الجمعة 26/أبريل/2024

محمد التميمي .. طفل فلسطيني يحلق شهيدًا برصاص الاحتلال

محمد التميمي .. طفل فلسطيني يحلق شهيدًا برصاص الاحتلال

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

لم يحتمل الطفل الفلسطيني الرضيع محمد التميمي ابن العامين، أوجاع رصاصة إسرائيلية أصابته في رأسه ليرتقي شهيدًا، ويحلق عصفورًا من عصافير الجنة بعد أقل من 90 ساعة على إصابته برصاص قناص إسرائيلي.

سعادة غامرة كانت تملأ الطفل محمد وهو يرافق والده هيثم التميمي (40 عاما)، الذي كان يهم بالخروج بسيارته من منزله القريب من حاجز للاحتلال في قرية النبي صالح برام الله، ولكن الفرحة سرعان ما تبددت على وقع رصاص الاحتلال الذي أصاب الطفل ووالده.

اقرأ أيضًا: استشهاد طفل متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال في رام الله

ما قبل الجريمة

قبيل عشاء الخميس الماضي، وقعت الجريمة بإطلاق أحد قناصة الاحتلال النار تجاه سيارة التميمي دون أي مبرر فأصيب الوالد بالكتف واليد، والطفل الصغير في الرأس.

الوالد الجريح نقل حينها إلى المستشفى الاستشاري في رام الله، أما طفله ولخطورة حالته نقله الاحتلال عبر مروحية إسرائيلية إلى مستشفى “تل هشومير”.

يروي الوالد تفاصيل الجريمة مبينًا أنه عادة تنصب قوات الاحتلال حاجزا عسكريا على مدخل البلدة، التي يقع منزله على مقربة منها، وهو وعائلته تعايشوا مع ما يحدث في المنطقة من مواجهات وإطلاق نار وقنابل غاز من قوات الاحتلال، بحكم التكرار والقرب.

يضيف في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام”: ذلك اليوم (الخميس) كان مختلفا، وقوات الاحتلال شددت الإجراءات على الحاجز وأغلقته أمام الداخلين والخارجين”.

وأشار الوالد الجريح إلى أنه لاحظ أن قوات الاحتلال تحركت إلى داخل البلدة فاعتقد أنهم يريدون فتح المسار للسيارات الداخلة، وخلال ذلك انتبه إلى سيارة اقتربت من الحاجز والتفت لتعود لأنه كان مغلقا، إلاّ أن الجنود اشتبهوا بها وباشروا في إطلاق النار تجاهها.

وقال: كنت لحظتها على باب البيت، وتوقعت أن يحدث إطلاق نار عشوائي، فحاولت الابتعاد أنا وابني الذي كان برفقتي داخل السيارة.

لحظة الإصابة

وأضاف “ما إن تحركت المركبة حتى أطلق الجنود النار عليها، حاولت الرجوع إلى الخلف بالسيارة لكن مرة أخرى أطلق النار عليها”.

ويتابع “لم أشعر أنني أصيبت لكن زجاج المركبة أصيب، التفت للخلف حيث نجلي الرضيع فوجدته مصابا وملقى على الكرسي الخلفي للمركبة”.

الجريح هيثم التميمي

وقال: تبين أنني أصبت برصاصتين إحداهما في الكتف اليمين اخترقت ونفذت والأخرى شظايا والحمد لله سطحية، أما ابني فأصيب برصاصة اخترقت أعلى الأذن واستقرت في الرأس.

تعمد الاحتلال

ويؤكد التميمي تعمد قوات الاحتلال إطلاق النار تجاه منزله وسيارته دون أي مبرر، نافيا الرواية الإسرائيلية التي تدعي أن مقاومين أطلقوا النار، وقال: “لم نسمع صوت أي تبادل لإطلاق النار، ما جرى فقط أن الجيش أطلق النار تجاه منزلي”.

وأشار التميمي، إلى أنه “فور تيقنه بإصابة نجله خرج به مسرعا نحو الجيران حيث تم نقلهم بمركبة خاصة لمدخل البلدة، وهناك أعيق خروجهم من الاحتلال، وبعد أن تيقن الجيش بوجود إصابة أحضرت مركبات الإسعاف”.

المعلومات التي تواردت خلال الأيام الماضية تحدثت عن استقرار حالة الطفل محمد حتى جاء نبأ استشهاده ثقيلا على العائلة.

جميل المحيا

ومحمد طفل لم يتم عامه الثاني وهو جميل المحيا حلو الروح، وهو النجل الأصغر للعائلة، وله شقيق يكبره.

وعنه يقول والده: “محمد رغم صغره بشوش يحبه الجميع، وهو متعلق بكل شيء، واجتماعي يحب الخروج من المنزل وهو رفيق دربي في كل زياراتي ومشاويري”.

حلّق محمد عصفورا من عصافير الجنة، وبقيت جريمة اغتياله شاهدة على وحشية الاحتلال الذي قطف أرواح 28 طفلا فلسطينيا منذ بداية العام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات