الثلاثاء 21/مايو/2024

اقتحام الأقصى.. هل تلعب إسرائيل بالنار مجدداً؟!

اقتحام الأقصى.. هل تلعب إسرائيل بالنار مجدداً؟!

أعادت قطعان المستوطنين الصهاينة، فجر اليوم الأحد، اقتحام باحات المسجد الأقصى وسط حراسة وحماية مشدّدة من شرطة الاحتلال بالقدس المحتلة، عقب اقتحامه من قوات الاحتلال التي اعتدت بوحشية مباشرة على المصلين والمرابطين.

وأفادت المرابطة هنادي حلواني لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ أعضاء حاليين وسابقين في الكنيست الصهيوني قادوا اقتحامات الأقصى صباح اليوم؛ أبرزهم عميحاي شيكلي من حزب يمينا الحاكم الذي يرأسه نفتالي بينيت؛ والعضوان السابقان شولي موعالم من البيت اليهودي والحاخام يهودا غليك الذي دخل الكنيست على قائمة الليكود.

وأوضحت حلواني، أنّ قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المطاطي على المرابطين داخل المسجد الأقصى، مؤكّدة استمرار تلك الاقتحامات حتى اللحظة”.

وقالت المرابطة الفلسطينية: “الاحتلال يعيد تصعيد عدوانه على المسجد الأقصى بتدرجٍ وثبات؛ والأقصى ما زال عنوانه المركزي المستهدف، ولكن رغم التضييق ومحاولة سيطرة الاحتلال، فإنّ عشرات المصلين تمكنوا من الوصول لساحات المسجد الأقصى بالتكبير والتهليل”.

عجز ونقص

بدوره؛ قال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، إن إطلاق الاحتلال العنان لقطعان مستوطنيه الضالّة لا يعكس حالة سيطرة و”سيادة”، وإنّما هو تعبير عن عجز ونقص يحاول الاحتلال ترقيعه، بعد أن واجهه شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتل وغزة العزة ببسالة أثبتت للقاصي والداني أن جذوة المقاومة في وجدان شعبنا لم ولن تنطفئ.

ودعا شعبنا من جديد، إلى الزحف نحو القدس، والتواجد والمرابطة في ساحات الأقصى وأزقة البلدة القديمة، والمواظبة على هذا النفير إلى صلاة عيد الأضحى؛ لنفوت الفرصة على المحتل من أن يستفرد بالقدس والأقصى.

من ناحيته؛ أكد الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، أن الاحتلال يحاول فرض السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى والمناطق المحيطة به كافة، في أعقاب اقتحام مئات المستوطنين للأقصى فجر اليوم.

وقال صبري في تصريح صحفي: إن “اقتحامات المستوطنين اعتداء مزدوج على المسجد الأقصى والأيام المقدسة”، داعيا الاحتلال لأخذ العبر والدروس من معركة سيف القدس السابقة.

وأهاب بأبناء شعبنا للرباط في باحات المسجد الأقصى للدفاع عنه.

حركة الجهاد الإسلامي قالت على لسان الناطق باسمها طارق سلمي، إنّ ما يجري في المسجد الأقصى المبارك منذ الصباح يمثل إرهابًا وعدوانًا يمس كل العرب والمسلمين.

وقال سلمي: “في الوقت الذي يعلن العدو الإسرائيلي عن نواياه العدوانية بحق أحد أقدس مقدسات المسلمين، فإن بعض الدول والحكام يصرون على التطبيع والعلاقة مع هذا العدو الذي يعتدي على مسرى رسول الله”.

وأكد أن، “اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى تشعل غضب المسلمين جميعًا، ومن لا يغضب إزاء ما يجري في القدس والأقصى عليه أن يراجع دينه وانتماءه العربي”، داعياً جماهير شعبنا في القدس ومدن الداخل المحتل كافة إلى النفير العام والتوجه للأقصى والتصدي للمستوطنين وجنود الاحتلال، وإشعال المواجهات في كل المناطق.

تصدٍّ وتحدٍّ

وتداول عشرات النشطاء المقدسيين على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لاعتداءات قوات الاحتلال على المرابطين والمرابطات في تحدٍ واضح لقوات الاحتلال، وإصرار من المرابطين على التصدي لأي اعتداء صهيوني سواء من قطعان المستوطنين أو من قوات الاحتلال.

ونقلت وسائل إعلام عبرية، أنّ رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينيت، أجرى اليوم، تقييما للوضع بمشاركة وزير الأمن الداخلي والمفتش العام للشرطة فيما يتعلق بالأحداث في المسجد الأقصى، وأصدر تعليماته بمواصلة اقتحام المستوطنين بشكل منظم وآمن إلى الأقصى – يتلقى رئيس الوزراء تحديثات منتظمة وسيجري تقييمات إضافية للوضع في الساعات القادمة.

وأشارت مصادر إعلامية، أنّ بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين، عبّرت عن قلقها إزاء التوتر في محيط المسجد الأقصى، ودعت قوات الاحتلال الصهيونية للتهدئة.

محاولات مغايرة

المختص في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة، استبعد أنّ تشتعل في المرحلة الحالية معركة جديدة، مبيناً أنّ كل الأطراف لا تريد الذهاب إلى جولة جديدة من الحرب سواء الاحتلال الذي لا زال يستخلص الدروس والعبر وتجديد بنك الأهداف من المعركة الأخيرة، أو المقاومة التي تحاول ترميم الحاضنة الشعبية، عدا عن الأطراف الوسيطة التي تسعى لتهدئة الأمور تهدئة دائمة.

وأوضح أبو زبيدة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ كل ما يجري هو أنّ الحكومة الصهيونية الجديدة تحاول إثبات جدارتها وتشددها وتطرفها تجاه كل القضايا الفلسطينية، مبيناً أنّها بذلك تحاول أن تظهر أنّها مختلفة عما كانت عليه حكومة نتنياهو لتكسب أصوات اليمين المتطرف.

وبين المحلل العسكري، أنّ الحكومة الصهيونية تسعى لإثبات نفسها باتجاهين: تشديد الحصار والخناق على قطاع غزة، وابتزاز المقاومة، في المقابل السماح لقطعان المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وتكثيف هذه الحملات.

وأشار أبو زبيدة، أنّ المقاومة الفلسطينية لا زالت تمنح الوسطاء فرصة أكبر للتدخل من أجل وقف هذه الاستفزازات الصهيونية، متوقعاً أنّ يكون للمقاومة خلال الساعات والأيام القادمة موقفاً عبر التوجه بالضغط الشعبي، أو إدخال بعض الوسائل الخشنة لردع هذه السياسات الصهيونية.

وقال المحلل الفلسطيني: إنّ المقاومة الفلسطينية تدرك أنّ هذه الحكومة الصهيونية المتطرفة ضعيفة، بسبب الشتات الغريب فيها، وتنافر الأقطاب داخلها، وأنّها لا يمكن أن تصمد طويلاً”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات