الإثنين 20/مايو/2024

العربية وأخواتها.. حملة منظمة لتشويه المقاومة.. لمصلحة من؟

العربية وأخواتها.. حملة منظمة لتشويه المقاومة.. لمصلحة من؟

“من نقل عن من؟ العربية عن أمد، أم العكس؟ ولماذا أنكر أحدهما استناده للآخر؟ أم أن المسألة بدت سباقًا للحصول على رضا “ولي النعمة” قبل منافسه، وكيف ظهر أننا أمام نسخ متماثلة من التقارير، وكأن من صاغها محرر صحفي يجلس بغرفة مكيفة، ويحبك القصص ضد المقاومة الفلسطينية، ويوزعها على البريد cc.

قناة “العربية” وموقع “أمد الإخباري” شنّا خلال الأيام الماضية هجومًا إعلاميًّا على حركة حماس، وتحديدًا على ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، معتمدين مبدأ “التضليل” للمشاهد، وتسليط الضوء على قضايا مفبركة وبثها عبر منصاتها الإعلامية المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

يتساءل د. عدنان أبو عامر – رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة – في سلسلة تغريدات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“: لماذا اقتصرت التقارير على ذات الإعلام السعودي الإماراتي، ولم تجد تجاوبا من وسائل إعلام دولية وإقليمية رصينة ورزينة ذات مصداقية؟ وأين مصادر “العربية والحدث وأمد والشرق الأوسط” في الحصول على معلومات خطيرة وحساسة، رغم أن عدم إيراد المصادر يشكك بمصداقية التقرير؟

“هل نحن أمام حملة منظمة موجهة بدءا بهذه التقارير، مرورا بحسابات تويتر، وانتهاء بوصلات الردح المسماة “أغنية” مدفوعة الأجر سلفا، ويقوم على هذه الحملة تحالف إقليمي بأدوات محلية فلسطينية؟”.

فقط نشير إلى أن هذه الحملة ليست الأولى وربما لن تكون الأخيرة؛ فبين الفينة والأخرى، يشن الإعلام الإسرائيلي وأدواته في المنطقة العربية، حملات شعواء على المقاومة الفلسطينية وفصائلها العسكرية، في محاولات متتالية لتشويه صورتها ونزع ثقة الجمهور العربي فيها.

ووفق سياسات التحرير المتبعة لدى قناة العربية الممولة سعوديًّا، والتي تبث من دولة الإمارات العربية، وموقع أمد الإخباري، التابع لرئيس دائرة المفاوضات في السلطة الفلسطينية سابقاً حسن عصفور، فإنهما يعملان على “شيطنة” كل من يقاوم الاحتلال الإسرائيلي، عبر بثّ “الأكاذيب والافتراءات” وقذف المقاومة الفلسطينية بها.

وتنبع الحملة التي تقودها العربية و”أمد”، في طيات برامجها ونشرات أخبارها من “كراهية” المقاومة الفلسطينية، دون أن تستند إلى المصادر الرسمية في نقل أخبارها، بل تعتمد في الغالب الأعمّ على الرواية الإسرائيلية وأعداء القضية الفلسطينية.

توقيت مريب

المختص في الشأن الأمني محمد أبو هربيد أوضح أن الحملة التي تشنها قناة العربية، تأتي في توقيت مريب في إطار الحديث الدولي عن صفقة القرن الأمريكية الإسرائيلية، وتنفيذ الاحتلال لما يسمى بـ”خطة الضم”.

وأكد أبو هربيد في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الحملة المفبركة، تسعى القناة من خلالها إلى “شيطنة المقاومة الفلسطينية بالاشتراك مع جهات إعلامية إسرائيلية وعربية مباشرة أو غير مباشرة”.

ورأى الخبير الأمني أن “العربية” ومثيلاتها من وسائل الإعلام العربية، أصبحت أدوات لدى ماكينة الدعاية الإسرائيلية، للترويج لرواية الاحتلال ومخططاته التشويهية.

وقال: “هذه الحملة تشن لأن المقاومة تمثل شوكة في حلق الاحتلال، ولأنها القوة الأكثر زخماً في مواجهة مخططات الاحتلال؛ لدلك تتصاعد حملة التشويه للمقاومة، وتضليل الشارع العربي”.

ولفت إلى أن الحملة التحريضية تقوم على الاستهداف المعنوي لفصائل المقاومة وقادتها.

وأشار إلى أن هذه الحملات الإعلامية قديمة جديدة تعتمد على المعلومات المضللة وتضخمها لإضعاف الخصوم وفرض خلل في قواعد الاشتباك الإعلامي مع الاحتلال الإسرائيلي، واستهداف الجمهور معنويًّا واستهداف شخصيات المقاومة وقادتها عبر الاغتيال المعنوي”.

محاولة اليائس
وبين أن هدا النوع من الدعاية المضللة يلجأ إليها الخصوم، لعدم قدرتهم على الوصول إلى المقاومة وشخصياتها ميدانيًّا، مشيراً إلى أن الحملة لن تنجح في النيل من ثقة جمهور المقاومة بها.

وروّجت قناة العربية وموقع “أمد” لروايات غير صحيحة، ادّعيا فيها أن وزارة الداخلية بغزة اعتقلت أعضاء في “القسام” بتهمة التخابر مع الاحتلال الإسرائيلي، وهروب آخرين لدولة الاحتلال وهو ما نفته الوزارة في بيان أصدرته.

وقالت الوزارة، في بيان سابق لها: “تنفي وزارة الداخلية والأمن الوطني ما نُشر عبر قناة العربية من أخبار مفبركة منسوبة للوزارة، حول اعتقال عدة أشخاص ينتمون للمقاومة بتهمة التخابر مع الاحتلال، وتؤكد الوزارة أن القناة تمارس التضليل، وتعمل على ترويج الشائعات والأكاذيب”.

وأضافت: “تُحذر الوزارة من نشر وترويج الشائعات التي تبثها قناة العربية، وتدعو إلى تحري الدقة ونقل الأخبار عن مصادرها الرسمية”.

تساوق مع منظومة أمن الاحتلال
من جهته، أوضح الصحفي الفلسطيني أحمد زغبر -رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني- أن ما تقوم به قناة “العربية” الفضائية، تتساوق في روايتها مع السياسة الأمنية الصهيونية، لاستهداف حركات المقاومة في فلسطين.

وقال زغبر في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ما تقوم به “العربية” بعيد كل البعد عن المهنية الصحافية ومبادئ الصحافة الموضوعية والثوابت الوطنية الفلسطينية العربية المساندة للحقوق الفلسطينية”.

وأكد أن هذا الأسلوب يعد من الأساليب المفضوحة والمكشوفة للجمهور العربي، في سياق ازدياد جهود المقاومة وحب الجمهور العربي لها، وتطور إنجازاتها المعلنة إعلاميًّا.

وأشار إلى أن قناة “العربية” أنشئت لمساندة النظام العربي المناوئ لحركات التحرر الوطنية العربية، ولخدمة قادته في تعزيز عروشهم، والترويج لرواية الاحتلال الإسرائيلي والعمل على تدجين المجتمع العربي.

المصداقية أولا
بدوره عقب الحقوقي صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، أن حرية الرأي والتعبير المكفولة لوسائل الإعلام والمواطنين، يجب احترامها، وأن تكون مقيدة بمعلومات صحيحة وموثّقة من مصادرها.

وأكد عبد العاطي أهمية عدم اعتماد وسائل الإعلام على المعلومات المغلوطة وعدم القذف أو تشويه الشخصيات والأحزاب والقوى الفلسطينية.

وقال: “المعركة الحقيقية هي مع الاحتلال الإسرائيلي، وعلى العرب وقف أي عمليات تطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي”.

ويرى الخبير أبو عامر أنه في مهنة المتاعب (الصحافة)، من المشروع طرح جملة تساؤلات حول التقارير التي بثتها شبكة الإعلام السعودية والإماراتية، ومن لفّ لفّها، وقبض من دراهمها وريالاتها، حول مزاعم اختراق حماس، وهروب أحد عناصرها، في إطار الحديث الدائر عن عنصر واحد، وليس عن عدد كبير، أو قادة كما زعمت التقارير.

ونختم التقرير بما قاله د. عدنان أبو عامر أنّ “كل ما تقدم من أسئلة، لا ينفي أن “إسرائيل” تبذل جهودا لاختراق المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، لأنها توجعها، وتضرب خواصرها، وتجتهد المقاومة بصدها، لكن الأهم أن يبحث أصحاب هذه الحملات عن تنسيقاتهم الأمنية العلنية مع “إسرائيل”، هم وأربابهم الأعلى منهم.. ويا حيف على “…” حين تحاضر عن الشرف!”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات