السبت 25/مايو/2024

مجزرة نابلس .. وقائع تفضح عبثية تفاهمات السلطة والاحتلال

مجزرة نابلس .. وقائع تفضح عبثية تفاهمات السلطة والاحتلال

بعد أيام قليلة من الكشف عن تفاهمات السلطة والاحتلال الصهيوني لمحاولة احتواء حالة الغليان في الضفة جاءت مجزرة نابلس لتؤكد من جديد عبثية نهج التسوية مع الاحتلال.

موقع واللا العبري كشف الأحد عن اتفاق بين السلطة والاحتلال الصهيوني برعاية أميركية لإجهاض الانتفاضة المتصاعدة في الضفة عبر ما يسمى “خفض حالة التوتر والتصعيد القائم” في الضفة الغربية.

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة كما وصفها بأن الطرفين (السلطة والاحتلال) سيعلقان ما وصف بـ”الإجراءات أحادية الجانب” لبضعة أشهر بعد أن مارس الأميركيون ضغوطًا شديدة للدفع باتجاه هذه التفاهمات خشية من اندلاع تصعيد في شهر رمضان لدى المسلمين وعيد الفصح لدى اليهود في حال استمرت التوترات.

وبينما رضخت السلطة سريعًا وسحبت مشروع القرار الذي يدين الاستيطان في مجلس الأمن الاثنين الماضي لم يغير الاحتلال من نمط عدوانه على الأرض فقد توالت قرارات المصادقة على المشاريع الاستيطانية وبقي الأسرى في دائرة الاستهداف والقمع واستكملت حلقات العدوان بمجزرة نابلس المروعة.

مجزرة في وضح النهار
في وضح النهار وفي ذروة حركة الناس في سوق الخضار في البلدة القديمة من نابلس تسللت القوات الصهيونية الخاصة تلاها اقتحام واسع لقوات الاحتلال مع اختفاء تكتيكي كالعادة لأجهزة أمن السلطة لتبدأ قوات الاحتلال اقتراف مجزرتها المروعة على مدار 3 ساعات وسط حالة من الاستبسال والالتحام بين المقاومين والجماهير.

حصيلة قاسية انتهت بها مجزرة الاحتلال 11 شهيدًا منهم 3 مسنين وطفل والبقية من أبطال المقاومة منهم اثنان حاصرتهم قوات الاحتلال في منزل ورفضا الاستسلام وقاتلا حتى نفذت ذخيرتهما ونالا الشهادة.

المتغطي بالأمريكان عريان!
وفي قراءته لما حدث يذهل المحلل السياسي هاني المصري إلى أن مجزرة نابلس تؤكد المؤكد أن لا عهود ولا التزامات تلزم الحكومات الإسرائيلية.

وقال المصري في تعليق له تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام”: “اللي بتغطى بالأمريكان عريان ومن صدق أو أوحى بأنه صدق التفاهمات الأخيرة التي كانت واضحة من عنوانها وهو التخلي عن أشياء قيمة مقابل ثمن بخس فالحكومة الإسرائيلية تريد حسم الصراع”.

وأشار إلى أن المعارضة الداخلية والخارجية لها ولبرنامجها يدفعها إلى المزيد من التشدد وتصدير الأزمة لعدو أو أعداء خارجيين حتى يلتف جميع المتطرفين واليمينيين والعنصريين خلفها هم الأغلبية الساحقة في إسرائيل.

وخلص إلى أن السلطة خسرت مرة أخرى في الاختبار ولم يتبق ما تراهن عليه سوى من لا تريد الرهان عليه وهو الشعب وصموده واستعداده لاستمرار المقاومة حتى النصر.

أجهزة السلطة التي حافظت في أحلك الظروف على خط التنسيق الأمني ساخنًا ومقدسًا لم تتوان في الآونة الأخيرة عن تصعيد حملتها ضد المقاومين بالمطاردة والاعتقال والسلاح حتى إنها كانت صادرت سلاح الشهيد القائد في كتيبة نابلس محمد أبو بكر ما اضطره لامتشاق سلاح الكارلو في معركة التصدي قبل استشهاده مع رفيقه حسام اسليم.

وعود فارغة
وذهب رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية لحركة “حماس” باسم نعيم إلى أن جريمة اقتحام مدينة نابلس شمالي الضفة المحتلة ما كانت لتقع لولا الضمانات التي تحصّل عليها الاحتلال الإسرائيلي من السلطة.

وقال نعيم في تصريح صحفي: “سلطة أوسلو أسقطت كل أوراق الضغط بما فيها السياسية والقانونية مقابل وعود فارغة نكثها العدو كعادته للمرة الألف وكان آخرها قبل يومين بإسقاط التصويت في مجلس الأمن ضد الاستيطان” محملاً السلطة وزر الجريمة إلى جانب الاحتلال الفاشي مؤكدا للاحتلال أنّه إذا كان يتكئ على سلطة فقدت شرعيتها لإخضاع شعبنا وتمرير مخططاته فهو واهم.

ومع كل مجزرة تجابه ببطولة يبقى التساؤل متى تفيق السلطة وتستجيب لنبض الشعب وتتخلى عن التنسيق الأمني وترفع يدها الغليظة عن المقاومة لتتمكن من القيام بدورها في التصدي للاحتلال وكف عدوانه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات