الثلاثاء 21/مايو/2024

فلسطين أولًا

د. يوسف رزقة

المقاومة الفلسطينية تحضر حفل تنصيب رئيسي رئيسًا للوزراء. إسماعيل هنية، وزياد النخالة جلسا في الصف الأول لكبار الزوار، وجلس خلفهما ممثل الاتحاد الأوروبي، هذا بحسب ما نقلته وسائل الإعلام. دلالة ذلك الإجراء أن إيران لا تقدم ضيوف الغرب على المقاومة الفلسطينية. رسالة الشكر التي قدمتها المقاومة لإيران بعد حرب سيف القدس وجدت ترجمة لها إيجابيًّا في هذا الاحتفال، الذي أكد استمرار وقوف إيران مع المقاومة والشعب الفلسطيني.

زيارة المقاومة الفلسطينية وحضور احتفال الترسيم يحملان رسالة فلسطينية قوية في تأييد إيران في هذه الأجواء المضطربة والتي تحمل نذر عدوان قادم على إيران. الزيارة تحمل رسالة أيضًا تتحدى الأطراف التي تنزعج من علاقة المقاومة الفلسطينية مع إيران، والتي تطالب المقاومة بفك العلاقة مع إيران؟!

الذين يطالبون بفك العلاقة مع إيران يتخذون من هذه القضية لتغطية عداواتهم العميقة للمقاومة الفلسطينية، واتخاذ القضية شماعة أمام شعوبهم العربية التي تؤيد المقاومة. الخليج يتحدث كثيرًا في الخلافات العقدية، أما هم فلا يلتزمون مقتضيات العقيدة في معاملاتهم مع شعوبهم، وفي معاملاتهم الخارجية. المقاومة الفلسطينية لا تبحث في المذاهب وخلافات الرأي والمذهب، وهمها هو البحث في طرق الحصول على دعم لقضيتهم الفلسطينية، ودعم المقاومة.

في الوقت الذي تبحث المقاومة عن معززات الوجود والتقدم في نكاية العدو، نجد السلطة الفلسطينية تتجه نحو لقاءات تطبيع مع حكومة بينيت الاستيطانية، الأمر الذي يعني أن الحالة الفلسطينية تعيش الانقسام بأبعاده المختلفة، وحالة الانقسام هذه هي شكل من الحالة المرضية المزمنة التي نشأت باتفاق أوسلو.

بين التطبيع والمقاومة سنوات طويلة من التباعد، وآفاق أبعد من الفكر. الشعب الفلسطيني يقف على هذه الاختلافات بشمل جيد، وسيجد عاجلًا أو آجلًا حلًّا مناسبًا يقوم على فكرة الوطنية الفلسطينية الراسخة في أعماق الفلسطيني حيثما كان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات