عاجل

الثلاثاء 21/مايو/2024

لغزة رب يحميها

علي رضا عنايتي

هنا غزة… ويلات ودمار وأشلاء وصراخ، قلَّما تجد في الأرض آذانا صاغية، فعلتْ إلى السماء.، إنها تراجيديا حزينة ومحزنة بكل المقاييس. تعرف بأطفال يموتون، وبشيوخ يهرعون وبنساء يشتكين حالهن إلى رب العزة والسماء.

وهنا حرب على أرض غزة وسمائها، تدور رحاها بين جيش لهام، لا يرحم الصغير والكبير وبين شعب محاصر وأسير. صواریخ وطائرات حربية اسرائيلية تجوب سماء غزة لتحصد المزيد من أرواح الشعب الأعزل، وتمطر أرضها بقنابل لتنبت الخراب والدمار، وبصواريخ لا ترحم الأحياء والأموات. وهنا دبابات إسرائيلية، تحاول أن تحطم العزم الغزاوي؛ والإعلام الإسرائيلي كله يرقص على ويلات الشعب وعلى صراخ الاطفال وعويل النساء. وهنا دفاع عن کرامة شعب وشهداءه وأسراه ودفاع عن القدس الشریف وماحوله. مقاومة بطولیة ضد الحصار المقیت والتهجییر الممیت. مقاومة ضد المحتلین والمعتدین أراد أن يمحوها العدو وتنساها الحکومات الغربیة في تجاهل مقصود و مرفوض وعدم إدانة الغاصب الإسرائيلي في جرائم الحرب والاستمرار في حملة التضليل والتزوير،لکن لغزة رب یحمیها و أخوة یساندونها.

فهناك الضمیر الانساني الحي لیدافع عن أولی القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مستمدا من ثقافة النضال ومواجهة ألأعداء فلو عدنا الی التاریخ والشعر العربی قبل قرون لنری كما هائلا من الشعر يرسم لنا ثقافة العرب وغيرتهم في الحفاظ على ما يحوزهم فلا يتجرأ أحد، ايا كان على الاقتراب من حوزتهم إلا وأنها كانت تقابل بالرفض وبالسيف الذي كان أداة للدفاع عن كيانهم فلم يكن العرب يخافون من الموت دفاعا عن قبيلتهم وعشيرتهم وكيانهم. ونری کیف ینشد الشعراء فی قصائدهم عن السمهرية السمراء وصدور العوالي والسيوف الهندية والصوارم البيض والدروع السابرية وجماجم الأعداء وغبار الحروب ومثار النقع فوق الرؤوس والنياق الخنوف والخيول المطهمة والجياد الجرد والأسود الضواري. ویتحدثون عن المعارك الطاحنة ومكابدة الأهوال والفتوحات والحروب ويمدحون فيها الأمراء وغاراتهم على العدو،

ومنهم عمرو بن كلثوم يشرح كيف يلج الابطال ساحة المعركة بوجوه منكرة حتى لا تعرفهم كلاب الحي وسيوفهم كأنها خشب بيد الاطفال ويطعنون العدو بالرماح اذا كانوا بعيدين عنهم وبسيوف اذا اقتربوا منهم ‌دون توان وفتور ولا يحق لاحد أن يظن أنهم تعبوا من دخلوهم ساحة القتال وأبدانهم اسودت جراء لبسهم الدروع الملتویة. وطرفة بن العبد حيث يقسم ألا يبتعد جانبه عن سيف قاطع‌ رقيق الحدين وهو منيع لا يقهر كما أنه يدخل الامور بخفة وسرعة کالحیة. وهذا ما نرى في قول النابغة الذبياني حيث يشرح ساحة القتال في شعره ويصور لنا كيف يركب الأبطال المنية ويحاربون العدو بسيوف تنكسر في الحروب.

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

           بهن فلول من قراع الكتائب

وكما قال الشاعر المتنبي:

فلما انخنا ركزنا الرماح

           بين مكارمنا والعلا

وبتنا نقبل أسيافنا

           ونمسحها من دماء العدا

وها هنا اليوم اقتداء بألاسلاف الشجعان نستعيد تلك البطولات ونحيي تلك الأمجاد و في جهوزية للدفاع عن فلسطين ونجدد ذكريات القدامى الذين يبيتون بالسيوف ويصحون بالرماح ولا يبتعد جانبهم عن السلاح في الدفاع عن حريمهم وحرمهم.

وهیهنا لایفوتنا بأن نثمن موقف المملکة العربیة السعودیة تجاه قضیة فلسطین والداعم لاستیفاء حقوق شعبها والذی کان مدار الحوار بین صاحب السمو الأمیر محمد بن سلمان ولی العهد و رئیس محلس الوزراء وأخیه فخامة الرئیس الدکتور رئیسی رئیس الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة قبل أیام.

وماالنصر إلا من عند الله العلي القدیر.

*سفير الجمهورية الإسلامية  الإيرانية  – الریاض

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات