الثلاثاء 21/مايو/2024

الذكرى الـ17 لاستشهاد القساميين عبد الله الديك ووافي الشعيبي

الذكرى الـ17 لاستشهاد القساميين عبد الله الديك ووافي الشعيبي

توافق اليوم الذكرى السنوية الـ 17 لاستشهاد المجاهدين القساميين عبد الله الديك ووافي الشعيبي، بعد أن هدم الاحتلال عليهما منزلاً كانا يتحصنان به؛ حيث رفضوا الاستسلام، وخاضوا اشتباكًا مسلحًا داميًا مع جنود الاحتلال.

عبد الله الديك

ولد الشهيد القسامي عبد الله يوسف الديك (31 عامًا) في قرية كفر الديك قضاء سلفيت عام 1974م، في أسرة ملتزمة بتعاليم ربها، ونشأ في ظروف قاسية، وكان عصاميًّا؛ حيث بدأ العمل في سن مبكر، وله من الإخوة اثنان، إضافة إلى أخت واحدة، متزوج ولديه طفلان.

بدأ مشواره في الدعوة الإسلامية مبكرًا؛ حيث تربى في موائد الإخوان، وتعرض للاعتقال مدة عام في 1993 على خلفية نشاطه في حركة حماس في الانتفاضة الأولى، وبعد خروجه من السجن بقي عبد الله جنديًّا وفيًّا في حماس إلى أن بدأت انتفاضة الأقصى.

قبل مطاردته كان يعمل مؤذنًا في مسجد البلدة الجديد، إلا أنه كان دائمًا يهيئ نفسه لرحلته الجهادية، فتركّز اهتمامه في تطوير نفسه في دراسة الكهرباء؛ حيث التحق بالعديد من الدورات، وأخذ العديد من الشهادات في مجال الكهرباء، وهو ما سخره لعمله الجهادي لاحقًا، فشكّل أبو القسّام كابوسا لدوريات الاحتلال في منطقة سلفيت.

وافي الشعيبي

ولد الشهيد القسامي وافي الشعيبي في الثاني من شباط عام 1979 في عائلة مجاهدة تتكون من سبعة إخوة وثماني أخوات، لم يكمل عامه السادس والعشرين، كانت قذائف الاحتلال أسرع إليه.

قبل أكثر من سبع سنوات من استشهاده أصبح مطلوبًا لقوات الاحتلال، وخلال تلك الفترة لم يدخر الاحتلال وسيلة للوصول إليه إلا واتبعها، ولكن دون جدوى، فكانت لديه قدرة هائلة على التخفي والاختباء، ودائما برفقة عبد الله الديك.

بدأ تفكير وافي بالعمل الوطني منذ الانتفاضة الأولى، عندما أصيب في إحدى المواجهات برصاصة في وجهه، يومها كتبت شهادته، لكنها تأخرت سنوات.

بدأت عمليات التنكيل بالعائلة تقريبا قبل ارتقائه بسنة وثلاثة أشهر عندما اعتقل وافي في قرية قراوة بني زيد أيضا، وتعرض لتعذيب قاسٍ أدى إلى كسر في يده اليسرى، وفي السجن لم يقدم له أي نوع من العلاجات، وبعد ثلاثة أشهر أُطلق سراحه، وقال له الجنود: “اذهب وتعالج في رام الله”.

بعيد الإفراج عنه بقليل، عاد الشهيد وافي لاستئناف نشاطه ضمن كتائب عز الدين القسام، كأحد القادة الميدانيين والمسؤولين عن عدة عمليات في منطقة رام الله بالتحديد، ورغم الاقتحامات المستمرة لمنزله ومنزل أقاربه، إلا أن جنود الاحتلال كانوا يعودون بالخيبة في كل مرة، ولم يتمكنوا من الإمساك به واعتقاله حتى نال الشهادة.

لحظة الشهادة

لم يكن اغتيال الشهيدين الديك والشعيبي بالصيد السهل لقوات الاحتلال، يقول أحد شهود العيان: “في ساعات الفجر الأولى ليوم الأربعاء (12-1-2005) حاصرت الآليات العسكرية منزل أحد المواطنين، وطلبت من أحد الجيران الدخول للمنزل بعد إخلائه ليتأكد من وجود أشخاص في داخله ويطلب منهم الاستسلام”.

ولما دخل وجد المجاهدين بكامل جاهزيتهما للمواجهة، ورفضا الاستسلام، وبعد خروجه اقتحم جنود الاحتلال المنزل، واندلعت معركة قاسية؛ حيث باغت وافي وعبد الله الجنود بوابل من الرصاص، مما اضطر الجنود إلى الانسحاب من المكان؛ حيث يقول أحد المواطنين إن عددًا من الجنود أخرجوا وهم جرحى بعد أن باغتتهم رصاصات قسّامية مباشرة.

وبعد ساعات من لهيب النار المتواصل هدم جنود الاحتلال المنزل على الشهيدين؛ ليلتحقا بركب طويل من الشهداء الذين عملوا معهم طيلة سنوات مضت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات