الثلاثاء 21/مايو/2024

تباينات واسعة.. المركز يقدم قراءة في تأجيل حوار القاهرة

تباينات واسعة.. المركز يقدم قراءة في تأجيل حوار القاهرة

لغياب ما وصفته بـ”الأرضية المشتركة”.. بهذه الكلمات عزت القاهرة تأجيل عقد الدعوة التي وجهتها للفصائل الفلسطينية لبحث عدد من الملفات السياسية والميدانية في الساحة الفلسطينية، بعد دعوة مصرية.

ويجمع المتابعون أن الفجوة بين حركتي فتح وحماس اتسعت بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي جاء بعد أيام من إعلان رئيس السلطة محمود عباس إلغاء الانتخابات الفلسطينية.

وفيما تصر حماس ومعها فصائل المقاومة على ضرورة أن يتناول الحوار إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وإعادة إعمار غزة بعيدا عن السلطة، ترى “فتح” وبعض فصائل المنظمة ضرورة أن يكون الإعمار عن طريق الحكومة، دون أن تمانع من إعادة تشكيل حكومة جديدة، تشارك فيها حماس، وتتولى ترتيب البيت الفلسطيني قبل الوصول للانتخابات.

مجلس لإعادة الإعمار
وكشفت مصادر في الجبهة الشعبية أنها اقترحت تشكيل مجلس وطني لإعادة الإعمار مقره في قطاع غزة، وبمشاركة السلطة مع جهات أخرى.

وأشارت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن السلطة رفضت الاقتراح أو مناقشته، مطالبة أن يكون الإعمار من جانبها فقط.

ونقلا عن مصادر مصرية؛ فإن التباين في وجهات النظر بين حركتي حماس وفتح يؤكد فشل جولة الحوار، وعليه تحاول القاهرة جسر الهوة بين الطرفين من خلال إبقاء وفدي حماس وفتح في محاولة تقريب وجهات النظر للخروج بمذكرة تفاهم.

تأجيل الجلسة
وأبلغت المخابراتُ المصرية، مساء الأربعاء، الفصائل الفلسطينية تأجيل جلسة الحوار الوطني الفلسطيني إلى موعد آخر لم تحدّده.

وكانت مصر ذكرت أن هدف هذه الجلسة هو “الاتفاق على رؤية موحدة للتحرك الوطني وخطوات إنهاء الانقسام”.

الملفات المطروحة
وسبق أن قالت حركة حماس: إن أحد أهم الملفات التي ستُطرح هو “ترتيب البيت الفلسطيني من خلال إصلاح منظمة التحرير”، في حين ذكرت حركة فتح أن الفصائل ستبحث إنهاء الانقسام، وإيجاد حالة شراكة وطنية، وتشكيل حكومة توافق من خلال الانتخابات.

وتشترط حماس لدخولها المنظمة، إعادة إصلاحها إصلاحًا كاملًا، واعتماد برنامج وطني لها، في حين تقول “فتح”: إن من يريد دخول المنظمة يجب أن يوافق على برنامجها وقانونها الأساسي.

وقائع على الأرض
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: إن ما تسعى إليه مصر من تأجيل للحوار ناتج عن وقائع على الأرض.

وأضاف الصواف، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “على ما يبدو أن فتح جاءت بأجندتها القديمة إلى اللقاء، والمتمثلة بشروط الرباعية والمشروع الوطني الفلسطيني”.

وأوضح أن فتح جاءت إلى اللقاءات بتشكيل حكومة وموافقة عليها فقط، في حين أن حماس والفصائل ترفض هذا الأمر، وتريد تغيير المعادلة والشروط، خاصة بعد الجولة الأخيرة مع الاحتلال الاسرائيلي.

وأشار إلى أن الفصائل مجتمعة على موقف معين في حين السلطة تضرب عرض الحائط بأي عروض، وتحاول التمترس على موقفها، لافتاً أن الحوارات لن تستكمل لحين الاتفاق على قواسم مشتركة في وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس.

وقال: “الأمور لا تبشر بخير خاصة في سياق تعنت السلطة وموقفها المنعزل عن الفصائل والإجماع الوطني، وإصرار حركة حماس على شروطها التي تملك أوراق قوة التي تسير بها مع الجانب المصري مثل الصفقة ورفع الحصار وإعادة الإعمار”.

وتابع: “الحديث عن توافق سياسي وإستراتيجية وطنية سياسية فلسطينية كما يطالب البعض الفلسطيني غير وارد في هذا التوقيت، خاصة في ظل حديث حركة حماس عن مقاومة في حين تتحدث حركة فتح عن مساومة ومفاوضات”.

السبب فلسطيني

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: “إنه حتى اللحظة لم تتحدث أي جهة بوضوح عن أسباب التأجيل، لكن باعتقادي فإن السبب فلسطيني”.

وتوقع عوكل، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الجانب المصري لم يجد لدى الطرفين أي مجال للتوافق بما يسمح بعقد اجتماع للفصائل؛ كي توافق على ما يتم التوصل إليه بين فتح وحماس.

ولفت إلى أن توقيت الحوارات غير مناسب، لافتاً أنه لا يوجد أي مبادرات حتى الآن مطروحة في السوق الفلسطيني بشأن المصالحة أو إعادة بناء العلاقات الداخلية الفلسطينية على أساس الشراكة.

وعزا ذلك إلى أن خطاب الانتخابات والمصالحة وإعادة بناء منظمة التحرير أصبح غير موجود، لافتاً أن الموجود كان حكومة وحدة وطنية، ثم أصبح الحديث عن حكومة وفاق وطني.

وشدد على أنه يجب أن نكون توصلنا لقناعة أن إنهاء الانقسام يشكل تغييرًا كبيرًا في معادلة القرار الفلسطيني الداخلي.

وتوقع عوكل أن الحسابات بين فتح وحماس لن تلتقي في هذا التوقيت لعدة اعتبارات؛ أبرزها أن فتح كانت طيلة العقود السابقة صاحبة القرار، وليس لديها منافس لمنظمة التحرير، وبات الآن لديها منافس قوي وهي حركة حماس، وبالتالي فإن الشراكة تعني لديها الشراكة في القرار والمؤسسة ومزاحمتها على القرار وعلى المؤسسة الفلسطينية.

وأكد عوكل أنه من الصعب أن تقبل حركة فتح بوجود منافس لها في هذه المرحلة، خصوصاً أنها تعدّ نفسها في موقع الشرعية الذي لا يزال يتعامل معها العالم وصاحبة خطاب سياسي مقبول عالمياً وإقليمياً.
 
مزيد من التشاور
وفي تصريحات صحفية أفاد موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن تأجيل حوار القاهرة لإعطاء الفرصة لمزيد من التشاور مع الفصائل.

وقال أبو مرزوق: إن من شارك في النصر يجب أن يشارك في الحوار، لافتاً أن حماس لا تريد التفرد بالحكومة أو منظمة التحرير.

وشدد على أن الإعمار يجب ألا يرتبط بملف تبادل الأسرى، مشيراً أنه لا يوجد أي تقدم في ملف تبادل الأسرى مع الاحتلال، وأن الأسرى مقابل الأسرى وليس مقابل إعادة الإعمار.

وذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد ثمنا سياسيا مقابل إعادة الإعمار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات