطوا الأطفال ثم ذبحوهم ذبح الشياه في مخيمي صبرا وشاتيلا .. صفوا الناس في الاستاد الرياضي وشكلوا فرق الإعدام.

– علي خليل عفانة طفل في الثامنة قال عقب المجزرة «كانت الساعة الحادية عشرة والنصف سمعنا صوت انفجار كبير وتلاه صوت امرأة وفجأة اقتحموا منزلنا واندفعوا كالذئاب يفتشون الغرف صاحت أمي تستنجد فأمطروها بالرصاص مد أبي يده يبحث عن شيء يدافع به عن نفسه لكن رصاصهم كان أسرع لم أقوَ على الصراخ فقد انهالوا عليّ طعناً بالسكاكين .. لا أدري ماذا جرى بعد ذلك لكني وجدت نفسي في المشفى كما تراني ملفوف الرأس والساقين. قال لي رفيق في المدرسة كان في زيارة أمه في المشفى إن بيتنا تحول إلى أنقاض جاءت خالتي أمس لزيارتي فسألتها عن مصير إخوتي الثلاثة لكنها لم تجب !! .. لقد ماتوا جميعاً .. أنا أعرف ذلك».

– وتروي امرأة من مخيم صبرا ما جرى فتقول «كنت وزوجي وطفلي نهم بالنوم (مساء) 15 أيلول (سبتمبر) بعدما انتهينا من ترتيب الأغراض التي خربها القصف وكنا نعيش حالة من الاطمئنان لأن الجيش اللبناني حسب ظنها يطوق المخيم لكن الهول كان قد اقترب، إذ دخل عشرات الجنود والمقاتلين يطلقون النار ويفجرون المنازل فخرجنا نستطلع الأمر ولما رأينا ما رأينا حاولنا الهرب لكنهم استوقفونا ودفعوا زوجي وأبي وأخي وأداروا ظهورهم إلى الحائط وأجبروهم على رفع أيديهم ثم أمطروهم بوابل من الرصاص فسقطوا شهداء ولما صرخنا أنا وأمي شدونا من شعورنا باتجاه حفرة عميقة أحدثها صاروخ لكن أوامر صدرت لهم بالحضور إلى مكان آخر فتركونا دون أن يطلقوا علينا النار، ثم هربنا».

– وتروي امرأة أخرى كيف دخلوا بيتها وعندها طفل من الجيران فانهالوا عليه بالفأس فشقوا رأسه قسمين، وتقول «لما صرخت أوثقوني بحبل كان بحوزتهم ورموني أرضاً ثم تناوب ثلاثة منهم على اغتصابي وتركوني في حالة غيبوبة لم استفق إلا في سيارة إسعاف الدفاع المدني».

– ويستعيد شاهد العيان شريط ذكرياته داخل المخيم فيقول «شاهدت رضيعاً مهشم الرأس يسبح في بركة من الدم وإلى جانبه رضاعة الحليب. وعلى طاولة الكيّ بالقرب من أحد البيوت قطعوا أعضاء طفل رضيع وصفّوها بعناية على شكل دائرة ووضعوا الرأس في الوسط».

الهجوم على مشفى عكا

صباح الجمعة الساعة 11.30 صباحاً، هجم المعتدون على مشفى عكا، حيث قُتل أطباء ومرضى، وتعرضت ممرضة فلسطينية تدعى انتصار إسماعيل (19 عاماً) للاغتصاب عشر مرات ثم قُتلت، وعُثر على جثتها بعد ذلك مشوهة. وقد قتلوا العديد من المرضى والجرحى وبعض العاملين والسكان الذي لجأوا إلى المشفى ثم أجبروا أربعين مريضاً على الصعود إلى شاحنات، ولم يُعثر لهم على أثر بعد ذلك.

وخلال المذبحة قتل الإرهابيون الطبيب علي عثمان والطبيبة سامية الخطيب داخل المشفى وأفرغوا رصاصات في رأس طفل جريح يرقد في السرير عمره 14 عاماً ويدعى موفق أسعد.

وحفرت البلدوزرات المقابر الجماعية في منتصف النهار جنوب شاتيلا كما هُدم العديد من المنازل بالبلدوزرات، ومعلوم أن المذبحة تمت في مناسبة السنة العبرية الجديدة!.

ماذا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....