الثلاثاء 21/مايو/2024

الطفلة فرح.. إسرائيل تبتر روح الدار وقلبها النابض

الطفلة فرح.. إسرائيل تبتر روح الدار وقلبها النابض

“روح الدار، قلب الدار، فرورة الدار” بهذه الكلمات وصف حازم إسليم والد الطفلة فرح إسليم ابنته الجريحة فرح التي بتر الأطباء في المستشفيات الأردنية ساقها اليمنى بعد أن عجزوا عن علاجها، حتى أضحت ملازمة الفراش والعكازات.

بكثير من الرضا وقليل من الابتسامة، تلقت الطفلة فرح إسليم (11 عاماً) نبأ بتر قدمها وهي التي كانت تدرك منذ اللحظة الأولى أنّ الأمور ستؤول إلى البتر بعد أن عجز الأطباء في غزة والأردن عن علاجها على إثر قصف صاروخي استهدف منزلهم فأدى إلى إصابتها بجراح بالغة، فيما أصيب كل من شقيقاتها أميرة (14 عامًا) وشهد (13 عامَا) وبهاء (8 أعوام) بجراح متوسطة إلى خفيفة.

بتر الحلم

يقول إسليم لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” وهو أب لسبعة أطفال تتوسطهم فرح، إن طفلته المدللة كانت اسماً على مسمى فقد كانت تنثر بضحكاتها الفرح في كل أنحاء بيتهم وبيت عائلتهم الكبير، وقد كان حلمها الدائم والوحيد أن تصبح طبيبة، وكانت أحلامها وطموحاتها وأفكارها دائماً أكبر منها.

يضيف: “صحيح أن الحالة النفسية لفرح لم تتأثر بحجم الإصابة البالغة التي أدت إلى بتر ساقها، لكن الاحتلال عمل بذلك على بتر حلمها بأن تصبح طبيبة كما كانت دائماً تتمنى وتخطط لهذا الأمر حتى وهي في طفولتها”.


أمل وإصرار

ورغم الإصابة لا زالت فرح تصر على استمرار حلمها ولديها أمل كبير بأن تكون يوماً في صفوف الأطباء الذين يمنحونها العلاج ويقدمون لها الدواء، وهي التي ترافقها والدتها إلى المستشفيات الأردنية كجزء من وقوفها الدائم إلى جانبها في كل أعمال البيت.

يقول إسليم: “لم تتأخر فرح يوماً عن بث الأمل والتفاؤل والفرح في نفوس إخوانها وأخواتها، وحتى كانت سنداً لأمها في كل شيء حتى في إعالة أشقائها الصغار وكانت ترى في نفسها كبيرة وقوية على كل شيء، ولا تعرف تردداً ولا مستحيلا”.

قصف بلا إنذار

مع طلوع شمس آخر أيام العدوان الصهيوني على القطاع استهدفت المقاتلات الحربية الصهيونية بصاروخٍ واحد على الأقل منزل عائلة إسليم بحي الصبرة وسط مدينة غزة دون سابقِ إنذارٍ أو تحذير كما جرى مع عشرات العائلات التي أُبيدت في غزة، وقد كاد الصاروخ أن يوقع مجزرة محققة بحق سبعة أطفال ووالدتهم كانوا لتوهم ناموا بعد ليلٍ طويل في محاولة منهم استراق لحظات من النوم بسبب العدوان، عدا عن باقي أفراد العائلة الذين يسكنون في الطوابق السفلية الخمس، والذين يزيد عددهم عن ثلاثين فرداً.

القصف الذي استهدف منزل العائلة المذكورة طال ما يشبه شقةً عبارة عن (غرفتين ومنافعهما) يسكنها المواطن حازم إسليم مع وزوجته وأطفاله السبعة، لتتحول إلى كومة من الركام والدمار من أثر القصف، الذي تسبب بأضرارٍ بالغة في العمارة المكونة من خمسة طوابق، عدا عن الأضرار الأخرى التي أصابت المنازل المجاورة أيضاً.

صدمة الاستقبال

المواطن إسليم يعمل ضابط أمن مناوبٍ في مستشفى الشفاء المركزي في مدينة غزة، ولحظة تسلمه إشارةً بوصول عدد من الإصابات من حي الصبرة من الإسعافات خرج للاستقبال كعادته، ولم يكن يتوقع للحظة واحدة أنّ تلك الإسعافات تحمل أطفاله واحداً تلو الآخر، وهو الذي تركهم ليلاً في أحضان والدتهم وجدتهم قبل أن يغادر إلى عمله.

يقول إسليم (39 عاماً): “بصراحة، أصبت بالذهول من مشهد إصابة أبنائي خاصة أنّهم أطفال وبنات”، متسائلاً: “هذه هي أهداف إسرائيل التي تبحث عنها؟ تقصف أطفالا أبرياء نائمون؟ ليس لهم أحلام إلا فرحة العيد وأجواء العيد”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات