الإثنين 20/مايو/2024

مدرسة شلالات العوجا بالأغوار الجنوبية.. حلم تحول لحقيقة رغم الاحتلال

مدرسة شلالات العوجا بالأغوار الجنوبية.. حلم تحول لحقيقة رغم الاحتلال

بخفية في الظلام تسلل نشطاء ومتطوعون إلى تجمع بدوي رأس العوجا في الأغوار الجنوبية، وشرعوا بإقامة مدرسة في هذا المكان الذي يمنع البناء فيه نهائيا من سلطات الاحتلال، ولكن يوما واحدا كان كافيا بتغيير معالم المكان.

وفي موقع صحراوي أجرد بزغ الفجر على مدرسة متكاملة أقيمت في ظلام الليل لتصبح واقعا مع بزوغ الصباح، وتتحول إلى واقع موجود بجهود عظيمة من عشرات النشطاء ومقاومي الاستيطان.


null

لم تكن سوى ساعات قليلة حتى كانت دوريات الاحتلال تحاصر المكان الذي لم يكن به بالأمس شيء، وبسلوك استفزازي يصدر إخطارا بحظر البناء في المكان، ولكن النشطاء العارفين بسلوك الاحتلال فرضوا أمرا واقعا بتثبيت الكرفانات في موقعها في سباق مع الزمن، وبالتالي تتحول المعركة إلى معركة قانونية تأخذ سنوات في المحاكم قبل الهدم.

ويبدي الطفل علي الزايد فرحة غامرة وهو يشاهد المدرسة وقد تحولت إلى واقع على الأرض، عادا ذلك إنجازا كبيرا، ويقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: نحن لدينا حلم بأن يكون في منطقتنا مدرسة، فنحن ندرس في بلدة العوجا، ونتنقل بالمواصلات إليها، وهذا شاق علينا، ومن حقنا أن يكون لنا مدرسة كما باقي المناطق، ولكن الاحتلال يحرمنا من ذلك.


null

وأشار إلى أنه لم يصدق عينه حين استيقظ ورأى الكرفانات التي تشكل الغرف الصفية وقد ثبتت في الأرض المفتوحة المخصصة لها، حيث سيصبح بإمكانه بعد اليوم أن يتعلم في هذه المدرسة التي تقع بجانب المضارب البدوية التي يقطن بها.

ويقول الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا، إن فريق المحامين التابع لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان ومركز القدس للمساعدة القانونية، استصدرا أمرا احترازيا بوقف هدم المدرسة استباقا للإجراءات المتوقعة من جيش الاحتلال الذي صور المكان، وخوف الأهالي وهددهم.

وأضاف لمراسلنا أنه منذ سنوات ونحو 700 بدوي يقطنون المنطقة يطالبون بهذه المدرسة، إذ لديهم (120) طفلا بلا أي مرفق تعليمي.

وأردف؛ “نحن اليوم أمام نموذج جديد متجدد لبناء مدارس التحدي، وهي الأكبر منذ سنوات، وهذا يعد جزءا هاما من تعزيز الصمود، وهو جزء من أولويات دائرة تعزيز الصمود بالتنسيق مع كل الأطراف التي تعمل في مجال التعليم “.

وينحدر سكان رأس العوجا من عرب الطريفات الذي ينحدرون بالأصل إلى منطقة بئر السبع، حيث أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب عام 1948م على تهجيرهم من تلك المنطقة باتجاه مناطق جنوب الخليل، ثم اضطر قسم كبير منهم إلى الإقامة في الأغوار الجنوبية في مناطق الجفتلك والنويعمة ومنطقة العوجا.

ويعيش المواطنون في رأس العوجا حياة توصف بالبدائية، حيث يعتمدون في حياتهم على تربية الأغنام، ويعيشون في بيوت من الخيش، ويفتقدون إلى أدنى مقومات البقاء والاستمرار.

ومنذ عام 1967م وحتى تاريخ اليوم، والمواطنون لم يسلموا من ملاحقة الاحتلال لهم، حيث تعرض التجمع إلى ثلاث عمليات هدم متواصلة منذ عام 2005م. 


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات