5 أيام من الطوارئ بغزة وبيوت تبيت بلا طعام

تتواصل حالة الطوارئ وحظر التجوال العام في قطاع غزة لليوم الخامس تواليًا، في إطار مكافحة الأجهزة الحكومية في القطاع فيروس كورونا.

وبدت شوارع القطاع خالية من المارة والسيارات وسط انتشار مكثف للأجهزة الأمنية والشرطية لضبط حركة الناس، في حين أغلقت الجهات المختصة مداخل الأحياء والمدن الرئيسة في القطاع لمنع تنقل المواطنين للحد من انتشار وتفشي الفيروس.

وأكّدت وزارة الداخلية، على لسان الناطق باسمها إياد البزم، أنّ المرحلة الأولية حالياً هي الحد من انتشار الفيروس في القطاع، مبيناً أنّ وزارته قسمت المحافظات كافة إلى مربعات وأحياء جغرافية، ومنعت التنقل بينها لتتمكن من الحد من الحركة، لحصر الفيروس وأماكن تفشيه.

وبحسب آخر الإحصائيات لوزارة الصحة؛ فإن عدد الإصابات وصل لـ 111 إصابة بفيروس كورونا، توزعت بين محافظات وأحياء قطاع غزة، وكانت مدينة غزة الأعلى نسبة بإصابة 47 مواطنًا بالفيروس، في حين جاءت الشمال في المرتبة الثانية بإصابة 46 مواطنًا، ولم تسجل مدينة خان يونس أي إصابة بالفيروس.

مناشدات
في سياق متصل؛ شهدت مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المناشدات لأرباب الأسر الفلسطينية في القطاع وخاصة أولئك الذين يعملون بنظام اليومية، حيث باتت آلاف البيوت بلا طعام إثر دخول حالة الطوارئ يومها الخامس تواليًا، مع توقعات بتمديد الحالة لأيام أخرى بسبب تفشي الفيروس في مناطق متفرقة في القطاع.

وتوقفت القطاعات العاملة كافة في قطاع غزة عن العمل على اختلاف طبائعها الصناعية والتجارية والزراعية، ما تسبب بضرر مباشر للعاملين في هذه المهن، خاصة أولئك الذين يتقاضون أجرة يومية من العاملين وسائقي الأجرة وغيرهم.

ومنذ بداية جائحة كورونا تقدّم أكثر من 100 ألف عامل فلسطيني من مختلف القطاعات العمالية في قطاع غزة لطلب الحصول على منحة حكومية خاصة بالعمال المتضررين بفعل الجائحة.

وتوجه الناشط المجتمعي فهمي شراب إلى الحكومة وقيادة غزة بمناشدة عاجلة لإغاثة الأسر الفقيرة، وقال: “نداء للإخوة في قيادة غزة، هناك أُسر بيوتها وثلاجاتها بالفعل فارغة من كل شيء، لا خضراوات ولا لحوم ولا أساسيات الحياة، هؤلاء بالتأكيد سيخرجون مجبرين للبحث عن لقمة العيش خلال الساعات القادمة، ومن الضروري تبني خطة إسعافية لإغاثة هذه الفئات المطحونة”.

وتلقى مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عشرات الاتصالات والمناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى تبني مناشداتهم للجهات الحكومية والمؤسسات الإغاثية الأهلية والدولية بسرعة التحرك لإنقاذ عشرات العائلات التي باتت لا تجد قوت يومها من الطعام والشراب.

وفي تصريحات سابقة، قال رئيس الاتحاد العام لعمال فلسطين، سامي العمصي: إنّ إجمالي عدد العمال في القطاع يتراوح ما بين 300 ألف إلى 350 ألفا، ويبلغ إجمالي المتعطلين منهم عن العمل 220 ألفا، في حين يعمل منهم ما بين 100 ألف إلى 130 ألف شخص في مختلف القطاعات العمالية، ولكن مع جائحة كورونا بات الجميع بلا عمل.

وأوضح العمصي أنّ شريحة العمال في فلسطين عموماً، وتحديداً في قطاع غزة الذي يرزح تحت حصار مشدد منذ عام 2006، تعيش ظروفا صعبة قبل “كورونا” وأتت الجائحة لتزيد الأمور صعوبة على كل العمال الفلسطينيين.