الثلاثاء 21/مايو/2024

عباس كامل في غزة .. 4 ملفات على الطاولة

عباس كامل في غزة .. 4 ملفات على الطاولة

بمزيج من الاستقبال الشعبي والحفاوة الرسمية، وبدلالات سياسية خافية، استقبلت غزة اللواء عباس كامل ممثلاً عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وجاءت زيارة عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، بعد 4 زيارات مكوكية لغزة أجراها الوفد الأمني المصري ضمن جهود تثبيت وقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة.

البعد السياسي كان حاضرًا في الزيارة الأولى للمسؤول المصري منذ توليه منصبه، فهو إلى جانب كونه رئيس الجهاز الأهم في مصر، فهو المدير السابق للرئيس السيسي وممثله الشخصي؛ لذا ينظر للزيارة على أنها انفتاح سياسي مع غزة وحماس بعد العلاقات الجيدة التي بنيت في السنوات الأخيرة في الإطار الأمني.

ووصل عباس كامل، إلى غزة عبر حاجز بيت حانون/إيرز، والتقى قيادة حماس التي كان رئيسها في غزة يحيى السنوار، في استقباله، قبل أن يعقد لقاء جامعا مع الفصائل الفلسطينية.

4 ملفات على الطاولة
مصادر متطابقة، أكدت أن أربعة ملفات كانت على طاولة البحث في اللقاء المنفرد مع حماس والموسع مع الفصائل: تثبيت التهدئة، ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وإعمار غزة، مع حضور استثنائي لملف صفقة تبادل الأسرى.

وفي هذا السياق، قال خليل الحية، نائب رئيس حماس في غزة، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع بالوزير المصري: “ناقشنا عدة ملفات، أهمها ضرورة إلزام الاحتلال بوقف عدوانه في غزة والقدس والشيخ جراح وجميع أماكن فلسطين، ولجم المستوطنين عن أبناء شعبنا، ورفع الحصار عن غزة بالكامل”.

وأضاف الحية أن المباحثات مع الوزير كامل ناقشت “ترتيب البيت الفلسطيني، والاتفاق على استراتيجية وطنية للوقوف أمام العالم برؤية استراتيجية لانتزاع حقوقنا”.

تضحيات كبيرة قدمتها غزة، خلال معركة سيف القدس التي تفجرت في 10 مايو/أيار؛ نصرة للقدس، وتوقفت برضوخ الاحتلال بعد 11 يومًا، قدم فيها القطاع 258 شهيدًا منهم 66 طفلاً و39 امرأة، و17 مسنًّا، فضلاً عن قرابة ألفي جريح، ودمار واسع في المنازل والمنشآت والبنى التحتية، مقابل مقتل 13 صهيونيا، وإصابة المئات.

دور حماس
ويرى أحمد الكومي، الكاتب السياسي؛ أن زيارة وزير المخابرات المصرية ممثلًا للرئاسة تأتي انطلاقاً من إدراك مصر بأهمية دور حركة حماس وقدرتها على الحسم في كثير من الملفات؛ فهي من تمتلك القوة الميدانية والحكمة السياسية الكاملة لإدارة المشهد، لذلك جاء الوفد المصري محملًا بعدد من الملفات على الرغم من زيارته إلى قيادة السلطة الفلسطينية قبل القدوم لغزة.

وقال في مقال تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام“: “في الحقيقة لا يمكن لمصر أن تحسم ملف “وقف إطلاق النار” مع قيادة السلطة مع عدم امتلاكها أي عوامل قوة، ولكونها كانت خارج المواجهة الدائرة، كما أنها لا يمكن أن تحاور هذه القيادة على ملف التبادل لأن الأسرى بيد حركة حماس، حتى فيما يتعلق بالإعمار السلطة لا تملك حسم هذا الملف لأن حركة حماس هي من تحكم قطاع غزة وتقرر سلمًا وحربًا ومعها فصائل المقاومة”.

نبض الشارع
ومع أهمية البعد السياسي للزيارة، والآمال المرجوة منه، فإن سكان غزة الذين استقبلوا بحفاوة الوفد الزائر، يتطلعون إلى إجراءات ملموسة على صعيد حياتهم اليومية، ومنها المعاناة المزمنة على معبر رفح.

المواطن أحمد رشاد (48 عاماً) يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ السفر بات أسهل من ذي قبل من وإلى مصر عبر بوابة معبر رفح، ولكن هناك بعض المعيقات وهي ساعات الانتظار التي يمكثها المسافرون عبر الحواجز والطرقات، وهو ما يرهق كاهل المسافرين.

وتعد حالات السفر من وإلى غزة هي حالات طارئة في غالبيتها، إذ أنّ السفر يكون بهدف العلاج أو التعليم أو العمل، ونادراً ما تجد من يسافر لأجل السياحة أو لأمورٍ ثانوية كما هو الحال في غالبية دول العالم.

المواطنة “إيمان” -اسم مستعار- تقول إنّ السفر عبر معبر رفح هو بمنزلة قطعة من العذاب حقيقة وليس مبالغةً، وتضيف لمراسلنا، لا يمكن لي أن أصف لكم الحال الذي كانت عليه لحظات اصطحابي لابنتي المريضة من مطار القاهرة إلى معبر رفح، فقد ذقنا المر والموت والذل بكل أشكاله وألوانه.

وقالت: “إذا كانت مصر تريد أن تقف إلى جانب غزة فعليها أن تفتح المعبر وبتسهيلات فعلية، وأن تنهي وتزيل كل الحواجز والإجراءات المشددة التي تضعها في طريق المسافرين خلال رحلة السفر الشاقة بالأساس”.

ويتفق الشاب نعيم (28 عاماً) والذي يكمل دراسته الجامعية في إحدى الجامعات العالمية أنّه لم ير طريقاً صعباً للسفر كما هو الحال برحلة السفر من مصر إلى غزة والعكس، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، واصفاً إياها بأنّها “زائدة عن اللزوم” وتستهدف إذلال الفلسطينيين.

ودعا الشاب الفلسطيني قيادة المقاومة إلى ضرورة الاتفاق مع القيادة المصرية ووزير المخابرات على آليات وإستراتيجيات جديدة للسفر تنهي معاناة المسافرين المستمرة منذ سنواتٍ طويلة.

بشريات على الطريق
ورجحّ محللون في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن تتقدم مصر بخطوات عملية موسعة وسلسلة تسهيلات في إطار خطة إقليمية دولية لتخفيف معاناة قطاع غزة مقابل تثبيت وقف إطلاق النار طويل الأمد، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال عدوانه الأخيرة، وبحث إمكانية تحقيق صفقة تبادل أسرى في المدى القريب.

وفعليا، أكد أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة، أن هناك بشريات في ملف السفر عبر معبر رفح تعزز حرية السفر والتنقل للمواطن الفلسطيني.

ومن المرتقب، أن توجه القاهرة دعوة للأمناء العامين للفصائل لعقد اجتماع في القاهرة الأسبوع المقبل لبحث ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، في وقت من المتوقع أن يصل فيه وفد “إسرائيلي” لبدء مفوضات غير مباشرة مع حماس لإتمام صفقة تبادل بعد أن أبدت “إسرائيل” استعدادها لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

وفي وقت سابق الاثنين، أكد رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، جهوزية حركته لمفاوضات غير مباشرة لإنجاز صفقة تبادل الأسرى، مشددا على أن حركته واثقة من انتزاع حقوق الأسرى.

وأردف السنوار: “واثقون أننا قادرون على انتزاع حقوقنا، وسجلوا على لساني رقم 1111، وستذكرون هذا الرقم جيدًا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات