الإثنين 29/أبريل/2024

فشل جيش الاحتلال .. حقيقة أبرزتها معركة طوفان الأقصى

فشل جيش الاحتلال .. حقيقة أبرزتها معركة طوفان الأقصى

الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام

مع دخول معركة طوفان الأقصى يومها الثامن، تبدو الحقيقة الراسخة هي فشل جيش الاحتلال الصهيوني؛ رغم الدموية والتدمير الهمجي الذي يقترفه في قطاع غزة.

واعترفت وسائل إعلام عبرية بفشل جيش الاحتلال في الحرب على غزة، والمواجهة مع المقاومة الفلسطينية التي تقودها كتائب القسام.

الفشل في غرفة عمليات الحرب

وفي تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بعنوان “الفشل في غرفة عمليات الحرب”، أنه لا يمكن الامتناع عن إجراء مقارنة بين أيام بدء حرب أكتوبر قبل 50 عاما وأحداث غزة الأسبوع الماضي.

وأشار التقرير الذي كتبه إيتي إيلناي إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال قبل 50 عاما، دافيد أليعازر، كان أكثر قربا من المستوى السياسي، مقارنة بنظيره الحالي هرتسي هاليفي، الذي يتعامل مع أعضاء المجلس الأمني المصغر الأكثر تفككا.

وكان مجلس الحرب عام 1973 يضم أسماء لها تاريخ عسكري أكثر تجربة، مقارنة بالمجلس الوزاري الحالي في حكومة بنيامين نتنياهو، الذي اعتاد على عقد اجتماعات على مدى زمني متباعد، وفق التقرير.

وأوضح التقرير أن مجلس 2023 يعاني نقصا في شخصيات على خلفية أمنية ما عدا يوآف غالانت وآفي ديختر.

وتابع “الأخطر من ذلك أن الوزير بتسلئيل سموتريتش اكتفى بفترة تجنيد وجيزة، في حين أن الوزير إيتمار بن غفير لم يتجند نهائيا، وكلاهما أمعن في إهانة أداء الجيش في الضفة الغربية قبل أسابيع، وهو المجال الذي سيحتاج الجنرال هرتسي هاليفي للتعامل معه”.

فشل استخباراتي عسكري

وأوضح التقرير أن أحد المواضيع التي يحتاج هاليفي تفسيرها لنتنياهو في خضم الأحداث الحالية، هو بالطبع الفشل الاستخباري المدوي الذي حدث في صبيحة يوم “السبت الأسود”، وأن وزير المخابرات المصري عباس كامل حذر رئيس الحكومة نتنياهو أن أمرا كبيرا يوشك أن يحدث في قطاع غزة، وهنا لا يمكن الامتناع عن المقارنة بين هذا التحذير، وذلك التحذير الذي تلقاه الموساد في أكتوبر/تشرين الأول 1973 من المصري أشرف مروان، حسب التقرير.

ووفق التقديرات فإن تحذير المخابرات المصرية ارتكز على انفجار وشيك نتيجة صعوبة الأوضاع في غزة ونتيجة تعاظم الاعتداءات ضد المسجد الأقصى وفي الضفة الغربية الأمر الذي سينتج عنه انفجارا فلسطينيا.

الفشل العملياتي

ويضيف التقرير أنه على شاكلة الفشل الاستخباري عشية حرب أكتوبر، يمكن إضافة فشل آخر هو الفشل العملياتي في خط المواجهة، ففي غزة، اعتمد الجيش الإسرائيلي على العائق المتمثل في حائط منيع بتكلفة مليارات الشواكل، وبتعزيزات مراقبة، لكن الاحتياطات الأمنية انهارت، رغم فرضية عدم إمكانية اقتحامها، لأن كتائب القسام تغلبت على العوائق الأمنية وسيطرت على مراكز المراقبة وعرقلت إمكانية الرد، وبالتالي تمكن مقاتليها من مداهمة مناطق غلاف غزة.

ونقل التقرير عن غاي أبيعاد، الباحث الأسبق في شعبة الدراسات التاريخية بالجيش الإسرائيلي، قوله إن “المفاهيم الدفاعية للواء الجنوب انهارت، وهرتسي مسؤول عما حدث”.

وأشار أبيعاد إلى أن الاستهانة بقدرات حماس شبيهة بما حدث لدى الاشتباك مع الجيش المصري عام 1973، مضيفا “ربما كان تنظيم حماس في البداية محدودا، لكنه أصبح مع الوقت جيشا” تقف خلفه قوة عظمى تتمثل في إيران”.

وأوضح أبيعاد أن حركة حماس نجحت في التغرير بالمخابرات الإسرائيلية، رغم سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية لقياداتها البارزين، كما أن العناصر التي خططت للهجوم مجموعة من المطلوبين يعرفون بعضهم لمدد تتراوح بين 20 و30 عاما، وهؤلاء الفتية لم يخونوا بعضهم ولم يمرروا أي معلومات لإسرائيل.

عامي أيالون يؤكد الفشل

بدوره، أكد الأدميرال عامي أيالون الرئيس السابق للشين بيت، جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو، أن ما حدث كان مشابها جدا، من حيث المفاجأة، لهجوم عام 1973، وربما تكون الأسباب هي نفسها.

وقال أيالون: عندما نحاول فهم تاريخنا على المدى الطويل، ستبدو صفحة 2023 أكثر جدية، وهذا الهجوم سيغير وجه إسرائيل، لأن هذه هي المرة الأولى منذ إنشاء الدولة اليهودية (الكيان الصهيوني) التي يتم فيها قتل هذه الأعداد الكبيرة من الإسرائيليين (المستوطنين والجنود).

وأشار فيها إلى أن الأمر سيستغرق سنوات حتى نفهم التأثير الطويل المدى الناجم عن الرعب والخوف المرتبط بهذه الأحداث.

وأوضح عامي أيالون –في مقابلة بقلم باتريك سانت بول- أن إسرائيل استثمرت مبالغ ضخمة من المال لضمان أن يكون جيشها هو الأقوى والأكثر كفاءة، فانهار كل شيء في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولم يعد معظم الناس يتوقعون أي شيء من قادتهم السياسيين، ولكنهم كانوا يتوقعونه من قادتهم العسكريين، وها قد فشل ذلك.

أجهزة عمياء

ووفق قول أيالون؛ هناك فشل كبير من أجهزة الأمن؛ لأن كل المعلومات الاستخبارية في غزة كانت مبنية على المراقبة الإلكترونية، مع أن قادة الجناح العسكري لحماس، مثل محمد ضيف يعرفون كيفية التواصل دون هاتف أو إنترنت، إضافة إلى أن عددا قليلا جدا من المسؤولين هم من يكونون على علم بالعملية التي قاموا بها، ولذلك كانت أجهزتنا عمياء.

قراءة قسامية للفشل الصهيوني

ووفق تأكيد أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، أن الهجوم الذي نفذ في مستهل معركة طوفان الأقصى (7 أكتوبر) استهدف فرقة غزة في جيش الاحتلال في 15 موقعا عسكريا جرى مهاجمتها.

وقال أبو عبيدة: إن كتائب القسام وفي سبيل نجاح هذه العملية المباركة مارست على العدو خداعا استراتيجيا بدأ منذ أوائل عام 2022.

وأوضح أن من مظاهر هذا الخداع التي يمكن أن نفصح عنها اليوم أننا استوعبنا الكثير من الأحداث التكتيكية من قبيل تجاوزات الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني.

وبين أن هذا الخداع والتخطيط العسكري والتنفيذ المبهر صدم هذا العدو صدمة لا يزال لا يستطيع استيعابها أو التعامل معها، فهو يعلم أنه تعرض لفشل استراتيجي خطير.

وأضاف: كان من أهم ملامح هذا الفشل عدم مقدرته على قراءة نوايانا بالرغم من أن التجهيز للمعركة ارتبط به آلاف من المجاهدين، وكنا نعلم مدى خطورة أي تسريب للعدو ولو جزئيا حول نوايانا.

وتابع: بعد هذا الفشل المدوي وغير المسبوق في تاريخ الكيان بهذه المؤسسة العسكرية والسياسية يقومون الآن بارتكاب أبشع الجرائم ضد المدنيين الأبرياء الآمنين وكان الأولى أن تتم محاسبة هذه القيادة العسكرية والسياسية على هذا الفشل والغباء المركب.

وقال: نحن نعلم أن قادة العدو سوف يدفعون أثمانا باهظة تتعلق بمستقبلهم السياسي والعسكري بعد انتهاء هذه المعركة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات