الثلاثاء 21/مايو/2024

كيف تفاعل الشارع العربي إعلاميا مع قضية أسرى نفق الحرية؟

كيف تفاعل الشارع العربي إعلاميا مع قضية أسرى نفق الحرية؟

حظيت قضية انتزاع ستة أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال حريتهم، بتفاعل عربي واسع على منصات التواصل الاجتماعي؛ الأمر الذي “شكل حالة إلهام وتعزيز للالتفاف الجماهيري تجاه القضية الفلسطينية عربيًّا ودوليًّا”، بحسب وصف مراقبين.

وازدحمت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف التغريدات والمنشورات والصور والفيديوهات، عبر العديد من “الوسوم”، وتصدرت المراتب الأولى في “الترند” لأيام عديدة.

المستقبل لنا

وغرّد النائب السابق بمجلس الأمة الكويتي، ناصر الدويلة، على حسابه في “تويتر”، أن “العملية رسالة إلى الصهاينة المغتصبين لفلسطين، أن أيام الاحتلال كما ترونها باتت معدودة، وأن دولتكم بائسة وهشة ومرعوبة، والمستقبل لنا”.

وأضاف موجهًا حديثه للإسرائيليين: “الأنظمة العربية لن تمنحكم الأمان، ولن تبقى لكم أيضا، فالمسألة مسألة وقت، لكنه وقت قصير هذه المرة، فعودوا من حيث أتيتم سالمين قبل أن نستضيفكم في جلبوع”.

وتحت وسم “#نفق_الحرية”، قال الناشط اللبناني، مجد طه: “عملية جلبوع ستبقى حكاية يرويها الآباء للأبناء.. عن ستة أساطير كسروا أغلال ورؤوس أعدائهم، وخرجوا من الظلمات إلى النور، وحطموا خزعبلات الجيش الإسرائيلي القوي الذي لا يهزم”.

وتفاعلًا مع وسم “#جنين”، قال الناشط الأردني، علي الفارس، متحدثًا عن الأسرى: إنهم “كسروا القيود، وأذلوا السجان، وحفروا في قلب الأرض، والتحفوا السماء، وكان فجر الحرية المؤقت”.

وأضاف: “خرجوا في نزهة ليشتموا رائحة فلسطين، زيتونها وليمونها وترابها الطاهر، ثم عادوا مرفوعي الرأس، ولهم موعدٌ جديد مع التحرير والعيد، فلا فناء لثائرٍ”.  

 وعلق الإعلامي خليل نصر الله، تحت الوسم نفسه، حول اعتقال آخر أسيرين: “أن يصلا إلى جنين (..) ضربة للعدو، وهذا الإنجاز سيكون محل تحليل لديه، وسيحاول إظهار الأمر كنصرٍ له، وهو يعلم أنه أخفق على مدار أسبوعين”.

حالة إلهام
وقال رئيس الدائرة الإعلامية في حركة “حماس”، هشام قاسم: “لا شك أن هذه العملية البطولية شكلت حالة من الإلهام لكل الشارع الفلسطيني والعربي، بما حملته من بطولة وإصرار، وما رسخته من سعي الفلسطيني الدؤوب لامتلاك حريته واستعادة حقوقه”.

وأوضح “قاسم” في تصريحات إعلامية، إن “هذا الأمر عبرت عنه الشعوب العربية عامةً ونخبها خاصةً، من خلال مظاهر التضامن والأعمال الإبداعية المتنوعة، وهو ما يعد تعبيرًا عن توقِنا جميعًا للحرية”.

وأشاد بحالة التفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي مع الأسرى الستة، ووصفها بـ”الفريدة والمتميزة، وقد برهنت أن القضية الفلسطينية لا زالت حية في نفوس أبنائها، رغم محاولات كيّ الوعي وفرض التطبيع، إلا أن الهبة الإلكترونية المناصرة للأسرى، أثبت أن إرداة الشعوب عصيّة على الانكسار”.  

وأشار “قاسم” إلى أهمية الدور الإعلامي بمختلف أشكاله ومنابره، و”تكمن في تشكيل حالة الوعي وتعزيز الالتفاف الجماهيري عربيًّا ودوليًّا”، فضلاً عن الالتفاف الفلسطيني حول الحركة الوطنية الفلسطينية، وحالة المقاومة الفذة التي يقوم بها شعبنا الفلسطيني، والتي “عبر عنها هؤلاء الأبطال الستة بتمريغهم أنف الاحتلال، وكسر هيبة منظومته الأمنية وإجراءاته الإجرامية”.

وشدد مسؤول الإعلام في حركة “حماس” بالخارج على أن التفاعل الشعبي إعلاميا مع قضية الأسرى “كان أكثر نجاعة وفعالية من مجمل إعلام المؤسسات الداعمة لحقوق الأسرى وللرواية الفلسطينية للصراع”.

وأشار إلى أن “الجماهير أكثر اندفاعا للتعبير عن مشاعرها بدون أي حسابات مؤسسية.. هذا ملأ الفضاء الإعلامي بعبارات تأييد ملهمة كشفت عن تجذّر فلسطين في الوجدان العربي”، وفق قوله.

ملف للأمة جمعاء
وقال عضو نقابة الصحفيين الأردنيين، ورئيس تحرير موقع “جو 24” باسل العكور: إن “كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية جزء من تكوين الأمة جمعاء”.

وأضاف: “أردنيًّا، جرى التعامل مع ملف الأسرى على أنه أحد أهم الانتصارات الوطنية التي تحققها المقاومة الفلسطينية، بانتصار إرادة الأسير واستطاعته التحرر من قيد وقضبان المحتل، وهو ما يعد قصة أسطورية تاريخية سترويها الأجيال”.

وتابع: “العملية كانت من أهم الاختراقات المعنوية، وتعاملت الشعوب معها كمؤشر على أن إرادة الشعب الفلسطيني ستنتصر بالمحصلة، وعزيمة الحق والحقيقة ستهزم جبروت الباطل ووحشيته، في معركة الحرية والاستقلال واستعادة مقدساتنا”.

وحول دور الإعلام، قال العكور: “الإعلام النظيف يعكس الحالة، وهو مرآة لنبض الناس، والإعلام الأردني ربما زاد عن غيره في متابعة هذا الملف لحظة بلحظة؛ لكون البلدين بحالة توأمة تاريخية”.

وأشار إلى أن الإعلام “صوّر الحالة، ونقل للناس التفاصيل المتعلقة بعملية التحرر، وساهم بخلق حالة من التفاعل الشعبي مع هذا المنجز”.

وبيّن دور الإعلام العربي بتبديد ودحض الرواية الصهيونية “التي حاولت أن تقلل من شأن العملية وأن تضلل الناس، فكان  بالمرصاد لدعاية الاحتلال المثبطة والقاتلة للأمل في قلوبهم، وصنع رأيًا عامًّا وداعمًا ومحتفلًا”.

وختم العكور بقوله: إن “الإعلام في متابعة ملف أسرى جلبوع الستة، لعب دورًا محوريًّا، واستطاع أن يبين حجم التضامن والتعطش لأي انتصار يحققه الأشقاء في فلسطين، الذين يدفعون ثمنًا باهظًا دفاعًا عن مقدساتنا وأعراضنا وأهلنا في فلسطين المحتلة”.

وفي 6 أيلول/ سبتمبر الجاري، نجح الأسرى الستة بانتزاع حريتهم من زنزانتهم إلى خارج السجن عبر نفق، قبل أن يعيد الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم جميعا في أوقات لاحقة.

المصدر: وكالة قدس برس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات