حماس والمبادئ
قد يضجر البعض ويشعر بالصخب أحيانًا نتيجة ضيق العيش، وقلة ذات اليد، وضعف الموارد، وقد يعزو البعض ما نحن فيه من أوضاع صعبة إلى حركة حماس نتيجة تمسكها بالثوابت التي نادت بها جميع الفصائل الفلسطينية في السابق، ولا يزال ينادي بها البعض منها حتى الآن.
صحيح الأوضاع المعيشية للمواطنين صعبة في غزة، وذلك نتيجة الحصار الظالم الذي يفرضه الاحتلال على القطاع منذ ما يزيد على خمسة عشر عامًا، لكون المحتل لم يتصور أن ينتخب الشعب الفلسطيني من يمثله من الذين ينادون بالتمسك بفلسطين وعدم الاعتراف بشرعية المحتل أو حتى الاعتراف بمبدأ التفاوض معه، ويؤمنون بالمقاومة السبيل الوحيد لتحرير فلسطين ونيل الحقوق المسلوبة.
لذا يذهب المحتل وبتواطؤ من جميع الأنظمة والدول والشخصيات التي تسبح في فلك المحتل، وتربط مصيرها معه إلى معاقبة المواطنين كافة داخل القطاع من خلال منع المواد الأساسية عنه، وإغلاق المعابر والحرمان من أبسط الحقوق الآدمية التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان، وهذا في مشهد أمام العالم أجمع وأمام من ينادون ليل نهار بالحريات والحقوق المدنية.
وفي المقابل قد يظن البعض أن حركة حماس لو تنازلت قليلًا، واعترفت بشروط الرباعية، ودخلت دوامة السلام ستفتح أمامها الدنيا، وسيمنحها المحتل دولة وسيادة، وكأن ما يحدث في الضفة المحتلة عنا ببعيد، فهناك حكومة تعترف بكل شروط المحتل، وتنسق معه إلى ما لا نهاية، والنتيجة أكثر من ستمئة حاجز، وجميعنا يعرف جيدًا في غزة ماذا يعني الحاجز من إذلال ومهانة للمواطن وانتهاك لآدميته، وتعطيل حياة الناس، عدا عن التوغلات اليومية لقوات الاحتلال في جميع مدن وقرى وأحياء الضفة، وما يصاحب كل توغل من اعتقالات وإطلاق نار على الآمنين وترويع المواطنين، وليس هذا عنا ببعيد قبل انسحاب الاحتلال من داخل مستوطنات قطاع غزة في عام 2005م.
والنتيجة يلخصها أحد الأصدقاء في الضفة عندما قال لي: أنتم في غزة تعانون قلة المواد والاحتياجات نتيجة الحصار، لكن حياتكم أفضل من عندنا بكثير لأن المحتل لم يخرج من الضفة، ويمارس إذلالًا للمواطن على مدار الساعة من خلال الحواجز والتوغلات والاعتقالات اليومية، ويضيف: إننا نصبر على الحصار ولكن لا نستطيع الصبر على المساس بكرامتنا.
لذا لا خيار أمامنا كشعب فلسطيني سوى التمسك بثوابتنا وعدم التفريط في حقوقنا والعمل على استرجاعها مهما كلف ذلك من صبر وتضحيات لأننا أمام عدو لا يفهم سوى لغة واحدة وهي: “ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الدويري: المقاومة بغزة تقول للاحتلال لا يوجد من يستطيع ليّ ذراعنا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس لم تستعد قوتها...
الأوقاف الإسلامية تدين الانتهاكات الصهيونية غير المسبوقة بحق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أدان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس "بأشد العبارات، ما جنحت إليه مجموعات المتطرفين اليهود...
مسيرة العودة في ذكرى النكبة الـ76: لغزة الحرية
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام شارك آلاف الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948 ، اليوم الثلاثاء 14 أيار/ مايو في مسيرة حاشدة اتجهت إلى...
العدل الدولية تحدد موعدًا لجلسات طلب تدابير إضافية ضد إسرائيل
لاهاي – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت محكمة العدل الدولية، الثلاثاء، أنها تعقد جلسات استماع الخميس والجمعة المقبلين، للنظر بطلب جنوب إفريقيا اتخاذ...
أبو زهري: لا معنى لعقد أي اتفاق مع الاحتلال دون وقف إطلاق النار
اسطنبول – المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس سامي أبو زهري أنه "لا معنى لعقد أي اتفاق مع الاحتلال ما لم يلتزم بوقف...
في ذكرى النكبة.. حتى النزوح لم يعد ممكناً
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تمرّ هذه الأيام ذكرى النكبة الفلسطينية التي وقعت عام 1948، في الوقت الذي يعيش فيه أهل غزة نكبة جديدة، أو هكذا أراد...
جبال غزة.. كليب حماسي جديد لجوقة القسام واحتفالٌ واسعٌ بمواقع التواصل
رصد – المركز الفلسطيني للإعلام من وسط الركام والعدوان المتواصل على غزة منذ 221 يومًا، أطلقت الجوقة العسكرية لكتائب القسام الكليب الجديد "جبال غزة"،...