الثلاثاء 21/مايو/2024

إسرائيل تماطل باتفاق التهدئة والمقاومة تمنح الوسطاء الفرصة

إسرائيل تماطل باتفاق التهدئة والمقاومة تمنح الوسطاء الفرصة

اقتربت هدنة معركة “سيف القدس” من إنهاء أسبوعها الأول، وسط حراكات سياسية دولية وإقليمية من أجل إبرام اتفاق تهدئة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني برعاية أطراف عدة.

وردّت المقاومة الفلسطينية على اعتداءات قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بقصف المدن والقرى المحتلة في معركة استمرت أحد عشر يوماً، ارتقى خلالها أكثر من 250 شهيداً، وأصيب قرابة ألفي فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، وسط عجز الاحتلال عن تحقيق أي أهداف عسكرية توقف أو تخفف من إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

ومع انقضاء الأسبوع الأول لوقف العدوان الصهيوني على القطاع لا تزال استفزازات المستوطنين وقوات الاحتلال ضد الفلسطينيين مستمرة في القدس والضفة الغربية وحتى الداخل المحتل.

بالإضافة إلى سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها قوات الاحتلال ضد قطاع غزة بإغلاق المعابر إغلاقًا شبه كامل، ومنع الصيد وإدخال الوقود، في محاولة من الاحتلال لاستخدام هذه الإجراءات كورقة للضغط على المقاومة الفلسطينية من أجل التنازل عن شروطها للتهدئة.

شروط المقاومة
ووفق ما تحدث مراقبون ومحللون سياسيون لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“؛ فإنّ المقاومة الفلسطينية لا تزال تمنح الوسطاء القائمين على اتفاق التهدئة الفرصة ومساحة من الوقت كافية من أجل إلزام الاحتلال بالموافقة على شروطها.

وكان عدد من قادة حماس أكّدوا -في تصريحات إعلامية منفصلة- أن أي هدنة مع العدو الصهيوني يجب أن تشمل القدس المحتلة والمسجد الأقصى، وليس فقط غزة.

وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري للأناضول: إنّ حركته منفتحة على جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين للتهدئة، في حين يصر الاحتلال على الفصل بين غزة والقدس والمسجد الأقصى، مشددا على أن التهدئة الشاملة هي مطلب لحماس.

الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر، رأى أنّ هناك وتيرة متزايدة لعدة جهود من أجل تفريغ انتصار المقاومة الفلسطينية الأخير من مضمونه.

وأوضح أبو عامر لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الاحتلال يسعى إلى تفريغ المضمون للانتصار بوسائل شتى، بدءًا بمسؤوليته عن وقف العدوان الذي توقف بمحض إرادة فرسان المقاومة الفلسطينية، مروراً بتشديد الحصار على قطاع غزة.

وأشار الخبير السياسي إلى أنّ الأوساط “الإسرائيلية” لا تزال ترجح تصاعد المواجهات في الضفة الغربية والقدس المحتلة، عدا عن أن حدة الترقب لا يزال عاليًا في قطاع غزة رغم وقف العدوان، محذراً من انفجار برميل البارود بسهولة كبيرة في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويسعى الاحتلال بتعاونٍ تام مع عدد من حلفائها الإقليميين والدوليين إلى منع حركة “حماس” من قطف أي ثمار لانتصار معركة “سيف القدس”.

في حين رجحّت مصادر مطلعة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” وجود عدم تردد من المقاومة الفلسطينية في الاستعداد لخوض جولة جديدة من المواجهة العسكرية مع العدو الصهيوني، ولكن الاحتلال لا يريد ذلك، لذا فإنّه سيحاول التلاعب بالشروط لدفع الحرج وحفظ ماء وجهه أمام جمهوره “الإسرائيلي”.

تأخير صورة النصر
“الاحتلال لا يريد الحرب والمواجهة مع غزة الآن، ولكنه يحاول استخدام كل ما يستطيع من أدوات من أجل تقويض صورة الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية في الجولة الأخيرة”. هذا ما ذهب إليه المحلل السياسي أيمن الرفاتي، معللاً بأنّ الاحتلال بات يشعر بالخزي أمام مجتمعه الداخلي أمام شروط المقاومة التي تضعه في الزاوية بعد إلجامه بالحديد والنار.

وأوضح الرفاتي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الاحتلال لا يريد أن يظهر أمام مجتمعه المحلي بالدرجة الأولى، والمجتمع الدولي بالدرجة الثانية أنّه بات مردوعاً أمام ضربات المقاومة وصلابة إراداتها ومطالبها وشروطها.

وقال: “لذا تجد الاحتلال يحاول التضييق في كل مكان على غزة والضفة والقدس والداخل؛ في محاولة منه لتنفيس غضبه، فتجده يشدد الحصار، ويقتحم ويعتقل ويلاحق الشبان في الضفة والقدس والداخل المحتل”.

ويبدو أنّ الاحتلال يسعى من خلال تشديده للحصار على قطاع غزة إلى كسب ورقة ضغط ضد المقاومة بهدف دفعها للتراجع عن شروطها أو تخفيفها، إلى أن يصل لإعادة الأمور في القطاع إلى ما كانت عليه قبل التشديد الأخير للحصار.

وشدّد الرفاتي أن الوسطاء الساعين إلى إبرام اتفاق التهدئة يدركون جيداً أنّ المقاومة الفلسطينية جادّة جداً في استعدادها للذهاب إلى تجديد المواجهة أمام تعنّت الاحتلال وتنصله من شروط الاتفاق الأولي لوقف عدوانه.

وبين أنّ الوسطاء نقلوا الرسالة للاحتلال واضحةً بلا مواربة، وقد باتت الآن الكرة في ملعب الاحتلال مع منح المقاومة للوسطاء مزيداً من الوقت لتحقيق المطلوب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات