الإثنين 29/أبريل/2024

قوافل الأقصى.. تتخطى الحواجز وتجدّد صمود القدس

قوافل الأقصى.. تتخطى الحواجز وتجدّد صمود القدس

باب الخيارات الفلسطينية للدفاع عن الأقصى والقدس المحتلة مفتوح على مصراعيه سواء بالتضامن السلمي أو تسخير جميع أشكال المقاومة الشعبية من غزة والضفة وأرض فلسطين 48.

ويهدف مشروع “قوافل الاقصى” لشد الرحال إلى المسجد الاقصى من مناطق عرب 48 والتي يعيش فيها أكثر من مليون ونصف مسلم وهي بعيدة نسبيًّا عن القدس فيستقل أهلها حافلات للرباط فيه.

وتأسس مشروع “قوافل الأقصى” عام 2000 وعاد مجددًا الآن للعمل بفعالية رغم حظر الاحتلال الحركة الإسلامية/الجناح الشمالي التي كانت تقوم على مشروع حافلات مسيرة البيارق وتنقل الفلسطينيين للقدس.

ويُعد مشروع “قوافل الأقصى” أحد أشكال التضامن والمقاومة الشعبية مع المسجد الأقصى الذي يتعرض مؤخراً لحملة تهويد وعدوان صهيونية غير مسبوقة.

وتقابل “قوافل الأقصى” حملات اقتحام المستوطنين لباحات ومرافق الأقصى ويقيمون شعائر صهيونية ويهودية استفزازية يتصدى لها آلاف الفلسطينيين من خلال الرباط والمواجهة الميدانية.

وتسيّر “قوافل الأقصى” حافلات من البلدات العربية وتنظم رحلات مدرسية وجمعيات وبيوت مسنين إلى المسجد الأقصى وتصدر نشرات وإعلانات لتذكير المسلمين بواجب زيارة المسجد الأقصى.

حراك شعبي

بعد أن ساءت أحوال السياسة في المشهد الفلسطيني وتعثرت “التسوية” التي رحّلت دومًا ملف القدس المحتلة للمرحلة النهائية من المفاوضات لم يعد أمام الفلسطيني سوى الدفاع عن القدس بلحمه الحيّ.

ومنذ سنوات يمكّن مشروع “قوافل الأقصى” آلاف الفلسطينيين من أراضي 1948 من زيارة الأقصى دائمًا بواسطة حافلات تقلهم مجانا بمعدل مائة حافلة شهريًّا موزعة حسب الأيام والمناسبات على المناطق بما يوفر زيارات يومية في أوقات الصلاة من الفجر حتى العشاء.

ويؤكد د.صلاح عبد العاطي الخبير القانوني وممثل “المؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون” أن المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة هي محور الصراع التاريخي والمستمر مع الاحتلال.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “المقاومة السلمية والشعبة ممارسة لا تتوقف؛ فهي تضع كل يوم أهدافًا وتحاول إنجازها بمشاركة كلل جهود القطاعات الشعبية بغض النظر عن المكونات السياسية”.

وتتنوع أشكال المقاومة السلمية والشعبية سواء برفع الأعلام أو إغلاق الطرق والاحتجاجات ووقفات التضامن والحشد الشعبي في القدس وتعبر في مجملها عن رفض مخطط الاحتلال وتتصدّى للجيش والمستوطنين و”قوافل الأقصى” أحد أشكالها.

وانتصر الحراك الشعبي الذي شارك فيه آلاف الفلسطينيين في القدس حين قدموا من الضفة وأرض الـ 48 ونجحوا في معركة البوابات عام 2017م ومسيرات الأعلام 2020-2021م ومناسبات دينية سنوية صهيونية.

ويرى د.غسان وشاح أستاذ التاريخ والحضارة في الجامعة الإسلامية بغزة أن “قوافل الأقصى” شكل مهم يمثل بقعة الزيت في الدفاع ويشرك آلاف الفلسطينيين في الاشتباك والدفاع عن الأقصى.

ويتابع لمراسلنا: “إشراك فلسطينيي 48 في الرباط بالأقصى يشرك فئات جديدة في جغرافيا الاشتباك ويضعهم أمام مسؤوليتهم الوطنية؛ حيث لم تعد مقاومة الاحتلال بالقدس مقتصرة على أهلها”.

رسالة وحدة

التطرّف الصهيوني في القدس أجبر الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين لاستدعاء جميع مخزونهم الكامن من الصمود لتطوير أدوات المقاومة السلمية والشعبية في مشهد تتمتع فيه “إسرائيل” بهيمنة سياسية وتفوق عسكري وأمني.

ويتطور ويتصاعد الحراك الشعبي في معادلة الصراع مع الاحتلال خاصّة في الأقصى والقدس في وقت تغيب فيه الحياة السياسية الفلسطينية عن قيادة ووحدة العمل الوطني بشكل مؤثّر.

ويشير الخبير عبد العاطي إلى أن الشعب في جميع مناطقه الفلسطينية يرسل رسالة رفض لواقع ومخطط الاحتلال فهو يتصدى للمستوطنين ويمارس مقاومة سلمية ومسلحة ويشارك بحملات ثقافية ومقاطعة يجيزها القانون الدولي.

ويقول عبد العاطي: “إن المراد الآن هدم الأقصى وتقسميه زمانيًّا ومكانيًّا لذا تجد كل أشكال المقاومة الشعبية وحملات التضامن تتجه نحو الأقصى الآن”.

ويحمل ملف القدس بمقدساتها المسيحية والإسلامية خصوصية في معادلة الدفاع والصمود وإن كانت الهجمة مشتدّة أكثر الآن على تهويد الأقصى الذي شكل نقطة انطلاق لجميع الثورات الفلسطينية.

حسب دراسته وبحثه في تاريخ الثورات بفلسطين المحتلة يعلم د. وشاح أن الشعب الفلسطيني كان دومًا يسبق قيادته في الحراك والمقاومة الشعبية والاشتباك وحين تتطور الثورة تتدخل قيادته لتنظّم المسار.

وأضاف أن توسيع أعمال المقاومة السلمية والشعبية على صعيد الأدوات والجغرافيا يستنزف إمكانات الاحتلال الأمنية والعسكرية؛ حيث لم تعد المعادلة بين نشطاء مقاومة مسلحة وجيش احتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات