الثلاثاء 21/مايو/2024

سفارات فلسطين.. دور مفقود بأحداث غزة والقدس يثير الغضب

سفارات فلسطين.. دور مفقود بأحداث غزة والقدس يثير الغضب

أثارت حادثة تلعثم سفير فلسطين في إسبانيا كفاح عودة على شاشة تلفزيون إسباني عند إجرائه مقابلة حول العدوان الأخير على غزة غضبا فلسطينيا كبيرا وسط تساؤل عن دور وزارة الخارجية والسفارات في الأحداث الأخيرة.

وظهر خلال المقابلة ضعف كبير لعودة في فهم اللغة الإسبانية ما استدعى استعانته وهو على الهواء بمترجم السفارة لإكمال المقابلة، علما أن الرجل سفير في إسبانيا منذ 16 عاما.

وتساءل الناشط غسان السعدي لمراسلنا عن أدوار السفراء في الخارج، مشيرا إلى أنها تحولت إلى مملكات عائلية.

وقال إن “سفيرنا في إسبانيا مثلا، زوجته سفيرتنا في السويد، وهو مخالف لقانون السلك الدبلوماسي، وابنته ناطقا باسمنا في أوروبا، وشقيقه رئيس دائرة أمريكا اللاتينية في مفوضية العلاقات الدولية لحركة “فتح” بدرجة سفير، وفقاً لقرار رئاسي واثنين آخرين من عائلته في السلك الدبلوماسي بذات المستوى، وهذا غير مقبول”.

وأكد أن سبب تراجع الدبلوماسية الفلسطينية واضح، وهو يفسر عجزنا أمام إعلان عدد من الدول رغبتها في نقل سفاراتها إلى القدس تزامنا مع نقل السفارة الأمريكية.

وما يثير الاستفزاز أن يتم قطع رواتب موظفي قطاع غزة، في حين تدفع السلطة الفلسطينية رواتب خيالية  لهؤلاء السفراء، وفق قوله.

بينما علقت الناشطة النسوية سهير فراج، “ما حدث مع سفير إسبانيا ليس استثناء، فهذه الأحداث والاشتباك مع الاحتلال كشف عوراتهم جميعا في وزارة الخارجية،  حيث تكرر نفس الشيء في ألمانيا.

إذ اشتكى الألمان من أصل فلسطيني أن سفيرة فلسطين في ألمانيا، وفي مقابلة  لها، وبالرغم من أن لغتها الألمانية جيدة؛ ولكن لم يسعفها الحديث لتدافع عن القضية وتكون بحجم الأحداث.

ويقول: “في جميع الدول لم يكونوا ممثلين يليقون بفلسطين وشعبها، والأقوياء منهم كانوا أقل من المستوى المطلوب”.

وتساءلت الإعلامية ريم العمري “كم فلسطيني بإسبانيا وكم شاب وفتاة يتحدثون الإسبانية بطلاقة، فهل ما جرى معقول”.

وأضافت: “استكمالا لموضوع السفارات ودورها.. هذا السفير الفلسطيني بإسبانيا له سنوات طويلة هناك وهذه مقابلته، وفي النهاية لا يستطيع إكمال مقابلة!. هل تعرفون كم دولة تتحدث الإسبانية؟ والمصيبة أن السفير الإسرائيلي بإسبانيا جاءت مقابلته بعده مباشرة، ولا داعي للمقارنة”.

بدوره؛ قال الإعلامي والناشط الحقوقي ماجد العاروري “الحالة الكارثية التي بدا فيها السفير الفلسطيني في إسبانيا خلال المقابلة المتلفزة التي نشرت هي السمة العامة لغالبية السفراء الفلسطينيين باستثناء قلة قليلة منهم ترفع لهم القبعة، لكن مع اختلاف بشكل المصيبة، بعضهم أخذته اللغة، وآخرون شغلتهم التجارة، والبعض انشغلوا بقضايا شخصية أنبل من ذلك بكثير”.

وأضاف أن “سبب كارثة السلك الدبلوماسي هو عدم وجود معايير شفافة في تعيين منصب السفراء والدبلوماسيين، حيث يتم ذلك بطريقة استرضائية لفئة محددة من الحزب الحاكم تعتقد أنها هي الأحق بامتيازات البلد”.

وجاء في ورقة حقائق أصدرها ائتلاف النزاهة والشفافية “أمان” حول التعيينات والترقيات في السلك الدبلوماسي أنه من الناحية العملية يوجد غياب رقابة كل من ديوان الموظفين وديوان الرقابة المالية والإدارية على عمليات التعيين والترقية في الوظائف الدبلوماسية.

وهو الأمر الذي ساهم في إضعاف جانب الشفافية والمساءلة على عمليات التعيين والترقية في السلك الدبلوماسي، وسمح بوجود ثغرات واسعة تم استخدامها في تعيينات وترقيات لأسباب شخصية أو سياسية أو استرضائية أو محسوبية، أو ربما لحل المشاكل المالية لبعض الأفراد، وفق قوله.

وورد أيضا: أن “وجود العديد من التعيينات والترقيات في السلك الدبلوماسي قد تمت لأقارب بعض المتنفذين الرسميين، سواء كانوا أقارب لبعض أعضاء اللجنة التنفيذية أو أقارب لوزير الخارجية ذاته، كما حملت بعض هذه الترقيات مخالفة صريحة.

وكذلك، “حملت بعض قرارات التعيين والترقية في السلك الدبلوماسي وجود شبهات تضارب مصالح، وفي حالات أخرى تم تعيين مستشارين للرئيس بدرجة سفير علما بأنه لا علاقة لوظائفهم بالعمل الدبلوماسي، الأمر الذي يشير إلى توجه لاستغلال ميزات وحقوق العمل الدبلوماسي من غير الدبلوماسيين”.

وعلق المواطن رأفت الكيلاني: “أغلب السفراء من عظام الرقبة، ووصلنا مرحلة توريث العمل في السلك الدبلوماسي منذ زمن طويل. يوجد غياب للقوانين، والتشريعات الخاصة والشفافية في التعيين. فقط المقربين والحاشية لهم المنفعة، ولفئة معينة سلم أولوياتها جمع المال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات