الأحد 19/مايو/2024

حكم عسكري ومليشيا مسلحة بالنقب المحتل.. الفلسطينيون يقاومون!

حكم عسكري ومليشيا مسلحة بالنقب المحتل.. الفلسطينيون يقاومون!

ملامح الحياة اليومية تهتز بعنف في النقب المحتل، أمام تصاعد الهجمة الإسرائيلية لحسم مستقبل جغرافيا وديمغرافيا الجزء المنسي من فلسطين المحتلة.

توجه “إسرائيل” مؤخراً جميع أحصنتها لسباق تهويد النقب المحتل؛ بل وتستعين بجماعات متطرفة تشكلت حديثاً لإرهاب الفلسطينيين هناك آخرها ما كشفه تقرير عبري عن تشكيل مئات الإسرائيليين “ميلشيا فاشية” مسلّحة باسم “سرية بارئيل”، تدعمها شرطة الاحتلال وبلديته في بئر السبع.

يشكل النقب قرابة النصف من أرض فلسطين التاريخية، ولا يزال تحت مجهر التهويد والاستيطان ومخططات مشاريع “إسرائيل” الإستراتيجية التي لم تنجح منذ عام 1948م في حسم مشهده السياسي والميداني.

وكان القيادي في الحركة الإسلامية في الداخل المحتل وعضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب الشيخ أسامة العقبي أكد في منشور له على موقع (فيسبوك) قائلاً: “إن ملامح الحكم العسكري بدأت تخيم على النقب”.

ورجح أن “القادم صعب جدًّا”؛ في إشارة إلى اشتداد الهجمة التي يتعرض لها النقب وأهله ويواجهها أهلها يوميًّا؛ الأمر الذي ينذر بانتفاضة وشيكة فوق أرضه المحتلة.

وتتعدد مظاهر العدوان اليومية على أهالي وأراضي النقب المحتل؛ فقبل يومين اعتدت مجموعة من اليهود المتطرفين على سائق حافلة فلسطيني بمدينة رهط، وحاولت حرق مركبته وهو بداخلها بعد أيام من استشهاد فلسطيني بالنقب برصاص الاحتلال.

ما تنفذه الجماعة الإرهابية الجديدة “سرية بارئيل” يذكرنا بدور العصابات الصهيونية قبيل وخلال نكبة فلسطين عام 1948م؛ حين كانت عصابات “الهاجاناه والأرغون وشتيرن” تمارس القتل لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

ديمغرافيا النقب

تضع بلدية بئر السبع المساحيق على وجه الجماعات الإرهابية الجديدة في النقب حين تصف ميليشيا “سرية بارئيل” الفاشية بأنّها “مبادرة من جانب متطوعين، للقيام بنشاط تطوعي لتعزيز الأمن الشخصي، ويعملون تحت رعاية الشرطة الإسرائيلية وتصديقها ومرافقتها”.

ويشهد النقب المحتل منذ مطلع يناير مقاومة يومية ضد هجمة الاحتلال في تجريف وطرد الفلسطينيين من مناطق سكناهم، وتعزز شرطة الاحتلال الهجمة بحملة اعتقالات متواصلة.

ويؤكد إبراهيم حبيب أن الحديث عن إعادة النقب المحتل لقبضة الحكم العسكري فاعل بامتياز؛ فالآن يُعاد الحكم العسكري الذي بدأ عام 1968م حين فرض على النقب بعد احتلال غزة والضفة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تعاملت إسرائيل مع النقب بفرض حكم عسكري وليس ضمن حكم الدول والهجمة الآن هدفها نزع ملكية الفلسطيني من أرضه، وتوطين مستوطنين في مناطق فلسطينية؛ حتى لا يبقى النقب خاصرة قاتلة لإسرائيل لأنه شبه فارغ سكانياً”.

يقاوم الفلسطينيون في النقب ضد إقامة مستوطنات فوق أرضهم، وقدموا في الأسابيع الماضية عددًا من الشهداء وعشرات المعتقلين، والمرجح أن صاعق تفجير قريب سيكون من النقب؛ لأن أهله لن يسلموا بواقع الاحتلال.

وخلال عقودٍ شهد النقب احتجاجات في 40 قرية عربية مسلوبة الاعتراف من الاحتلال ومحرومة من خدمات المياه والكهرباء والبنية التحتية في النقب الذي يشكل 14 ألفًا و230 كيلومترًا مربعًا.

ويقول غسان وشاح، أستاذ التاريخ والحضارة بالجامعة الإسلامية: إن الاحتلال اعتمد على تهويد النقب وفرض الحكم العسكري عليه وكل أرض 48 منذ النكبة بطرق سرية.

ويتابع: “الآن يمارس التهويد وفرض الحكم العسكري علنًا، ويصادر (يسلب) الأرض، لكن هناك مقاومة من أهل النقب وصدامات يومية، وبدأت تتبلور جبهات مقاومة شعبية ضد تغيير ديمغرافيا النقب، وستكون انتفاضة شاملة للنقب وأرض 48 قريباً”.

جذوة الصراع في النقب أغرت قيادات شعبية فلسطينية كي تطل برأسها من نافذة المشهد اليومي، وربما ذكرى يوم الأرض بعد أيام ستكون انطلاقة جديدة لإعلان هبّة شاملة قد تصل لثورة شعبية.

احتلال عسكري

حول الاحتلال الذي يصفه كثير من مؤسسات ودول العالم مؤخراً بأنه دولة “أبارتهايد” تمارس التفرقة العنصرية، وتحول بلدات فلسطينية عديدة إلى “نانتوستانات” معزولة وفق نسخة نازية جديدة في القرن الحادي والعشرين.

ويقول المحلل حبيب: إن “إسرائيل” بعد احتلال الضفة رفعت جزئياً الحكم العسكري عن النقب، لكنها الآن تكرر السيناريو لإحكام قبضتها بفرض إجراءات عسكرية مباشرة وأحكام عرفية ضد سكان النقب.

أقدام العسكر الإسرائيلي واظبت على العدوان في النقب من 1948-1968م، لكنها تعود الآن مجدداً لفرض ما لم تفرضه بالقوة بيمين القوة دون مراعاة حق الفلسطيني التاريخي والقانوني.

ويشير وشاح إلى أن هدف الاحتلال من تعزيز الحكم العسكري واضح، وعلى رأسه السيطرة الكاملة على الأرض؛ لأن النقب منطقة جغرافية واسعة لا يزال الفلسطيني يشكل جزءًا كبيرًا منها.

ويريد الاحتلال من تشتيت سكان النقب ومنع تواصلهم الجغرافي والديمغرافي حجب مستقبلهم ككتلة مؤثرة في أي قضية ومرحلة مثل الانتخابات والهبات الشعبية.

وشكل سكان وأرض النقب المحاذي لقطاع غزة كابوساً للاحتلال حين تفاعلوا بهبة شعبية واحتجاجات يومية في معركة سيف القدس بغزة التي انطلقت شرارتها من القدس، وأضاءت فوق النقب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات