الإثنين 20/مايو/2024

الذكرى الـ54 للنكسة.. مقارنات شعبية بين الهزيمة وتحولات المقاومة

الذكرى الـ54 للنكسة.. مقارنات شعبية بين الهزيمة وتحولات المقاومة

يقارن الحاج أمين السعدي بين واقع المقاومة اليوم بعد معركة سيف القدس وبين معايشته لـ”نكسة” حزيران عام 1967 وهو يحدوه الأمل بأنّ أملا يلوح في الأفق لم يتشكل من قبل في إمكانية هزيمة الكيان الصهيوني.

يقول السعدي لمراسلنا: خلال ستة أيام احتلت عصابات الكيان الصهيوني كل ما تبقى من أرض فلسطين بما فيها القدس، والجولان من سوريا، وسيناء من مصر، متغلبة على جيوش مصر وسوريا والأردن.

يستذكر السعدي بمرارة كيف انهارت المنظومة العربية في ساعات ليجد الناس أنفسهم أمام الدبابات الإسرائيلية داخل المدن والقرى، قائلا: “للوهلة الأولى كنا نظنها قوات عربية، ورحبنا بها لنكتشف أننا أمام دبابات الاحتلال، وأن العرب قد اختفوا بلمح البصر”.

لا يعد السعدي ما جرى عام 1967 حربا؛ فالأيام الستة للحرب هي المدّة الزمنية فقط التي احتاجتها “إسرائيل” لكي تصل وتسيطر على كل هذه الأراضي، متسائلا: هل لو كانت لدينا المقاومة بالشكل الموجود اليوم كانت ستحدث لدينا مثل هذه الهزيمة؟!

ما ذهب إليه السعدي لا يختلف عن مشاعر كثيرين ممن عايشوا “النكسة” وعايشوا واقع المقاومة اليوم، فالحاج أحمد عفانة يتحدث لمراسلنا عن مقارناته لمتابعته معركة سيف القدس وذكرياته لـ”النكسة”.

يقول: “كنا مكسورين داخليًّا وقت النكسة، لذلك كانت سهلة عليهم، الناس تعيش في ضيق وتمنع من حمل السلاح، ولو ترك مجال للناس وقتها لتنظيم حرب شعبية وأتيح لهم التسليح لما حدثت النكسة، ولكن ترك الأمر لجيوش نظامية فانهارت بلمح البصر”.

وأضاف: “أقولها لكل من يجالسني لا يمكن مقارنة واقع تضاعفت فيه مساحة الكيان ست مرات خلال أيام، بحال المقاومة اليوم التي لا يستطيع فيها جندي أن يطأ أرض غزة أو يفكر في دخولها برًّا. لقد تغير الحال”.

ويعد الباحث في الشأن الإسرائيلي معاوية موسى لمراسلنا أن الفرق بين الحالتين هو حالة الوعي، فأهم ما في معركة سيف القدس أنها رسمت خارطة طريق كيف ستتحرر فلسطين، مضيفا: بات واضحا في الوعي والذهنية الفلسطينية بعد معركة سيف القدس أن تحرير فلسطين ممكن، وأن خارطة الطريق لتحقيقه أضحت واضحة تماما، وهذا أكثر ما يرعب “إسرائيل”.

تبدو الصورة أكثر وضوحا لدى جيل الشباب ممن لم يعايشوا “النكسة”؛ إذ لا يعترف هؤلاء بحالة الوهن والاستسلام وثقافة الهزيمة، وينظرون للمرحلة المقبلة على أنها مرحلة تحرير، وأن الكيان الصهيوني ليس أكثر من حالة تضليل للوعي قامت على صورة ردع مضللة يجب أن تزول.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات