الأربعاء 22/مايو/2024

حفيد مانديلا يدعو إلى بناء شبكة تضامن عالمية لمواجهة مخطط الضم

حفيد مانديلا يدعو إلى بناء شبكة تضامن عالمية لمواجهة مخطط الضم

دعا ماندلا مانديلا، حفيد رئيس جنوب إفريقيا الأسبق، المناضل نيلسون مانديلا، إلى بناء شبكة تضامن عالمية في مواجهة مخطط “الضم” (السلب) الإسرائيلي، قائلا: “إننا نعيش على أمل يكبر يوما بعد يوم، كالشتلة في الأرض، بأننا سوف نخرج من الظلمة ونحيّي بعضنا البعض ذات يوم في فلسطين الحرة”.

وأضاف عضو البرلمان في دولة جنوب أفريقيا، خلال مشاركته في ندوة بعنوان “المخطط الاستعماري للاستيلاء على سلة الغذاء الفلسطينية”: “هذا هو المثال الذي أتمنى أن أعيش من أجله وأن أحققه، وإذا اقتضت الحاجة، فأنا مستعد للموت في سبيل هذا”.

وأضاف “مانديلا الحفيد”، خلال الندوة التي تابعتها وكالة “قدس برس”: “نتحدث حول موضوع قريب جدًا من كائناتنا وواقع مؤلم لدرجة أن الكلمات لا تكاد تصفها”.

وأوضح: “إنها قصة كل حجر أصبح منزلاً للمستوطنين، كل شجرة زيتون اقتلعت من الوادي، كل قطرة ماء تحولت من شفاه الأطفال الفلسطينيين الجافة، وكل بئر مليئة بالركام لمحو إمكانية الحياة والمعيشة”.

واستدرك مانديلا: “مهما كان الوضع الحالي مستحيلًا وعسيرًا، فإن العدالة تعود دائمًا لاستعادة التوازن والنظام الطبيعي للأشياء”.

وتابع: “في مواجهة محاولة ضم سلة الغذاء الفلسطينية، يمتلك المستعمرون القوة العسكرية، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية وأصدقائها في الشرق والغرب”.

وقال مانديلا: “أما نحن لدينا ثقل العدالة وشبكة عالمية من التضامن الإنساني وأمل لا يتزعزع في المستقبل، أمل دعمنا على مدار 350 عامًا من النضال، من أجل العدالة في أرضنا جنوب إفريقيا”.

وتطرق مانديلا لتجربة النضال في جنوب أفريقيا ومقاربتها بالحالة الفلسطينية، موضحًا أن “كيب تاون تحولت إلى محطة استراحة غذت مشروع التوسع الاستعماري، والذي أدى إلى طرد أصحاب الأرض إلى المنافي وحصر أغلبية السود في مساحة لا تتجاوز 13% من مساحة البلاد في مناطق كان يطلق عليها اسم: أرض السود (Bantustan Homelands.(

وأضاف: “هي شبيهة إلى حد كبير بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن”.

وأكد مانديلا أن مشاريع الاستعمار، يصاحبها دائمًا شهية لا تشبع للتوسع ونزع الملكية والنهب على نطاق واسع.

وبين أن ذروة ذلك الجشع الذي استمر وسط الأسطورة الصهيونية لشعب بلا أرض مقابل أرض بلا شعب، قد شهد سبعة عقود من السرقة الكبرى، وهو يسلب المجد الكامل لضوء النهار وعلى مرأى ومسمع للعالم.

وحذر مانديلا: “اليوم وضعوا أنظارهم على غور الأردن، وغداً سيكون الأردن ولبنان وسوريا ومن يدري ماذا بعد ذلك”.

ورأى مانديلا أن الاحتلال لن يكتفي بسرقة سلة الخبز الفلسطينية، بل إن هدفهم النهائي هو القضاء على فكرة فلسطين من الوجود.

وشدد مانديلا: “أمام حلم الاحتلال بدولة إسرائيل الكبرى، ليس أمامنا إلا خيارين المقاومة أو الاستسلام”.

وأضاف يجب أن نكون سريعين في استجابتنا وفي تعبئة أكبر شبكة من التضامن الإنساني حتى يتم إيقاف المخطط الكبير للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، المتمثلة في خدعة صفقة القرن.

وأردف: بينما تفكرون في تداعيات ضم سلة الطعام الفلسطينية، اسمحوا لي أن أطلعكم على الاستعمار الذي عانيناه في جنوب أفريقيا، “لقد خلفنا استعمار الفصل العنصري إرثًا عميقًا من عدم المساواة، وجوع الأراضي، والتخلف الريفي والتنمية العشوائية في المناطق الحضرية وانهيار التماسك الاجتماعي، والجريمة، والمخدرات، والفقر، وارتفاع مستويات الأمية، ومستويات البطالة التي لا يمكن تصورها خاصة بين الشباب، يضيف مانديلا.

وأكد: “لا يساورني شك في أن بعض هذه القضايا تواجه بالفعل شقيقاتنا وإخواننا في الشتات الفلسطيني، وخاصة أولئك الذين يضطرون إلى العيش في الظروف البائسة السائدة في مخيمات اللاجئين وأماكن مماثلة”.

وقال: “يجب أن نطالب بإنهاء هذا الجنون وسنستمر بالنضال من أجل العدالة لأخواتنا وإخواننا الفلسطينيين والحق في الوجود بسلام في أرض ولادتهم”.

وطالب مانديلا الأمم المتحدة بأخذ عبرة من كفاح جنوب إفريقيا، ضد دولة الفصل العنصري وضمان توزيع عادل ومنصف للفلسطينيين.

وأضاف: رفض جدَي التخلي عن الكفاح المسلح في مواجهة الفظائع والوحشية المستمرة التي تمارسها دولة الفصل العنصري.

ولفت إلى أن “مانديلا الجد” كان مبدئيا في موقفه أن العدالة كانت شرطًا أساسيًا للسلام، وأن التسوية المتفاوض عليها لا يمكن أن تصبح حقيقة، إلا عندما يكون جميع السجناء السياسيين أحرارًا، وعندما يُسمح لجميع المنفيين بالعودة، وعندما تكون جميع الأحزاب السياسية غير محظورة.

ودعا مانديلا حكومة جنوب أفريقيا والرئيس سيريل رامافوزا، إلى الاستفادة من منصبه كرئيس للاتحاد الأفريقي وعضويته في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لممارسة الضغط وحشد الجميع لوقف هذا الضم غير القانوني للضفة الغربية والأغوار.

وأكد ضرورة اغتنام الفرصة لتعبئة شبكة عالمية من التضامن الإنساني، لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري.

وقال: “لن نرضى بعد اليوم أن تظل أرضنا علفا يغذي جشع القلة المتعطشة للسلطة، لم نعد راضين عن موقفنا، لأن شعب فلسطين يعاني من الإهانة والجرائم ضد الإنسانية، التي حطت من قدرهم كبشر وسكوتنا عن نصرتهم سيجعلنا متواطئين في معاناتهم”.

ودعا مانديلا إلى توحيد الجهود العالمية من أجل بناء شبكة هائلة من التضامن الإنساني، مضيفًا: “هذا هو أملنا الوحيد في وقف ضم الأراضي الفلسطينية، هذا هو أملنا الوحيد لمحاسبة مرتكبي هذا الظلم الهائل ضد الفلسطينيين”.

ويعدّ “ماندلا مانديلا” من السياسيين المناصرين للقضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وورث القيم ذاتها التي أسس بها جده المناضل أركان دولة القانون، بعد عقود من سياسة الفصل العنصري ضد السود.

يشار إلى أن ندوة: “المخطط الاستعماري للاستيلاء على سلة الغذاء الفلسطينية”، أقيمت بتنظيم من المنظمة العربية لحماية الطبيعة والشبكة العربية للسيادة على الغذاء، بالتعاون مع التحالف العالمي للسيادة على الغذاء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات