الخميس 06/يونيو/2024

كلمات خالدة.. هذه رسائل الراحل البرغوثي لشباب فلسطين

كلمات خالدة.. هذه رسائل الراحل البرغوثي لشباب فلسطين

لم يكن القائد عمر البرغوثي، أبو عاصف، رجلاً وطنيا فحسب، بل كان وطناً يمثل مصدر إلهام لكل الشباب والأحرار والباحثين عن طرق عديدة لتحرير فلسطين، داعماً نهجهم المقاوم، وموجهاً لهم، وراعياً لطريقهم الجهادي.  

ذاك القائد الراحل، والد الشهداء والأسرى، وشقيق أقدم أسير فلسطيني،  الأسير نائل البرغوثي، حمل هم القضية الفلسطيني على كتفيه، دون أن يكلّ أو يملّ أو تراجع عن مسار المقاومة رغم اعتقاله 30 عاماً في سجون الاحتلال.  ليلقى ربه عصر اليوم، متأثراً بإصابته بجائحة كورونا.

المركز الفلسطيني للإعلام” حاور في وقت سابق، القيادي في حركة حماس، أبو عاصف، والذي دعا في حينه، الكل الفلسطيني لتحقيق الوحدة الوطنية، وتوجيه البوصلة الحقيقة نحو الوطن، مشدداً على أن المفاوضات مع الاحتلال لن ترجع الحقوق، وأن المقاومة هي طريق العزة والكرامة.  

وقال البرغوثي في حوار مع “المركز الفلسطيني للإعلام“: “شباب فلسطين هم أصحاب صناعة التاريخ وليس دونالد ترمب أو بنيامين نتنياهو”، داعياً الكل الفلسطيني للتضحية من أجل فلسطين.  

وشدد على أنَّ المقاومة الفلسطينية تحمل هموم الشعب والأسرى وأهالي الشهداء، ولا تفرط بدمائهم، وأنها صانعة العزة والكرامة، مشيراً إلى أنَّ الاحتلال الإسرائيلي ودولته أوهنُ من بيت العنكبوت.  

وأوضح أن الأسرى في سجون الاحتلال لا يهمهم المؤبدات وسنوات الأسر الطويلة؛ لأنَّ المقاومة حامية ظهرهم بعد الله، قائلاً: “اللي في ظهره المقاومة بعد الله لا يضره ضيم الاحتلال”.  

هدفنا واضح  
ووجّه البرغوثي دعوته للشعب الفلسطيني بضرورة نفض غبار الاستكانة لتحقيق الطموح بالحرية بالإرادة القوية، والوحدة الوطنية في وجه ترمب ونتنياهو.  

وقال: “هدفنا واضح، وكل فئات الشعب طموحها حرية مثل باقي شعوب العالم، والشباب هم عماد المجتمع وصانعو التاريخ والمستقبل، ويجب أن يكونوا الفاعل وليس المفعول به”.  

وتابع: “كل التنظيمات وجدت من أجل فلسطين أرضاً وشعباً، والنصر قادم، وعلى كل واحد فينا القيام بدوره لتقصير الزمن والطريق وصولاً للنصر”.  

وأضاف: “المفاوضات عمرها ما رجعت حقوق، خاصة مع عدو مثل عدونا مسنود من رئيس عصابة اسمه ترمب، ومن كل العالم الظالم والأنظمة العربية، والهدف واضح، وكل ثورات العالم والشعوب التي احتلت لم تأخذ حريتها دون أثمان أو على طبق من فضة أو ذهب”.  

رحلة اعتقاله الأخيرة  
وعن الاعتقال الأخير في سجون الاحتلال، وصفه البرغوثي بأنه “رحلة صمود وتحدٍّ”، قائلاً لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الاعتقال الأخير كان أقسى من الاعتقالات السابقة، بسبب الظروف المحيطة به؛ الأسرة كانت بمهب الريح، وهدم البيت، وتوالت أخبار الاستشهاد والاعتقال والهدم، وكانت الضغوطات علينا كبيرة”.  

وأوضح أن كل هذه الظروف لم تمنعه من الصبر في التحقيقات الإسرائيلية بتحقيق “المسكوبية”، التي استمرت 37 يوماً، ليكمل بعدها الاعتقال في سجن عوفر لـ4 أشهر متواصلة.  

واستدلّ القيادي في حماس أثناء حديثه بشطر قصيدة قائلا: “لما سلكنا الدرب كنا نعلم.. أن المشانق للعقيدة سلم”، مضيفاً: “نحن نعرف أن هذا الطريق ليس سهلاً، وكل شيء له استحقاقه، واستعنّا بالله وتوكلنا عليه”.  

وقال البرغوثي: “الأسرى الذين ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن وطنهم وشعبهم لم يقبلوا أن تداس كرامتهم داخل السجون، وسط تلذذ الاحتلال العنصري بمعاناتهم”.  

وأوضح أن الأسرى لم يقبلوا بهذه الظروف، والسلوك الإسرائيلي، وتحدوا الاحتلال في معركتهم الأخيرة معركة إضراب الكرامة 2، مؤكداً أن الأسرى ثقتهم في شعبهم بالالتفاف حولهم وبالمقاومة كبيرة.  

وأشار إلى سلطات الاحتلال أجّلت مؤخراً محاكمة نجله عاصم إلى 15-5-2019م، مؤكداً أن معنوياته تناطح السحاب، مرسلاً شكره لشعبه وأهله الذين لم يتركوا عائلته.  

وأردف في حديثه: عندما هدم الاحتلال بيتنا، أبلغنا الضابط الإسرائيلي أن “هذه الأرض لها أصحاب، وهذه الحجارة ستبقى ثابتة، وأنتم إلى زوال، وكل شعوب الحرية نفضت عن نفسها الجبن والخذلان وانتصرت”.  

وأشار إلى أن تغول المستوطنين على أهالي الضفة الغربية يعود بالأساس إلى تراكمات اتفاقية أوسلو، وما مرت به القضية الفلسطينية من مؤامرات من القريب والبعيد.  

رسائل إلى الحركة الطلابية

ووجه القيادي في حماس، والأسير المحرر رسالته إلى الحركة الطلابية وكتل التنظيمات الفلسطينية بضرورة التنافس في خدمة الطالب، مشدداً على أن الجامعات والسجون هي التي تخرج قيادات المجتمع والعزة والكرامة.  

وقال البرغوثي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: الطلاب هم القيادات الحقيقية، ويجب أن يأخذوا دورهم”، مشيراً إلى أن جامعة بيرزيت، كانت تقود المظاهرات والاحتجاجات والتغيير المجتمعي والعمل التطوعي ومحو الجهل في المجتمع الفلسطيني.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات