الإثنين 20/مايو/2024

كورونا تضاعف معدلات الفقر والبطالة في غزة

كورونا تضاعف معدلات الفقر والبطالة في غزة

منذ أن أقعدته الإصابة برصاصة صهيونية في قدمه عن العمل في عام 2006، لا يزال الشاب محمود الملح (35 عاماً)، يسعى للبحث عن لقمة عيش أطفاله بين مهنة هنا وأجرة هناك، ولم تكن الشهور والسنوات التي تلت الإصابة بأحسن حال من سابقتها.

يقول الملح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنّه تضرر جداً بسبب الحصار والحروب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، حتى حلّت جائحة كورونا لتمحو أي أمل في وجود تحسن للظروف المعيشية والاقتصادية التي تعيشها أسرته.

ويضيف: “كنت قبل كورونا عاملاً في أحد المقاهي بأجرة يومية 10 شيكل، وهي قليل نعم، ولكن الواقع المعيشي الصعب لم يتح لي فرصة أفضل منها، حتى حلّت جائحة كورونا، فلم أجد 10 شيكل ولا حتى شيكلا لشراء الخبز لإطعام أطفالي الأربعة”.

ويعد الشاب الملح واحداً من آلاف أرباب الأسر الذين باتوا بلا عمل منذ فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وتضاعفت أعدادهم لآلاف أخرى بعد أن تسببت جائحة كورونا بإغلاق الكثير من المصالح في القطاع.

وأصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بياناً في سبتمبر/ أيلول 2019، أكّد فيه أنّ نسبة البطالة بلغت في قطاع غزة 45%، إلا أنّ اللجنة الشعبية (غير حكومية) أكّدت أنّ النسبة تفوق الـ60%.

الفقراء يزدادون فقراً

يصادف اليوم 17 تشرين أول/ أكتوبر من كل عام، اليوم العالمي للقضاء على الفقر، إلا أنّ قطاع غزة يحتفي بطريقته بتزايد بقعة الفقر والفقراء في القطاع بشكل لافتٍ وغير مسبوق.

ووفقاً لتقارير وإحصائيات محدثّة، فإنّ أكثر من 80 بالمائة من سكّان قطاع غزة، يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تقدّمها المؤسسات الدولية.

وفي تقريرٍ له مؤخراً، حذّر مركز الميزان لحقوق الإنسان من انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، مبيناً أنّ جائحة كورونا ألقت بتأثيرٍ كبير على الأمن الغذائي في القطاع، وتسببت بتعطل آلاف العمال عن العمل.

وطالب المجتمع الدولي بالتدخل بسرعة، من أجل إنهاء حصار غزة وتقديم الدعم والمساندة للفلسطينيين.

وبحسب تقارير حكومية، فإنّ أكثر من 80 ألف أسرة في قطاع غزة تتلقى مساعدة مالية حكومية تصرفها الحكومة كل ثلاثة أشهر، وتسمى “الشؤون الاجتماعية”.

تفاقم الفقر

ويقول الخبير الاقتصادي ماهر الطباع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ جائحة كورونا فاقمت من مشاكل الفقر والبطالة في قطاع غزة، وعقّدت الأزمة الاقتصادية في القطاع.

وأشار إلى أنّ الجائحة هدّدت اقتصاد الكثير من الدول الكبرى في العالم، متسائلاً: “كيف سيكون الحال في قطاع غزة الذي يرزح تحت حصار مشدد وانهيار اقتصادي منذ ما يزيد عن 13 عاماً”.

وأوضح أنّ الكثير من أصحاب الأعمال تضرروا بشدة بمن فيهم العمال الذين يعملون باليومية، وهم الفئة الأكثر تضرراً بسبب الجائحة، والتي شملت قطاعات كثيرة مثل السائقين وعمال المطاعم والفنادق والمقاهي وغيرهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات