الأحد 19/مايو/2024

الحافلات تحترق.. القائد حسن سلامة يوثّق بطولات الثأر المقدس

الحافلات تحترق.. القائد حسن سلامة يوثّق بطولات الثأر المقدس

“لقد آن الأوان لأن نرى البطل حسن سلامة حرًّا طليقًا بين أهله وأحبابه ليسطر مرحلة جديدة من العطاء لشعبه ووطنه كما كان دائما فها هو البطل الأسير “أبو علي” بعد تسطير هذا الكتاب يقبع في سجنه ينتظر الوفاء من أهل الوفاء كما كان هو وفيًّا حينما أذهب غيظ قلوب ملايين الفلسطينيين حينما لقّن العدو درسًا في البطولة والثأر والوفاء لقائده الشهيد يحيى عياش”.

هذه كلمات لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والتي جاءت ضمن تقريظ وتقديم لكتاب “الحافلات تحترق” الذي سطّره الأسير القائد حسن سلامة (51 عامًا) يروي فيه بطولات الثأر المقدس التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام بتوجيه القائد العام محمد الضيف انتقامًا لدماء الشهيد المهندس يحيى عياش والذي تحلّ ذكرى استشهاده اليوم.

نواة الإعداد للثأر

في الخامس من يناير 1996م استيقظ الشعب الفلسطيني على صعقة خبر أذاعته وسائل الإعلام باغتيال القائد المهندس يحيى عياش عبر عملية أمنية معقدة جدًّا يقول حسن سلامة: “لم يكن بالطبع وقع هذا الخبر على قلبي وسائر إخواني المجاهدين كغيرهم من عامة الناس فكيف نكون كغيرنا وهو الذي عاش بيننا مجاهدًا صنديدًا ومهندسًا معلمًا وأخًا عزيزًا وضيفًا كنّا نتوق إلى مسامرته وفجأة يغادرنا دون وداعنا ولو بنظراته الجميلة”.

اتفق مطاردو ومجاهدو القسام على ضرورة الثأر لدماء المهندس وليس شيئًا آخر سوى الثأر مهما كانت الظروف والتضحيات لأنَّ الضربة كانت قوية وكادت تشلّ الجميع دون استثناء فحُقّ لكتائب القسام أن تثأر لفارسها المهندس المقدام المسجّى بدمائه التي ستلاحق الكيان في كلّ مكان تتخطف رؤوسهم وتزلزل حصونهم.

خرج الجميع للمشاركة في تشييع المهندس ولم يبق إلا القائد محمد الضيف في خان يونس يقول حسن سلامة: “فضّلت البقاء معه برفقة أحد المطاردين خوفًا من حدوث شيء وقد كنت أول من تكلم مع القائد الضيف طالبًا منه أن أكون من الذين سينفّذون عملية الثأر وقد طلبت منه ذلك بإلحاح إلا أنه رفض ذلك ورفض أن أكون من الاستشهاديين”.

قال القائد الضيف لحسن: “لا بد أن يكون هناك ردّ يساوي حجم الذي حدث ويكون درسًا للمعتدين يجعلهم يفكرون كثيرًا قبل الإقدام على مثل هذه الفعلة مرة أخرى”. يقول حسن: “عرض عليّ الخروج إلى الضفة لكي أكون مسؤولا عن العمليات لا أن أكون أحد الاستشهاديين فوافقت خاصة أني كنت من الذين يطالبون بالخروج إلى الضفة لمواصلة العمل”.

صفحات من التاريخ

جاء كتاب “الحافلات تحترق” في 127 ورقة من الحجم المتوسط بغلافٍ مثير تصدرته في الأعلى صورة من أحدث صور الأسير القائد حسن سلامة في سجون الاحتلال وخلفه علامة مائية لأشهر صورة للمهندس يحيى عياش بالكوفية الحمراء وفي النصف السفلي من التصميم صورة لباصات الاحتلال المحترقة بفعل عمليات الثأر الاستشهادية وفي أعلى الباص عنوان الكتاب بخط ملتهب يشبه لهيب قلوب قادة الاحتلال من آثار تلك العمليات.

أهدى حسن سلامة هذا الكتاب لأرواح شهداء عمليات الثأر المقدس ولروح الشهيد المهندس يحيى عياش وإلى المجاهدين الذين شاركوا في هذا العمل وإلى حركات المقاومة في فلسطين وإلى كتائب القسام وإلى أمه الصابرة وإلى خطيبته غفران زامل وقال في ثنايا الإهداء: “ننتظر بفارغ الصبر الوعد الصادق لكتائب القسام التي وعدتنا بالإفراج عنا بإذن الله وأملنا بالله كبير أن يكون الفرج قريبًا”.

المبحث التمهيدي والأول

وفي مبحث الكتاب التمهيدي تحدث القائد حسن سلامة بالتفصيل عن أبطال “غزوة” الثأر المقدس كما أسماها وأرّخ لما يشبه سيرة ذاتية من الميلاد إلى الاستشهاد لكل واحد من أبطال هذه العمليات وهم: الاستشهادي المجاهد مجدي محمد أبو وردة والاستشهادي المجاهد إبراهيم أحمد السراحنة والاستشهادي المجاهد رائد عبد الكريم الشغنوبي والأسير البطل محمد عطية أبو وردة.

وجاء المبحث الأول من الكتاب بعنوان: ذكريات وفصول من الحياة والجهاد” تحدث فيه المؤلف عن قبسات الطفولة ورياض المحراب وذكر فيه عبارة أشعلت جذوته كان فارسها القائد يحيى السنوار وتحدث عن انتفاضة الحجارة ومجموعات الصاعقة وعن رحلة المطارد وتنقلاته في بلاد المهجر ثم عودته واعتقاله لدى السلطة.

وتحدث حسن في هذا المبحث عن التحديات الجهادية والملاحقات المزدوجة من السلطة والاحتلال وعن عملية غوش قطيف الاستشهادية وبطلها المجاهد الشهيد معاوية روقة وتفاصيل الإعداد والتنفيذ وختم بعلاقته بالمهندس يحيى عياش وبقبسات جهادية برفقة القائد محمد الضيف.

المبحث الثاني والثالث

وجاء المبحث الثاني بعنوان “غزة حتى استشهاد المهندس” استفاض فيه حسن بالحديث عن واقع حياة المطاردين والتحديات التي تعرضوا لها وقرار المهندس بالعودة للضفة ثم استشهاده ووقع الاستشهاد على رفقة الجهاد وبداية الإعداد للثأر المقدس.

وفي المبحث الثالث تحدث عن “المرحلة الأولى من الخطة بدأت من غزة” وفصّل فيها حول انطلاق مجموعات الرصد ومباشرة تأمين الطرق ثم مرحلة الإعداد والتجهيز وترتيبات ما قبل التنفيذ يقول حسن: “كان من وصايا القائد العام قبل التنفيذ: عدم الإطالة والسرعة في العمل وعدم الإكثار من الاتصالات والمراسلات وعدم توسيع دائرة العمل والمحافظة على نفسي وإخواني وحمَّلني مسؤولية العمل المكلف به داخل الضفة والاعتماد على نفسي ثم خيّرني بين العمل والعودة بعد التنفيذ فكنت مصممًا على البقاء هناك ومواصلة العمل حيث كان لديّ مشروع ومخطط لخطف الجنود ومبادلتهم بأسرى.

المبحث الرابع والخامس والسادس

“وداعًا يا غزة الأحرار” كان هذا هو عنوان المبحث الرابع من كتاب “الحافلات تحترق” تحدث فيه قائد الثأر المقدس عن وداع غزة وذكر فيها تفاصيل خروجه من بيته ووداع زوجته ووالدته ثم تحدث عن وصول المجموعات تباعًا إلى ساحة النزال وتحدث عما أسماها “حياة الأسود في براري مدينة أسدود” والتنقل بعد ذلك بين عدة مدن في الضفة المحتلة.

وجاء المبحث الخامس ليسرد تفاصيل تنفيذ العمليات بدءًا من لقاء القائد الشهيد محيي الدين الشريف وكيفية تنظيم فرسان العمليات وساعة الصفر وبدء تنفيذ العمليات الواحدة تلو الأخرى.

وتناول حسن في المبحث السادس “ما بعد العمليات حتى الاعتقال” وتحدّث عن إحكام قبضة السلطة على كل المناطق واعتقال المجاهد محمد أبو وردة ثم مطاردة حسن من رام الله إلى بيت لحم والانتقال إلى الخليل وبدء التخطيط لعملية أسر جندي صهيوني ثم حادثة الاعتقال ومرحلة التحقيق.

بعد فترة التحقيق الأولى يقول حسن: “نقلوني إلى العزل الانفرادي ومكثت فيه لمدة ثلاث سنوات ونصف إلى أن جاء موعد محاكمتي وكانت محكمة تحدٍّ بيني وبينهم وخرجت من العزل عام 2000م وأعادوني مرة أخرى للعزل الانفرادي عام 2003م واستمر عزلي حتى عام 2012م وخرجت من العزل بعد أن قام الأسرى بإضراب الكرامة والتحدي والذي كان من أهم نتائجه خروجنا من العزل الانفرادي.

إلى لقاء قريب

ويختم القائد الأسير حسن سلامة كتابه بقوله: “ها أنذا الآن موجود في سجن نفحة الصحراوي وقد تخطتنا صفقة وفاء الأحرار لأنّ الله لم يكتب لنا الفرج في تلك الصفقة والحمد لله على كل حال ونعيش والأمل بالله كبير أن يكون الفرج قريبا جدًّا.

يمكن تحميل كتاب (الحافلات تحترق) من هنا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات