وفاء أبو النجا.. حققت التفوق رغم استهداف منزلها وكسرت قواعد التحدي

من رحم المعاناة يولد النجاح، ومن يكابد السهر والتعب يحصد التفوق ويحقق حلمه الذي طالما راوده، ويجني ثمار ما زرعه.

ظروف استثنائية صعبة عايشتها بطلة حكايتنا، إلا أنها حققت المعادلة الصعبة، واستطاعت بصبرها ومثابرتها واجتهادها أن تتفوق وتحجز لها مكانًا مرموقًا في صفوف الأوائل والمتفوقين.

كسرت الطالبة المتفوقة، وفاء أمجد ابو النجا، كل قواعد التحدي التي تقف في طريق ووجه الطالب الغزي المنهك من الحصار والدمار والعدوان وجائحة كورونا، لتسطر اسمها في لوحة شرف متفوقي الثانوية العامة للعام 2021، لتحصل على معدل 99.1 في الفرع العلمي.

وتعرضت المتفوقة وفاء -وفق حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“- إلى معاناة كبيرة خلال الشهر الأخير من دراستها الثانوية العامة، فقدت خلالها منزلها الذي تعرض لقصف قوات الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

nullتحت الركام

كالعنقاء من تحت الرماد خرجت أبو النجا من رحم المعاناة، وثابرت وواصلت مسيرة التفوق، وأصرت على الاجتهاد وأن تصل إلى هدفها.

وتقول عن معاناتها خلال العدوان: “ذهبت إلى منزلنا المهدد خلال الحرب، واستطعت إخراج جزءًا من الكتب والملخصات المهمة التي تساعدني على اجتياز المحنة والوصول لهدفي”.

وأضافت: “بعد أن استقر بي المقام في منزلنا الحالي المؤجر، بدأت بتنظيم وقتي ومحاولة نسيان ما يحصل من مشتتات، والاستفادة من خبرات السنوات السابقة، وبحمد الله أنني تفوقت ورفعت رأسي أهلي”.

وتلفت أبو النجا إلى أن منزلها المقصوف ليس الأول، وإنما البيت الرابع الذي يستهدفه الاحتلال خلال سنوات حياتها، إضافة إلى أن لها أخًا شهيدًا في مسيرات العودة، “ياسر أبو النجا”، الذي أهدت هذا النجاح لروحه الطاهرة ولجميع الشهداء.

أمنيات وأمل

وقالت: “من رحم المعاناة يولد الإبداع والإنجاز، وكلما يصير معنا معاناة، فإننا نزداد قوة، ونصرُّ على تحقيق أهدافنا”.

وتمنت أن تأتي نتائج الثانوية العامة العام المقبل، وقد تحققت أماني شعبنا بالوحدة وتحرير أسراه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وتتنوع القصص والحكايات في قطاع غزة المحاصر من أبطال استطاعوا خوض غمار الصعاب، وعاشوا واقعا مريرا وصعبا، ليحققوا التفوق والنجاح، ويدخلوا الفرحة إلى قلوبهم وقلوب ذويهم وأحبابهم.