الثلاثاء 21/مايو/2024

الماشية بالضفة الغربية…تناقص مستمر بسبب الاحتلال

الماشية بالضفة الغربية…تناقص مستمر بسبب الاحتلال

لم تعد قطعان الماشية بتلك الأعداد التي كانت عليها منذ أكثر من عقد من الزمن، فهي تتناقص عاما بعد عام بفعل إجراءات الاحتلال التي باتت تتنبه لأهمية البدو في حماية الأراضي من الاستيطان، ولارتباط البدو بالماشية؛ فإن القضاء على الماشية يعني القضاء على البدو.

يقول محمد الجهالين من بدو ضواحي القدس لمراسلنا: لم يعد اليوم في ضواحي القدس أكثر من عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف رأس غنم، علما أنها كانت تضاهي السبعين ألف رأس في السابق.

وأضاف: ساهم تقلص المراعي نتيجة المستوطنات، وملاحقة الرعاة في الجبال، وحظر دخولهم مناطق كثيرة، في إجبار البدو على التخلي عن أعداد كبيرة من قطعان الماشية لديهم، فمن كان لديه ألف رأس أصبح بالكاد لديه 200، وبعضهم هجر تربية المواشي.

ولاحظ الجهالين كما سكان المنطقة، أن استهداف الماشية من الاحتلال في ضواحي القدس والأغوار واضح وممنهج، مشيرا إلى أنه وقبل سنوات تنبهوا إلى أن تجارا إسرائيليين للماشية يشترون أغنامهم بكميات كبيرة وبأسعار مرتفعة، وبعد فترة سمعوا من أحد هؤلاء التجار قوله: لن نبقي رأس ماشية هنا، فاكتشفوا أن شراء الأغنام من بدو ضواحي القدس لا يتم وفق العرض والطلب؛ بل هي ممنهجة لتقليص أعداد الماشية في إطار تحجيم البدو في الجبال، فتوقفوا عن بيعهم.

يعد البدو جبهة متقدمة في مواجهة الاستيطان ومخططاته في قضم الأراضي في مناطق عديدة، سيما في الأغوار فيما تعد الماشية سلاحهم، وعبثا يستخدم جنود الاحتلال والمستوطنين قوتهم في منعهم من الرعي في الجبال والسفوح والوديان والسهول التي تشكل مطامع للمستوطنين، ويعدها البدو مضارب لهم، لذلك لجأ إلى ضرب وجودهم من خلال استهداف المواشي.

يقول عيد بشارات، من يرزا في الأغوار، لمراسلنا حول ذلك: تقلصت أعداد الماشية بشكل كبير، فالاحتلال سيطر على عيون المياه، ما حرمنا مصدر سقاية الماشية، كما منعنا المراعي، فكل راعٍ يضبط في المناطق المصنفة محمية طبيعية تحتجز أغنامه، ويغرم مبلغا عن كل رأس غنم، إضافة إلى التعرض للضرب والتنكيل من المستوطنين.

وأشار إلى أن نقل الماء بالصهاريج مكلف جدًّا، كما أنه ملاحق من الاحتلال؛ ما اضطر كثيرين للتخلص من قطعان الماشية لديهم لعدم القدرة على إطعامها وسقايتها.

وتبلغ مساحة الأراضي التي يمكن عدِّها مراعي 2.02 مليون دونم، تشكل (28%) من مساحة الضفة الغربية، توجد 69% منها في المنحدرات الشرقية في الأغوار؛ أما المتاح للرعي من هذه المراعي فهو 700 ألف دونم فقط،  كما التهم جدار الفصل العنصري (318804) دونمات من مساحة المراعي؛ أي ما نسبته 19% من مجموع مساحة المراعي في الضفة الغربية.

ويعد علي أبو جيش، من فروش بيت دجن في الأغوار، لمراسلنا أن عوامل أخرى قلصت أعداد الماشية في فلسطين، ومنها فروش بيت دجن التي خسرت أكثر من ثلث حجم الماشية لديها بسبب تضييق الاحتلال على المراعي، إضافة إلى أن هذه المضايقات جعلت تربية المواشي غير مجدية، فعزف عنها الشباب لصالح العمل في الداخل.

ويستعرض عبد الرحيم دراغمة من وادي المالح معاناته اليومية من مستوطن يجوب على دراجته النارية المنطقة يوميا ويطرد الرعاة، فيما يعد أن أي مكان تصل إليه بقراته هو له، ويمنع لأي كان دخوله، حيث نتعرض للضرب وإزهاق أرواح الماشية والمطاردة في السفوح يوميا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات