الثلاثاء 21/مايو/2024

مخيم جنين والسلطة.. مواجهات متكررة ومعالجات خاطئة

مخيم جنين والسلطة.. مواجهات متكررة ومعالجات خاطئة

مواجهات متكررة وإطلاق نار وغاز وحجارة تلخص واقع التوتر الذي تشهده الأيام الأخيرة من العلاقة بين مكونات في مخيم جنين شمال الضفة الغربية وأجهزة السلطة الأمنية.

ولا تمرّ عدة أيام دون مشهد المواجهات والتوتر الذي تتسبب به قوات أمن السلطة قرب بوابة المخيم.

وأمام وضع المتاريس والاشتباكات يتساءل مواطنون عن هذا الوضع دائم التوتر والتشويش والقلق المستمر خاصة وأنه يتخللها -حسب ما قال المواطن حسن أبو ناعسة لمراسلنا إطلاق للقنابل المسيلة للدموع التي تتسرب لمنازل المواطنين.

واعتقلت أجهزة السلطة الأمنية قبل أيام ثلاثة شبان من المخيم خلال وجودهم في بقالة أعقبها موجة من المواجهات بين الأمن والشبان في المنطقة الواقعة بين مقر المقاطعة ومدخل المخيم.

وفي حين يطالب الشبان بوقف الملاحقات والاعتقالات تتصيد الأجهزة الأمنية مطلوبيها بطرق مختلفة.

وتشير مصادر مطلعة في مخيم جنين لمراسلنا إلى أن أسباب المواجهات متعددة، ولكنها جميعا تعود لتوجهات خاطئة في معالجة الملف الأمني في حين يختلط أحيانا الجنائي بالسياسي وتغيب لغة الحوار.

وبحسب مصدر لمراسلنا؛ لم يبق شاب تقريبا لم يتعرض للاستجواب أو الاعتقال على خلفيات مرتبطة بالتعبير عن موقف ناقد أو رافض لتوجهات السلطة.

وهو ما أوجد حالة من الفجوة النفسية بين الشبان والمؤسسة الأمنية. في المقابل فإن تراخيا مقصودا في ملاحقة مثيري الفلتان الأمني لا يوجد لها تفسير بين عامة الناس.

وتؤكد المصادر لمراسلنا أن الحالة لا تستهدف تنظيما بعينه؛ فكوادر من حركة فتح تلاحق كما عناصر حركتي الجهاد وحماس، ويشكلون العدد الأكبر من المعتقلين والمستجوبين بمن فيهم من يرحّلون إلى سجن أريحا.

ويعدّ المواطن أمجد السعدي في حديث لمراسلنا أن علاقة الاشتباك والمواجهات ليست مرضية، ولكنها تعبير عن أزمة معالجة ملفات وأزمة ثقة، وشعور بالانتقائية في التعامل مع الحالة الأمنية سواء في المخيم أو جنين أو مختلف المناطق.

كما يشير تتبع حالات المواجهات والاشتباكات التي تتم بين الشبان وعناصر الأمن إلى توجهات مختلفة وأحيانا متناقضة بين مجموعات تعترض على اعتقالات لأصدقاء يعدّون أنهم يتعرضون للظلم، وبين حالة نقيضة من مسلحين يقودون الفلتان وتجار السلاح ممن يهاجمون مقر المقاطعة بالرشاشات في حال اعتقل أحدهم أو صودرت له قطعة سلاح.

ويتساءل كثيرون تبعا لذلك عن مفارقات في استخدام الأمن للقوة في حالات ملاحقة في المخيم والتراخي المقصود في التعامل مع أطراف أخرى تثير المشاكل ولها نفوذ ويعدّ استهدافها مطلبا شعبيا، في حين لا يتم ذلك، وبين حالة ثالثة مرتبطة بحالة الاستباحة الشاملة للاحتلال والتي لا يتصدى لها أي من هذه الأطراف.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات