الثلاثاء 21/مايو/2024

الطفلة أحلام لا تبرح صورة والدها منذ لحظة استشهاده

الطفلة أحلام لا تبرح صورة والدها منذ لحظة استشهاده

تعبّر الطفلة أحلام محمود الخالدي وعمرها عام ونصف عن اشتياقها لوالدها بطريقتها الخاصّة فهي دائمة الالتصاق بصورة مكبرة له تكرر تقبيلها طوال النهار.

لا تدرك الرضيعة أحلام ما جرى لوالدها؛ لكن تفهم فقط أن الصورة له، وأنها محبّبة لقلبها الصغير، فتحافظ على تقبيلها بعد أن فارقت قبلاته وجنتيها الصغيرتين.

وكان الشاب محمود الخالدي (25 عاما)، استشهد في قصف طائرات الاحتلال منزلاً مدنيًّا اعتاد المرور به في رحلة الذهاب لعمله في مخبز الياسين على مدخل مخيم البريج.

دور مركزي

يحتل محمود دوراً مركزيًّا في أسرته، فهو الابن البكر، وشقيق 7 بنات وشقيقين، يهتم بشئونهم ويواظب على قضاء مسؤوليات عديدة لوالدته يوميًّا.

على غير هدى تدور الطفلة أحلام في رواق البيت مكررة ملامسة صور الشهيد محمود، تتبادل النظرات مع جدتها السيدة أحلام، ثم تقبّل صورة والدها وهي تبتسم.

تقول والدة محمود لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ابني غالي على قلبي لكن قصف الاحتلال اختطف حياته بدون ذنب، كان آخر ساعة في البيت، وحضّر طعام الغذاء ثم خرج واستشهد في قصف بيت في طريق عمله”.

وتشير الأم إلى أن القصف الإسرائيلي حوّل الطفلة أحلام إلى يتيمة، وترك زوجته حاملا في شهرها الخامس، وأنها تفتقد حديث محمود الذي كان يحدثها دوماً عن جرائم الاحتلال بحق المدنيين.

وتتابع: “ابني شخص محبوب دائم المرح، ويهتم بأبنائي وبناتي التسعة، فهو المعيل الرئيسي لأسرتي، ويتحمل مسئولية كبيرة، ويلبي دائماً متطلبات شقيقاته الصغيرات”.

دماء وأشلاء

يتلمس أحمد، شقيق محمود، كل يوم فراغاً كبيراً تركه الشهيد بعد غيابه عن المنزل، وتذكره حركة الطفلة أحلام في فناء البيت وهي تقبل صورة والدها بعد أن رحل ولن يعود.

وكان أحمد قد أسرع لرؤية منزلين قصفتهما طائرة حربية إسرائيلية بسبعة صواريخ في مخيم البريج، وشارك في نقل الجرحى والشهداء مع المسعفين دون أن يعلم أن شقيقه منهم.

يقول أحمد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “سمع محمود بصوت قصف فحاول الاحتماء قرب أحد المنازل، لكن القصف أصاب المنزل نفسه الذي وقف بجواره، فطار جسده وأصيب بجراح قاتلة”.

دفن ركام المنزل المقصوف جسد محمود، وعندما وصلت عربة الإسعاف نقلت 4 جرحى منهم رجل مسن، وطفلة رضيعة، وشاب، وسيدة، جراحهم بين متوسطة وخفيفة.

ويتابع: “أدى القصف لأربعة جرحى وشهيد مجهول الهوية نقلوه للمستشفى، ومكث جثمانه 3 ساعات مجهول الهوية، وعندما تفقدنا مكان تواجده لم نعثر عليه في المخبز الذي يعمل فيه، ولا عند أصدقائه، فأسرعت للمستشفى، وتعرفت عليه من حزام سرواله”.

وكانت شظايا الصواريخ قد مزقت رأسه فأخفت معالمها، وأدت لقطع في ساقه اليمنى وتهتك في الساق اليسرى وشظايا في بطنه، الأمر الذي أدى لصعوبة بالغة في التعرف على جثمانه.

وأخبر زملاء الشهيد محمود، شقيقه أحمد بعد حادثة استشهاده، أن محمود في الساعات الأخيرة من حياته صافح عمال المخبز وعانقهم، قبل أن يخبرهم أن عدوان الاحتلال شديد، وأنه سيذهب للبيت لأخذ قسط من الراحة ويعود لاحقاً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات