الثلاثاء 21/مايو/2024

في نهاية هذه الجولة من المواجهة:

محمد غازي الجمل

حصيلة المعركة تحسب على كافة مناحي الصراع وعلى مدى طويل وليس آنيّ، إذ تتفاوت المكاسب والكلف على مختلف الجبهات، كما تختلف الفرص والتحديات أمام المقاومة ومن خلفها الامة في مختلف الساحات.

أعاقت المعركة مساعي الاحتلال في تقسيم الأقصى وتهويد القدس، وأضرت بالأمن والاقتصاد الإسرائيليين، كما أضرت بشرعية دولة الاحتلال ومكانتها الدولية وعلاقاتها السياسية، وعززت شرعية مسار المقاومة كسبيل للتحرير، وزادت من مكانة حركات المقاومة شعبيا ورسميا.

فتحت المعركة فرصاً غير مسبوقة لمواجهة الاحتلال في جبهات دول الطوق و الداخل المحتل والضفة الغربية؛ ومن المتوقع أن تظهر مفاعيل وثمار هذه المواجهة في زيادة انخراط الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية في العمل المقاوم على مدار سنوات قادمة. وذلك بفعل عمق الأثر السياسي والثقافي لهذه المواجهة في الوعي الفلسطيني والعربي والإسلامي.

ولا ينبغي افتراض تسارع المواجهة في هذه الساحات بذات وتيرة تسارع وكثافة التصعيد في جبهة غزة، لفارق أساسي؛ وهو الاستعداد المكثف لهذا اليوم لدى المقاومة في غزة والاحتلال على حدّ سواء؛ على صعيد البناء العسكري، وإعداد الخطط الجاهزة للتنفيذ. أما في الجبهات التي تكاد تبدأ من الصفر أو تخرج فيها المقاومة بعد سنوات طويلة من الملاحقة والتحطيم، فمن المتوقع أن تأخذ وقتا لتوفير مستلزمات العمل المقاوم طويل المدى؛ كالتشكيلات المقاومة والخطط والسلاح، خصوصا وأنها تعمل في بيئات معادية للعمل المقاوم.

وختاما فقد كان اعتداء العدو على شرف ومقدسات الأمة غير مسبوقا، مما استحق معه ردا من ذات المستوى، وإن تطلب مستوى عاليا من التضحية، وهو ما اضطلعت بالقسط الأكبر من مسؤوليته وشرفه المقاومة في غزة بفعل استعدادها وامتلاكها القوة، فيما يتوقع أن تواصل بقية الجبهات فعلها المقاوم الساعي إلى ردع العدو ورفع كلفة الاحتلال إلى حين زواله بإذن الله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات