الثلاثاء 21/مايو/2024

صفاء البرغوثي.. المريول الطبي هدية والدها الأسير أمير الظل

صفاء البرغوثي.. المريول الطبي هدية والدها الأسير أمير الظل

سنوات طفولة صفاء عبد الله البرغوثي مرت سنة تلو والأخرى، دون أن تحتضن والدها الأسير حضناً دافئاً؛ لتكون قضبان السجن الحائل المادي أمام ذاك الحضن، إلا أن المشاعر بينهما لم تنقطع، فدعوات الأب تواصلت وحنين البنت لأبيها “أمير الظل” لم ينقطع.  

وأمام تلك المشاعر الإنسانية، حان وقت اللقاء القصير لدقائق، لتصل صفاء هدية ثمينة وهي في مرحلتها الإعدادية، وبالتحديد في صفها السابع، الهدية التي كتب عليها والدها من قلب زنازين الاحتلال كلمتين كبيرتين هما “الدكتورة صفاء”.  

بقلب امتلاً حباً للأب، استقبلت الطفلة صفاء الهدية، وعملت طيلة سنوات دراستها على وضع قدمها على أولى درجات السلم لتحقيق هدف والدها، وصولاً إلى حصولها في دراستها الثانوية العامة على معدل 98.3% في الفرع العلمي.  

وبفرحة عارمة رُسمت على محيا والدة صفاء، أكدت لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن يوم نجاح ابنتها صفاء من أسعد أيام حياتها، قائلة: “اليوم أسعد أيام حياتي، وإن شاء الله يتكلل هذا الفرح بفرحة طلوع وتحرر زوجي عبدالله”.  

وأضافت سمر البرغوثي: “فرحتنا فرحة لا توصف، ونتمنى أن نتذوق فرحة وطعم الحرية لزوجي وكل الأسرى، وفرحة الحرية هي الفرحة والانتصار الأكبر”.  

وأوضحت أن زوجها أهدى ابنته صفاء مريولاً طبياً مع سماعة تجسد سماعة الأطباء، ليكون أمنيته بأن تصبح ابنته طبيبة بعد تفوقها في الثانوية العامة”.  

ومن قلب العاصمة الأردنية عمّان، بعد 11 عاماً من منع الاحتلال سفرهم للقاء عائلتهم، أكدت أم أسامة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن فرحتها داخل الوطن هي الأجمل، وستتكلل بتحرر زوجها ونجاح أبنائها في دراستهم.  

فرحة لا توصف  

أما صفاء، فقد عبرت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن فرحتها، وغمرها بتلك الفرحة التي قالت عنها “لا توصف”.  

وأضافت: “أهدي نجاحي لوالدي ولكل الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال”، مؤكدة على استمرارها في تحقيق أمنية والدها في لبس المريول والروب الطبي رسميًّا بعد دراستها الجامعية وتخرجها من تخصص الطب.  

وأردفت صفاء بالقول في رسالة إلى والدها الأسير: “أنا يا بابا فخورة فيك كتير، وأهدي هذا النجاح لك، وأنا حققت حلمك، ومستمرة حتى تحقيق باقي الأهداف والأحلام سويًّا برفقتك”.  

وتابعت بقلب يشتاق لوالدها: “بحبك يا بابا كتير، ومشتاقة لك كثيراً، وإن شاء الله نشوفك عن قريب، وبنرفع رأسك عالياً”.  

بطاقة أسير  

والأسير الفلسطيني عبد الله غالب عبد الله البرغوثي، هو صاحب أعلى حكم في العالم؛ حيث صدر في حقه 67 حكماً بالسجن المؤبد، ويدخل عامه الثامن عشر في سجون الاحتلال الإسرائيلي.  

تم اعتقال الأسير “البرغوثي” في الخامس من آذار/مارس 2003، حيث قامت الوحدات الخاصة الإسرائيلية باختطافه من أمام مستشفى بـ “رام الله” أثناء معالجة ابنته الصغيرة، التي تركها الاحتلال في الشارع بعد اختطاف والدها، بحسب الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات الباحث رياض الأشقر.  

وتعرّض البرغوثي للتعذيب الشديد والقاسي 6 أشهر كاملة، ووجّه الاحتلال إليه تُهماً، حول مسؤوليتهِ عن العديد من العمليات الاستشهادية، التي قتلت عشرات الجنود والمستوطنين.  

وضِع  في زنزانَة انفرادية، في سجن أوهلى كيدار، منذ اعتقاله، ولم يخرج منه إلا بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه الأسرى، جرّاء إضرابٍ عن الطعام دام 28 يوماً في نيسان/أبريل عام 2012 أدى إلى إخراج جميع المعزولين.  

وكانت حكومة الاحتلال رفضت إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الجندي شاليط، بدعوى اتهامه بأنه يقف خلف العديد من العمليات الموجعة للاحتلال، والتي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات.  

أبرز العمليات التي قام بها: عملية الجامعة العبرية، ومقهى “مومنت”، والنادي الليلي في مغتصبة “ريشون لتسيون” قرب “تل أبيب” وقتل فيها نحو 35 مستوطناً، وجرح 370 آخرين، كما اتهمته سلطات الاحتلال بإدخال عبوات ناسفة إلى شركة غاز رئيسية في مدينة القدس المحتلة، وكان مجموع القتلى في العمليات التي اتهم بها البرغوثي نحو 66 قتيلاً وأكثر من 500 جريح.  

وكان الأسير خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لأكثر من 100 يوم عام 2014 مع عدد من الأسرى الأردنيين للمطالبة بتحسين شروط اعتقالهم، والسماح لذويهم بزيارتهم، وتعرّض حينها لمشاكل صحية صعبة، لا يزال يعاني من آثارها إلى الآن.  

ألّف البرغوثي عدة كتب داخل سجنه بينها  “أمير الظل- اعدام ميت – مهندس على الطريق” تحدث فيها عن قصة حياته وكفاحه ضد الاحتلال والعمليات التي نفذها.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات