إدانات واسعة.. عندما تفتح قناة الغد منبرها لمجرم الحرب غانتس

في انحدار جديد من وسيلة إعلام عربية نحو التطبيع، استضافت قناة “الغد” وزير الحرب في حكومة الاحتلال، بيني غانتس، لتوجيه رسائل لشعوب المنطقة وتهديدات لقوى أخرى.

واستغل غانتس المقابلة للترويج “لفوائد” التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، على شعوب المنطقة، وفقاً لمزاعمه.

غانتس الذي خدم سنوات طويلة في جيش الاحتلال، ووصل إلى منصب رئاسة الأركان، شارك في ارتكاب مجازر وشن حروب في فلسطين ولبنان وغيرها، وآخرها العدوان على قطاع غزة الذي استشهد خلاله مئات المدنيين.

ووجه غانتس تهديدات للمقاومة الفلسطينية وإيران وحزب الله، واستغل المقابلة لبث الدعاية الإسرائيلية حول “السلام” و”التطبيع” وغيرها.
 
جدير بالذكر أن قناة “الغد” تبث من القاهرة، وهي مدعومة من تيار القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.

وتكررت خلال المدّة الماضية استضافة قنوات ووسائل إعلام عربية خاصة في الخليج، لقادة بجيش الاحتلال منهم رئيس الأركان، في خطوة أكد محللون أنها تساهم بإيصال “رواية الاحتلال” إلى الشعوب العربية.

وأدانت أطر صحفية فلسطينية استضافة قناة الغد التي تبث من القاهرة، وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي المجرم بيني غانتس، الليلة الماضية.

انزلاق خطير

وعدّت كتلة الصحفي الفلسطيني هذه الاستضافة “انزلاقا أخلاقياً خطيراً، وتعدياً سافراً على شعبنا الفلسطيني وشعوب أمتنا وأحرار العالم”.

وأدانت الكتلة، في بيان صحفيّ، توفير قناة الغد المساحة الإعلامية “للمجرم الإسرائيلي” لإطلاق تهديداته بحق غزة وقوى المقاومة العربية.

وأكدت أن ذلك “تساوق خطير مع تطلعات أعداء شعبنا وحقوقه العادلة”، مشددة على ضرورة التزام الإعلام العربي بقرارات اتحاد الصحفيين العرب بمحاربة التطبيع الإعلامي مع الاحتلال ومؤسساته وأقطابه، لما يحمل من خطورة على شعبنا وحقوقه.

ودعت الكتلة قناة الغد للاعتذار عن هذا “السقوط والانزلاق عن القيم الأخلاقية والقومية”.

تطبيع سافر

من جانبه، عبّر التجمّع الصحفي الديمقراطي عن رفضه لهذه “المشاركة التطبيعية السافرة على شاشة قناة الغد”.

وأكد التجمع، في بيان صحفي، الاثنين، أنّ الاستضافة انتهاك للموقف الإعلامي العربي الحر وقرارات الاتحاد العام للصحفيين العرب خاصة التي جرّمت التطبيع مع الاحتلال.

ودعا اتحاد الصحفيين العرب إلى رفض هذا “الفعل التطبيعي غير المقبول تحت أي مبرّر”، مؤكدًا أنه استهتار بتضحيات شعبنا الفلسطيني، ويسهم في تجميل صورة الكيان أمام العالم على حساب معاناة شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.

نافذة لتهديد شعبنا

كما أدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة استضافة قناة الغد مجرم الحرب الإسرائيلي وزير حرب الاحتلال “بيني غانتس”.

وقال المكتب، في بيان تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة عنه، مساء الاثنين: إن غانتس تلطخت يداه بدماء أبناء شعبنا الفلسطيني، وأرسل عبر هذه النافذة تهديداته لعدد من المكونات الوطنية، ونشر بتبجح وصفاً لقدرات كيانه الغاصب على مستوى العالم والمنطقة، في سلوك مليء بالاستكبار والتحدي لمشاعر أبناء الأمة العربية والإسلامية.

وعبر المكتب الإعلامي عن أسفه للاستضافة، وأشار إلى أنه كان من المفترض أن تكون جزءا من أدوات الإسناد العربي المدافع عن حقوق شعبنا، والمُعرّي لسياسات الاحتلال المجرمة.

وعدّ ما حدث تساوقاً مع حالة الهرولة لبعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الاحتلال، فضلاً على كون مثل هذه الاستضافات لشخصيات من دولة الاحتلال تتجاوز البعد المهني والوطني العروبي، الذي يمس مشاعر ملايين المؤيدين للحق الفلسطيني.

وأكد الموقف المبدئي الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع الإعلامي مع الاحتلال، وأهاب بجميع وسائل الإعلام العربية بألا تفتح نافذة عبرها لمجرمي الحرب “الإسرائيليين” يطلون بها على المواطن العربي.

وطالب فضائية الغد بالتراجع عن هذا السلوك المشين، وتقديم اعتذار للمواطن العربي الذي ما يزال قلبه ينبض بحب فلسطين، ورفض التطبيع مع المحتل.

القناة ملزمة بالاعتذار

كما أدانت نقابة الصحفيين، استضافة قناة “الغد”، وزير حرب الاحتلال بيني غانتس، مطالبةً القناة بتقديم اعتذار، وإلّا سيتم اتخاذ خطوات ضدها.

وقال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين عمر نزال: إن مواقف النقابة واضحة فيما يخص التطبيع الإعلامي، واستضافة قادة الاحتلال.

وأضاف نزال: إنه بغضّ النظر حول الاعتبارات التي قد تسوقها القناة حول استضافة غانتس، فكل ظهور يصب في مصلحة الرواية الصهيونية مدان.

وأوضح أن ما فعلته قناة “الغد”، يعدّ خروجاً عن موقف النقابة، وموقف الاتحاد العام للصحفيين العرب، الرافض للتطبيع.

وطالب نزال، إدارة القناة، بتقديم توضيح واعتذار رسمي، لكل أبناء الشعب الفلسطيني وصحفييه ومؤسساته الإعلامية.

وقال: نمنح القناة فرصة للتراجع والاعتذار، وفي حال لم يتم ذلك، سندرس إمكانية اتخاذ خطوات ضد القناة تحديداً، باعتبارها قناة فلسطينية.

وأكد نزال إمكانية اتخاذ خطوات نقابية ضد القناة، باعتبار أن لها مكاتب وموظفين في الضفة وغزة.