الأحد 19/مايو/2024

قنابل الغاز.. هكذا فتكت إسرائيل بالمتظاهرين بغزة قتلًا وجرحًا!

قنابل الغاز.. هكذا فتكت إسرائيل بالمتظاهرين بغزة قتلًا وجرحًا!

لم تترك “إسرائيل” أي وسيلة إلا استخدمتها لقمع وقتل المتظاهرين على الحدود الزائلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، الذين خرجوا مطالبين بحقهم في الحياة وحق العودة.

وقتلت قوات الاحتلال منذ بدء مسيرة العودة في 31 آذار/مارس 2018 أكثر من 300 فلسطيني جلهم من المدنيين والأطفال، وأصابت الآلاف منهم المئات بجراح بليغة ما زالوا على الأسرّة في المشافي.

يقول مركز “بتسيليم” الحقوقي: إن الاحتلال حوّل وسائل تفريق المظاهرات إلى سلاح فتّاك ومنها قنابل الغاز المسيل للدموع التي لم تعدّ أبدًا لكي تصيب أجساد البشر.

ونقل المركز عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة “أوتشا” أن “إسرائيل” قتلت 7 متظاهرين بغزة منهم 4 قاصرين بالقنابل الغازية في رؤوسهم ووجهوهم.

وقنابل الغاز المسيل للدّموع هي وسائل لتفريق المظاهرات ويبلغ مداها ما بين مائة متر وبضع مئات من المترات.

وحسب إفادات -نقلها مركز بتسيليم- من متظاهرين أصيبوا بقنابل الغاز ومن شهود عيان على هذه الإصابات؛ يتبيّن من هذه الإفادات أنّ جنود الاحتلال يطلقون قنابل الغاز بتصويب مباشر نحو المتظاهرين، وأنّهم يفعلون ذلك روتينيًّا.

كما تبيّن الإفادات أنّ الإطلاق يتمّ من مواقع أعلى من الشريط الحدودي (من على سواتر ترابيّة أو أسقف الجيبات العسكريّة) أو عبر فتحات السياج الفاصيل نفسه.

وتقول بتسيليم إنها وثقت إطلاق قنابل الغاز بتصويب مباشر في الضفة الغربيّة، والذي أدّى إلى إصابات بليغة وقتل شخصين على الأقلّ.

ويؤكد المركز أن إطلاق قنابل الغاز بتصويب مباشر لا يحدث كاستثناء ولا هو مقطوع السّياق؛ وإنّما هو جزء من سياسة إطلاق النار المخالفة للقانون والأخلاق التي تطبّقها “إسرائيل” منذ أكثر من سنة قرب الشريط الحدودي في قطاع غزة.

ونورد في “المركز الفلسطيني للإعلام” بعض الإفادات التي نقلتها “بتسليم”:

تقول المواطنة حنان أبو طيبة (31 عاما): كان محمد فسيفس في 31 مايو الماضي، معنا قرب السياج الفاصل، وكنا نردد هتافات لفلسطين، وما هي إلا لحظات وأطلقت علينا مجندة إسرائيلية 4 قنابل غاز.

تتابع: كنت أقف أمام محمد وتفصلني عنه بضعة أمتار، نظرت إلى الخلف ورأيته يقع أرضًا بعد أن أصابته قنبلة غاز في رأسه، تقدّمت منه، كان ينزف بشدّة من رأسه، وجمجمته مهشّمة، صرخت وجاء عدد من المسعفين والشبّان، تمّ تضميد رأس محمد وحمله للإسعاف.

يقول محمد فسيفس: أفقت بعد مضيّ ستّة أيّام فوجدت نفسي في قسم العناية المكثّفة في المستشفى الأوروبي، رأيت أبي إلى جانبي، سألني إن كنت أعرفه فأجبته بنعم، في اليوم التالي نقلوني من العناية المكثّفة إلى قسم جراحة الأعصاب.

ويضيف: قال لي الأطبّاء إنّه من المحتمل أن أبقى مشلولًا في النصف الأيمن من جسمي؛ خفت كثيرًا غير أنّني تمكّنت في اليوم التالي من تحريك جسمي وأطرافي. غمرتني السّعادة رغم الأوجاع التي عانيتها جرّاء الإصابة.

ويتابع: لديّ 13 غرزة في الجهة اليمنى من رأسي. أحيانًا أشعر وكأنّ رأسي سينفجر من شدّة الألم وعندها أتناول مسكّنات الأوجاع. وأحيانًا يصيبني دوار فأجلس فورًا حتّى ولو على الأرض.


محمد فسيفس

أما المتطوع محمد أبو جزر فقد أصيب خلال عمله في إسعاف الجرحى في مارس من العام الجاري، بقنبله غاز في فكه أطلقها جنود الاحتلال.

يقول أبو جزر: عندما وصلت كان عدد قليل من المشاركين، عادة يرتفع العدد بعد السّاعة 16:00، بضعة عشرات من المتظاهرين تقدّموا إلى مسافة 30 مترًا من السّلك الشائك، كنت أقف مع مجموعة مسعفين على بُعد نحو 25 مترًا خلف المتظاهرين وجمعينا كنّا نرتدي زيّ المسعفين الرّسميّ. نحن نتعمّد الحفاظ على مسافة بيننا وبين المتظاهرين لئلّا يصيبنا الرّصاص والغاز الذي يطلقونه على المتظاهرين.

يضيف: نحو السّاعة 16:00 أصيب أحد المتظاهرين القريبين من السّلك اللولبيّ الشائك بعيار ناريّ في إحدى رجليه. المسعفون الذين كانوا في الموقع نادوني لأنّ معي نقّالة. في طريقنا إلى حيث سيّارات الإسعاف في شارع جكر رأيت شخصًا أصيب في رأسه من قنبلة غاز وكان على بُعد نحو 20 مترًا منّي، تركت المصاب الأوّل واتّجهت إليه مع النقّالة برفقة مسعفيْن آخريْن.

ويتابع: عندما صرت على بُعد عدّة أمتار منه أطلق جنود قنابل الغاز نحونا. أحسست بقنبلة غاز ترتطم بفكّي. تركت النقّالة ووضعت يدي على فكّي، شعرت بآلام شديدة في الفكّ وأيضًا في الرأس وأصابني دوار.

يتابع: أمسكني المسعفان اللّذان كانا خلفي لئلّا أقع أرضًا وساعداني على الابتعاد من هناك ركضًا بعيدًا عن الغاز. كنت على وشك الإغماء، بعد أن أخرجوني من هناك أغمي عليّ، صحوت في مستشفى ناصر بخان يونس، قال لي الأطبّاء: إنّ لديّ كسورًا في الفكّ، عالجوني وقدّموا لي مسكّنات للأوجاع، وخرجت من المستشفى. لا يزال فكّي يؤلمني وخاصّة أثناء تناول الطّعام كما أعاني من أوجاع في الرأس ودُوار.


محمد أبو جزر

وفي الجمعة الموافق 22.2.19 أصيب شخصان بقنابل غاز أطلقها جنود خلال مظاهرة جرت شمال خزاعة، أحدهما بسّام صافي  (22 عامًا) من سكّان مخيّم خان يونس. أصيب بقنبلة غاز استقرّت في وجهه.

وفي شريط فيديو نشرته مواقع التواصل يظهر بسّام مستلقيًا أرضًا والدّخان ينبعث من رأسه في منطقة قريبة من شارع جكر على بُعد 150 – 200 متر من الشريط، نقل إلى المستشفى الأوروبيّ جنوب خانيونس حيث أجريت له عمليّة جراحيّة لإخراج القنبلة. ظلّ بسّام في غيبوبة طوال رقاده في المستشفى إلى أن استشهد متأثّرًا بجراحه في 11.3.19.

يقول منيب أبو حطب (23 عامًا)، من سكّان خان يونس ويعمل مصوّرًا صحفيًّا: ضمن عملي مصوّرا صحفيّا في “مظاهرات العودة” لاحظت في الفترة الأخيرة أنّ جنود الاحتلال يصوّبون قاذفات الغاز في معظم الأحيان مباشرة نحو المتظاهرين بقصد إصابتهم وليس بقصد تفريقهم.


الشهيد بسام صافي

للاطلاع على التقرير من المصدر وبكل التفاصيل يرجى النقر هنا..

وفي الأول من فبراير الماضي أصيب طفل (12 عاما) شرقي جباليا، يقول الطفل الذي لم يورد “بتسيليم” اسمه إنه وفي عصر ذلك اليوم أطلق جيب عسكري صوبه والمتظاهرين قنابل غاز أصابت إحداها ساقه.

يقول: نقلني المسعفون والغاز ينبعث من ساقي، كنت أشعر أن ساقي تحترق، وكان المسعفون يواجهون صعوبة في نقلي نظرا لشدة انبعاث الغاز.

تقول والدته: منذ إصابته لا يستطيع المشي دون عكازين، أو التنقل في كرسي متحرك، وهو لا يذهب إلى المدرسة، كل وقته يمضيه مسجى في سريره.

تضيف: إذا خرج ليستنشق الهواء يعود بعد قليل ويقول إنّه انزعج لأنّ الجميع ينظرون إليه بسبب العكازين.

تتابع: كان يحبّ ركوب الدرّاجة ولكنّه لا يستطيع ذلك الآن، أنا ألاحظ كم هو حزين ومكتئب عندما يرى بقيّة الأولاد يلعبون، كذلك مرّت فترة كان يعاني فيها من الكوابيس فيصرخ في اللّيالي ولذلك صرت أنام إلى جانبه وأحضنه، أريد له أن يعود إلى المدرسة وأن ينهي الفصل الدراسي مثل أصدقائه وزملائه، وأن يمشي على رجليه من جديد ويعود ليمارس حياة طبيعيّة.

وفي جريمة أخرى ارتكبها الاحتلال بقنابل الغاز، وفي 22 من فبراير من العام الجاري، أصيب الفتى جبريل الكفارنة (14 عاما) بقنبلة غاز برأسه شرق جباليا.

تقول جدته التي رعته بعد طلاق والديه إنها كانت تعتني به بعد نقله لمجمع الشفاء، ولا تصف فرحتها بعد أن أفاق من الغيبوبة، التي دامت أسبوعًا، “قضيت تلك الأيام وأنا أبكي”.

وتقول “بتسيليم”: إن الطفل الكفارنة يعاني من آلام شديدة ومن انفعالات عصبية.


الطفل جبريل الكفارنة

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات