الثلاثاء 21/مايو/2024

في ذكرى رحيل عرفات.. السم والترياق كانا بأيدي أمريكا وإسرائيل

يوسف شرقاوي

يعدّ مركز ساوث ويسترن الطبي بجامعة تكساس الأمريكية أول وأرقى المراكز الطبية والبيولوجية في أمريكا، إن لم يكن الأول والأرقى في العالم أيضا.

 فقد توصل الباحثون في المركز المذكور إلى لقاح مضاد لمادة (ريسين، RIACIN) السامة وإمكانية استخدام تلك المادة لمكافحة السرطان وهذه المادة المستخرجة من بذر نبات الخروع، تعدّ سلاحا حيويا قويا، وكذلك تعد المادة الأولى على سلم المواد الخطرة لمراكز الوقاية ومكافحة أمراض السرطان.

وتمتاز تلك المادة بخطورتها لسهولة تحضيرها والاحتفاظ بها لأن بذور الخروع متوفرة بكثرة وفي متناول اليد ولا يحتاج استخراج السم منها إلا إلى طحن البذور بعد تجفيفها.

وقد استخدمت تلك البذور والسموم المستخرجة منها في أعمال القتل، نظراً لسهولة الحصول عليها وتحضيرها واستخدامها، وإمكانية دسها في الطعام والشراب، أو تصنيعها على شكل مواد تجميل، ومواد تعقيم، وكذلك في معاجين الأسنان إذ يجري حقن المعاجين بدقة فائقة لكي لا تثير أي نوع من الشك من قبل مستخدمها.

وتلك المادة تذوب بسرعة مذهلة في الجسم، ولا يمكن كشفها مبكرا، وكمية قليلة منها كافية لقتل الإنسان.

 والخطورة في أن أعراضها غامضه جداً ومربكة، نظراً لأن أعراضها لا تختلف أبداً عن أعراض الانفلوانزا من حيث التشخيص، ولكن خطورة مفاعيلها على الجسم في قصر مدتها للفتك بالإنسان.

إنّ تلك المادة وظيفتها تدمير العضيات التي تفرز البروتينات في الخلايا، مما يؤدي إلى تعطيل وتدمير أعضاء الجسم بدون أن تترك أي أثر في الجسم.

وعودة على بدء، فإن مركز ساوث ويسترن الطبي، بجامعة تكساس الأمريكية يمتلك الترياق المضاد لحالات التسمم بتلك المادة لأن الباحثون في ذلك المركز نجحوا في تحضير مادة تحافظ على خلايا الجسم بعيدة التلف والتدمير، وجربت على الفئران وتثبت نجاعتها في عدم التأثير على خلايا الجسم والشفاء منها تماما.

إن المادة المستخرجة من بذور الخروع تتسرب إلى الجسم بواسطة مسام التذوق الأمامية في اللسان، وتسبب تكسراً لصفائح الدم، مما يؤدي إلى تلف في الأعضاء الرئيسية في الجسم وخاصة خلايا الدماغ.

“إسرائيل” تمتلك وحدات بحوث خاصة في كل من جامعة حيفا وجامعة هداسا، وكذلك تمتلك مركزا في مدينة بئر السبع تابع لجهاز الموساد الإسرائيلي، مشابهة لمركز ساوث ويسترن الطبي، بجامعة تكساس الأمريكية، وتقوم تلك الوحدات بتطوير واختبار كافة أنواع السموم.
 
 مما سلف، هنالك استنتاج بأن “إسرائيل” هي من اغتالت الرئيس ياسر عرفات، بتسريب المادة السامة السالف ذكرها إلى جسده، مما أدى إلى تكسير مستمر لصفائح الدم في جسده، مما أدى إلى إتلاف خلايا جسده تدريجيًّا وصولاً إلى خلايا دماغه.

“إسرائيل” لا يمكن أن تقدم بواسطة أحد عملائها على دس السم للرئيس عرفات إلا إذا كانت متيقنة 100% أنها ستخرج من عملية الاغتيال نظيفة وبريئة كبرائة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام. وعدم ترك أثر لبصماتها على تلك الجريمة.

كذلك من المستحيل بمكان، أن نغتال الرئيس عرفات بالطرق التقليدية، كالقصف بالطائرات أو بإطلاق الرصاص عليه بواسطة قناص محترف، خوفاً من أن تفتح الباب على مصراعيه لدورة عنف قد تطول لسنوات.

الرئيس عرفات دس له السم على فترات، وبكميات محدده وبانتظام، أدى ذلك إلى تغيير في تركيبة دمه وسببت له تكسيراً مستمراً وسريعاً لصفائح دمه، حتى إن الأطباء فشلوا في ضخ الدم إلى جسده أكثر من مرة.

هناك ثلاث حالات مشابهة لحالة تسمم الرئيس عرفات.

_  عالم علم النفس والاجتماع، المناضل الأمني فرانز فانون

_ الدكتور وديع حداد، أحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومسؤول الفرع الخارجي فيها.

 _ الرئيس الجزائري الأسبق، هواري بو مدين.

 حيث دس لهم السم بطريقة ما، أدى إلى ابيضاض دمهم لاحقا نتيجة لشدة تأثير هذا السم على كافة خلايا الجسم.
 
 أخيراً كان من المستبعد أن يتضمن التقرير الطبي النهائي  الذي سلمه المستشفى لأسرة الرئيس عرفات السبب الحقيقي الذي أدى إلى وفاته، لأن الجانب الفرنسي لا يرغب في إتهام “إسرائيل” إتهاماً مباشراً أو غير مباشر، وتحميلها مسؤولية اغتيال الرئيس عرفات.

 إلا أن الزمن هو وحده الكفيل بكشف الحقيقة.

 لم يبق لنا إلا أن نقول: إن الزمن وحده هو الكفيل بكشف حقيقة اغتياله، وأن السم والترياق كانا من إنتاج أمريكا و”إسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات