كوهين والخطر التركي
تكمن أهمية تصريح رئيس الموساد كوهين بخصوص وصفه تركيا كأخطر من ايران على المنطقة ،كما جاء على لسان روجر بويس في صحيفة تايمز أوف لندن بتاريخ 22-8-2020 ، في أن كوهين هو رجل نتنياهو الأول والأقرب، وبعض التحليلات الوازنة تعتقد أنه سيكون وريث نتنياهو في رئاسة حزب الليكود، ويعزز مكانته أيضا علاقته القوية مع سارة نتنياهو ذات التأثير الواضح على قرارات نتنياهو، وعليه فمن المرجح أن تكون تصريحات يوسي كوهين تعبر عن الموقف الحقيقي والفعلي لنتنياهو ولليمين في إسرائيل، وأعتقد، ولقد قلت هذا سابقا، أن هذا هو موقف إسرائيل الراجح على كل مؤسساتها الأمنية والسياسية ويمكن القول المدنية أيضاً .
ومن اللافت كذلك إن إسرائيل لم تعتد على إطلاق هكذا تصريحات بشكل علني وواضح كما فعل يوسي كوهين.فهي حريصة على عدم استفزاز تركيا ومحاربتها بشكل علني والتي ما زالت تتمتع بعلاقات اقتصادية مستقرة معها ، رغم التراجع الكبير في العلاقات الدبلوماسية والسياسية . كما يلاحظ حرص الموساد-إسرائيل على تحديد من هو العدو ومن هو الصديق في الشرق الأوسط، وذلك في سلوك إسرائيلي يعزز صفتها المحتملة كقائدة ما يسمى محور الاعتدال العربي وعلى رأسه 1.3 تريليون دولار في الإمارات وأكثر منها في السعودية وغيرها .
من الممكن القول أن تصريحات يوسي كوهين تعبر عن مصالح إسرائيل الحقيقية، فتركيا الصاعدة بزعامة أردوغان وسياسته المعتدلة والبراغماتية، وأعتقد الذكية إلى حد كبير اخذت بعين الاعتبار موازين القوة الإقليمية والدولية التي تعمل لصالح إسرائيل وضد تركيا.
لدى تركيا الكثير من الميزات التي تجعلها تهديدًا للطامعين والظالمين في المنطقة وعلى رأسهم إسرائيل، ويكفي أنها تعمل بعكس الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل والإمارات، فهي تدعم التحولات الديموقراطية في المنطقة وتحارب “الإرهاب ” ، وتسعى لتفجير طاقات الشعوب وموراد الأمة الكامنة لتقود نفسها بنفسها وتتخلى عن تبعتيها للأجنبي .
والخطير في تصريحات يوسي كوهين أيضا أنها قد تشّكل بداية مرحلة تعامل – عداء جديدة لتركيا تتميز بالعلانية و التخلي عن الحذر وإظهار المزيد من الثقة ” الوقاحة ” ، وتسعى لحشد المزيد من الامكانات والطاقات وتحديدا الأمريكية والدولية لمواجهة السياسات التركية .
ومع أن تركيا لا تبدو بحاجة إلى مزيد من العداء، فما تواجهه في شرق المتوسط وليبيا وسوريا وغيرها كافٍ لوضع العقبات في طريقها ،ولكن هذا هو قدر الطامحين في الإصلاح في هذا الزمن-وبالمناسبة في غيره أيضا “أن ترميهم العرب والعجم عن قوس واحدة” واتوقع ان تركيا الدولة الحديثة والثقافة والتاريخ والحضارة الإسلامية المجيدة تمتلك من الامكانات والطاقات الكامنة ما يجعلها قادرة على مواجهة هذه التحديات العظيمة، طالما استمرت القيادة التركية بتفجير وفتح هذه الامكانات. وما حقل الغاز ذو 320 مليار متر مكعب في البحر الأسود الذي اكتشفه الأتراك بجهودهم الخالصة إلا مثال صغير واحد على مثل هذه الإمكانات.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
صحة غزة: 34 شهيدًا و71 إصابة في 4 مجازر ارتكبها الاحتلال خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة في غزة، يوم الجمعة، بارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات...
واشنطن بوست: دعم أميركي “غير عادي” ساعد إسرائيل في الوصول إلى المحتجزين
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست، اليوم الجمعة، عن أنّ الولايات المتحدة قامت بدور استخباري حاسم في عملية استعادة...
كتائب القسام تعلن مقتل أسيرين إسرائيليين بغارات الاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الجمعة، مقتل اثنين من أسرى الاحتلال الإسرائيلي بقصف إسرائيلي على...
إصابة جندي إسرائيلي دهسًا غربي رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إثر عملية دهس غربي مدينة رام الله بالضفة الغربية....
أسامة حمدان: يمكن التوصل لاتفاق إن تصرفت واشنطن بإيجابية ولم تنظر بعين إسرائيل
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، إنّ الحركة تحتاج لموقف واضح من إسرائيل بقبول وقف إطلاق النار، مؤكدا إن تصرفت...
استطلاع: 80% من الفلسطينيين يعتقدون أن طوفان الأقصى أعادت قضيتهم للاهتمام العالمي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أظهر استطلاع للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، أنّ 80% من الفلسطينيين يعتقدون أن طوفان الأقصى...
مسؤول أممي: أنا شاهد على جريمة قتل إسرائيلية بحق صيادين في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المتحدث العالمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، "جيمس إلدر"، أنّه شاهد عيان على جريمة قتل إسرائيلية...